علي قدر ما انتابنا جميعا من مشاعر أسي واستياء واستنكار من تداعيات مباراة مصر والجزائر علي التأهيل لكأس العالم… فإن ما حدث طمأنني علي صدق الحب الكامن في قلوب المصريين لمصرنا والاعتزاز العميق علي المستوي الشعبي وليس الرسمي فقط بعلم مصر.
فكم كنت أتمزق عندما أسمع عن استهانة طلبة المدارس بتحية العلم أو بالنشيد القومي في طابور الصباح وكم استنكرت من تسيطر عليهم رغبة عارمة في الهجرة تتعدي كونها بحثا عن حياة أفضل إلي كونها- في تقديري- فرارا من الأوضاع التي لا يرضون عنها, وأشعر أن هذه الهجرة هروبا من مسئوليتنا كأبناء لمصر في إصلاح أحوالها. وكثيرا ما أوصف من المحيطين بأنني مهوسة بمصر.إن التداعيات المأساوية التي واكبت مباراة مصر والجزائر أزالت الغبار عن شعور دفين بأن ما يمس أي مصري يمس المصريين, فما تعرض له مشجعو المنتخب المصري في السودان أصاب كل مصري. الحقيقة أن هذه المشاعر الوطنية تأججت نحتاج إلي استثمارها في تنمية بلدنا الحبيب… لأن مصر هي بحق أمهاتنا, آباؤنا, أخواتنا, أبناؤنا, أصدقاؤنا بل هي ذواتنا نحن… بهذه المشاعر نود أن نتحرك عندما تتعرض بنت مصرية للتحرش لأنه عرض كل مصري… عندما تتعرض فتاة مصرية للختان… لأنها كل بنت مصرية… نثور لانتشار الأمية… نغير علي اسم مصر عندما لا نجدها بين خمسين جامعة معتمدة عالميا… نثور ضد البلطجة من أجل مصر… لا نقبل أن تكسو القمامة شوارع مصرنا… لا نتعاطف مع النقد الهدام فيما يخص أمور بلدنا, بل نساهم في نقد بناء نسعي به للاعتراف بوجود إيجابيات وأيضا سلبيات تحتاج لتكاتف شعبي ومجتمعي لتغييرها لأنها بحق مصرنا الحبيبة التي تستحق منا أن نحررها من العقول الهدامة والنظرات المتشائمة.
[email protected]