عندما أدخل علي الإنترنت أتصفح كثيرا من المواقع الإلكترونية لكثير من الصحف والمجلات,وربما تتداخل علي مصادر ما قرأت من موضوعات وأخبار,فلا أتذكر بعد الإبحار الطويل عبر المواقع أين قرأت الخبر الفلاني أو المقال الفلاني… إلا أنني أحاول تذكر ذلك لأن مصدر المعلومة مهم, والتأكد من مصداقية المصدر ضروري.
ولكنني في كل الأحوال لا أكتفي بقراءة الموضوعات الصحفية بل أهتم كثيرا بقراءة تعليقات القراء… وكم أفزع من محاولة تحليل مضمونها… فمن اللافت للنظر أن كثيرا من الموضوعات والقضايا الجادة والمهمة لا يتحرك لها ساكن لدي القراء, وتجد عدد التعليقات عليها صفرا… وتأتي أخبار الحوادث وأخبار الفن والأفلام… إلخ بأكبر عدد من تعليقات القراء!! مما يجعلني أشعر أن هناك درجة من التسطيح والتفاهة في الاهتمام بما ينشر.
أما القضيتيين التي أشعر عند قراءة أية مادة حولهما بدرجة عالية من الفزع هما ما يخص المرأة, وما نطلق عليه حوادث الفتنة الطائفية.. ففي هذان الموضوعان تنهال التعليقات الإلكترونية فيما يشبه الحرب الشنعاء, ويتم تبادل الاتهامات والشتائم حتي لو لم تكتب لفظا لما تضعه المواقع من ضوابط… وأشعر أن المجتمع يعاني من بركانا تحت السطح وحالة احتقان طائفي ونوعي منذر بالخطر…فما يقال علي الملأ وفي اللقاءات المفتوحة يختلف كليا وجزئيا عما يعشش في العقول, ويتم الإفصاح عنه عندما لا يكشف الإنسان هويته ليقول ما يريد دون ضوابط فتظهر حقيقة أعماقه بكل ما فيها من سواد.
لن نستطيع أن نبرء التنشئة الأسرية, ووسائل الإعلام, والتعليم وكل مؤسساته من إفراز هذه العقول التي تنذر ببركان تحت السطح.
[email protected]