لقي القرار الجمهوري بتعيين السفيرة مشيرة خطاب في منصب وزيرة الدولة للأسرة والسكان ترحيبا بالغا من كل الأوساط خاصة بين من عرفوها وتعاملوا معها عن قرب,حتي أننا نلنا نصيبا في تلقي التهاني وتبادلها.
والوزيرة السفيرة من مواليد1944,شغلت مناصب مرموقة بعد تخرجها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية,فعملت بوزارة الخارجية ثم سفيرة مصر في تشيكو سلوفاكيا,ثم سفيرة مصر في جنوب أفريقيا ثم مساعدة لوزير الخارجية,وفي عام2000 شغلت منصب الأمينة العامة للمجلس القومي للطفولة والأمومة,حيث لمسنا خلال التسع سنوات التي قضتها في نيابة المجلس جهودا رائعة تمس عمق قضايا الطفل المصري بكل دقائقه…فتحت ملفات شائكة لقضايا ظلت مسكوتا عنها لقرون مثل ختان الإناث وأطفال الشوارع والتجارة بالأطفال.
وتميز جهدها بالإيمان القوي بضرورة التلاحم الكامل مع أطراف كل قضية علي أرض الواقع ليس في المدن أو المراكز فقط بل في نجوع صغيرة في أقصي صعيد مصر..راعت بأمانة خصوصية الشعب المصري وتقاليده واستطاعت أن تصل إلي مداخل إقناع نحو تغيير عادات سلبية راسخة مثل ختان البنات…بذلت كل الجهد بمثابرة لا تخمدها الأصوات المعارضة…أحلامها طموحة ترتفع حتي السحاب…تميزت بأنها قوة دافعة لا تستأثر بأي عمل,بل تستطيع التنسيق مع كل الجهات المعنية سواء رسمية أو أهلية أو مجتمع مدني…لم تهمل أبدا اقتراحا مهما كان صغيرا أو بسيطا بل تضعه محل الدراسة,ويؤخذ في الاعتبار..بارعة في توظيف الطاقات والقدرات…تؤمن بضرورة تحقيق التوازن بين الهوية المصرية والانفتاح علي العالم.
إنني لا امتدح الوزيرة مشيرة خطاب,وإنما فقط أصف جانبا من شخصيتها…وإن كنا سعدنا سعادة بالغة لتوليها وزارة مستحدثة ننتظر منها الكثير للأسرة المصرية,فإن سعادتنا ليست مقصورة علي كونها امرأة في إطار احتفالنا بيوم المرأة المصرية,وإنما لأن إسناد هذه الحقيبة الوزارية إليها أضاء بارقة الأمل بأن معيار الكفاءة لشغل المناصب العليا سيتجاوز كل المعايير النوعية.
[email protected]