لست أدري لماذا مازالت تتعالي الأصوات للمطالبة بحل المجلس القومي للمرأة واعتباره مفسدة في الواقع المصري تصل إلي حد الدعوة إلي نشر الرذيلة في المجتمع!!وأسرع حجة أن رئاسته كانت لسوزان مبارك وأن طردها من المشهد السياسي يعني حل كل المؤسسات التي كانت تتبعها, وكأننا نريد هدم المعبد علينا وعلي أعدائنا!!
إن دعوات حل المجلس القومي للمرأة ليست بريئة من العداء الذي خرج من قمقمه في غير استحياء ضد المرأة المصرية بعد الثورة مخيبا لكل امالها كشريكة أساسية فيها بل ومفجرة لانطلاقها…والدليل علي ذلك أننا لم نسمع أصواتا مطالبة بحل المجلس القومي للطفولة والأمومة رغم أن وضعه التنظيمي جعله خاضعا لرئاسة سوزان مبارك تماما كحال القومي للمرأة ففي الحالتين كانت سوزان رئيسة اللجنة الاستشارية العليا وكان لكلاهما أمينة عامة.
الغريب أن مايتهم به القومي للمرأة من نشر الفساد في الأسرة والتي يدرجون تحتها مكافحة الختان أو رفع سن الزواج للبنت أو منع الآباء من العقوبات البدنية للأبناء…كانت قضايا يتبناها المجلس القومي للطفولة والأمومة وليس القومي للمرأة ومع هذا يطالبون بحل القومي للمرأة!!!…فالقومي للطفل لايثير حفيظتهم ولا غيظهم…فالطفل حبيبنا والمرأة إذا كانت في دور الأمومة لاتضر ولكن أن نظل نتحدث عن المرأة ككيان مستقل فهذا مفسدة للمجتمع!!!
طبعا أنا مازلت أؤيد تلك القضايا المذكورة ولن أغير موقفي فهي في صالح الأسرة وليست لنشر الرذيلة..ولكن بات واضحا أن كلمةمرأة تحولت إلي عورة بعد الثورة!!!
لاشك أن القومي للمرأة كان له موقف مخزي أثناء وبعد الثورة وكأنه كان يراقب الموقف السياسي ليقف معالرائجة ولكن هذا لايعني أنه ككيان مؤسسي نستطيع استغلاله لصالح المرأة المصرية بحق بعد تطهيره من الفساد ومحاسبة المفسدين داخله.
ولاننسي أن بعض أعضائه لايزالون نجوما وطنيين في الإعلام مثل دكتور كمال أبو المجد ودكتور مصطفي الفقي…وهذا دليل آخر أن العداء بات ضد المرأة المصرية وأن استتر في عداء مؤسساتها.
[email protected]