داخل الجامعات الحكومية … المفروض أن التعليم مجانى .. ماشى الحال .. ولنتغاضى عن نفقات الدروس الخصوصية التى طالت التعليم العالى أيضا .. ونلتفت فقط إلى الرسوم المختلفة داخل هذه الجامعات .. فكل ما كنا نحصل عليه مجانا داخل جامعتنا أصبح له رسوم لا تستطيع أن نصفها بأنها رمزية اذا أخذنا فى اعتبارنا الشريحة الأكبر التى ينتمى إليها طلاب هذه الجامعات المعتمدين على جهودهم وتحصيلهم الدراسى الذى أهلهم للإلتحاق بالتعليم المجانى دون الإعتماد على ثروة “بابا” التى تفتح أبواب التعليم الخاص أيا كانت القدرات التحصيلية والدراسية … ما علينا.
بغض النظر عن أن المذكرات والكتب الجامعية لا تتفق مع جوهر التعليم الجامعى المعتمد على البحث والإطلاع … لكنها أمر واقع وبالطبع زادت أسعارها، قفزت عدة مرات ليس فقط لارتفاع أسعار الورق والطباعة وإنما لأسباب أخرى نعرفها جميعا تدخل فى إطار متاجرة بعض الأساتذة الجامعيين مستغلين مناصبهم.
أما استخراج الكارنيهات فى الكليات فكان أيامنا مجانا، أما الآن فيدفع كل طالب جامعى 25 جنيها وقد يستلمه أو لا !! حتى أن إحدى كليات جامعة عين شمس حصلت من كل طالب (بما يقدر بالآلاف) هذه القيمة ولم يحصل طالب واحد على الكارنيه المزعوم، وإذا احتاج الطالب لشهادة تفيد قيده بكليته ليقدمها لأى جهة فيدفع خمسين جنيها … أما عندما يكرمه الله ليتخرج فإنه يدفع أيضا خمسين جنيها إلى أن يستخرج شهادة التخرج المؤقتة بمبلغ مائة وسبعة جنيهات.
المجمل أن أى طلب أو شهادة أو أى ورقة رسمية من الجامعة لها رسوما لا تقل عن 25 جنيها لتتعدى المائة، والحقيقة أنه رغم تذمر الكثير من الطلاب وأهلهم واستدعائهم لذكريات الزمن الجميل أيام دراستهم الجامعية حين كان كل شئ مجانيا – فإننى أجد أحيانا إننا نبالغ فى هذه المقارنات، لأن الدنيا تغيرت والنسبة بين مرتبات وأسعار السلع والخدمات زمان لم تشعر الناس وقتها أنهم فى رخاء بل كانوا يشتكون أيضا الأزمات المالية ونار الأسعار على طول الخط.
لكن المفارقة العجيبة أن مكافآة التفوق التى يحصل عليها الطالب الجامعى عند حصوله على تقدير جيد جدا محلك سر ، فما كنت أتقاضاه فى كليتى فى أوائل الثمانينيات كمكافآة لتفوقى هو ذاته ما يصرف لأبنائى بعد مرور مايقرب من 25 سنة … هى الـ84 جنيها سنويا.