أنا أفهم أن يكون معيار إجادة القراءة والكتابة أحد معايير الجودة لبرامج محو الأمية,لكن ما قرأته مؤخرا عن تصريحات للدكتور مجدي قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم بإضافة اختباري القراءة والكتابة لمنح معيار جودة التعليم للمدارس الابتدائية والإعدادية آثار دهشتي… فمن البديهي أن أهم مخرجات التعليم لهاتين المرحلتين هو إجادة طلابها للقراءة والكتابة,وأن تحوي معايير الجودة التعليمية في هذه المدارس علي معامل العلوم والكمبيوتر والمساحات المتاحة من الملاعب لممارسة الأنشطة المختلفة. وطريقة التفاعل بين الطالب أو التلميذ ومدرسه داخل الفصل ومدي ما يتيحه أسلوب التعليم نفسه من مشاركة وتفاعل واحترام الاختلاف وتشجيع روح الجماعة وفريق العمل بين المتعلمين,والبرامج الإضافية التي تطبقها المدرسة لتربط بين الطالب ومجتمعه وقضاياه,فلا يصبح التعليم في المدارس عازلا للطالب عما يحيط به… فهذا جزء مما يميز تعليم له صفة الجودة عن غيره الذي لا يعني إلا بتعليم القراءة والكتابة.
ورغم الدهشة التي أصابتني للوهلة الأولي من قراءة الخبر إلا أنني وجدته معيارا يمكن وصفه بالشجاع,لأنه يحوي اعترافا بواقع مرير نعلمه جميعا,وهو أن بعض التلاميذ ينهون مرحلة التعليم الأساسي ويحصلون علي شهاداتها الدراسية ولكنهم في الحقيقة لا يجيدون لا القراءة الصحيحة ولا الكتابة ويدخلون في عداد الأمية المقنعة مثل كثير من المشاكل المقنعة في حياتنا… وطبعا هذا الاعتراف يحوي قائمة متشابكة من الاعترافات أهمها الغش في الامتحانات واللجان السايبة والتصحيح الأي كلام الذي يخرج لنا أميين بشهادات الابتدائية والإعدادية,ولن نكون مبالغين إذا قلنا بل من بعض حاملي شهادات الثانوية العامة والدبلومات الفنية!!… ولا داعي نكون أكثر صراحة ونقول بل وبعض حاملي المؤهلات العليا!!.
الحقيقة المرة أنني انبهر عندما يصادفني شاب أو شابة يقرأون قراءة صحيحة بمخارج الألفاظ واضحة وتشكيل نحوي مقبول دون أخطاء فاضحة كرفع المجرور أو جر المنصوب… أو أن أقرأ بضعة أوراق لأحد هؤلاء بنسبة يمكن تمريرها من الأخطاء الإملائية!!.
ليس لنا أن نتندر بإضافة معيار إجادة القراءة والكتابة لمعيار جودة التعليم… لأنه الحاجة المرة!!!.
[email protected]