كثيرا ما يبذل الناس جهدا كبيرا في سبيل الحصول علي حق ما,ومن المفارقات العجيبة أن يتهاون آخرون ويتنازلون عن حقوقهم بحالة من اللا مبالاة,ويبدو دائما أن من يسعون لاكتساب حقوق هم الأكثر إصرارا علي التمسك بها,وعلي ممارستها واقعيا مقارنة بأولئك الذين تأتيهم الحقوق علي طبق من الفضة دون أن يتعبوا فيها.
وإذا حدثتك عن الحقوق السياسية التي كفلها لك الدستور,فجعل لك الحق في الترشيح والانتخاب قد تورين ظهرك ويكون لسان حالك ”هو إحنا في إيه ولا في إيه؟!” وقد ترددين مأساتك مع طابور العيش ومع ارتفاع الأسعار الجنوني ومع الحديث عن إلغاء الدعم وربما مع دوامة الدروس الخصوصية التي أنهكتك من المرحلة الابتدائية لأبنائك حتي الثانوية العامة وعندما تتنفسين الصعداء بدخولهم الجامعة اكتشفتي أن شبح الدروس الخصوصية لا يزال يطاردهم,وإن من تخرج من أبنائك وأكمل تعليمه لم يجد فرصة العمل,وإذا سمعتنا إحدي الأمهات التي اعتصرت ألما من التهام البحر لابنها الذي خرج مهاجرا للبحث عن العمل خارج حدود وطنه ستصرخ في وجهنا ”اتركونا ومصيبتنا”.
والسبب في كل هذه الأفكار أننا دائما نظن أن السياسة شيئ منفصل عنا,وأن السياسة لها ناسها,وأنه يكفينا مواجهة مشكلاتنا اليومية وهمومنا التي لا تنتهي,ودائما يحاول كل منا أن يجد حلا فرديا لمشكلته الخاصة,بينما رسم السياسات العامة في الدولة تتحكم في كل أمورنا اليومية,وأننا كمواطنين لنا دور في رسم سياسة بلدنا عن طريق انتخابنا لمن يمثلنا في مجلس الشعب أو الشوري أو المحليات.
وإذا تعللنا بالتزوير في نتائج الانتخاب أو بأنه لا أمل ولا جدوي ولا فائدة نصبح كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال لأن تمسكنا باستخراج البطاقة الانتخابية (البطاقة الوردية) وحث ابنائنا ممن بلغوا الـ18عاما علي استخراجها,وحرصنا علي استخدام هذه البطاقة في كل انتخاب سيجعل مهمة التزوير صعبة أمام الإقبال الحقيقي علي صناديق الانتخاب وسيحجم ويحد من دور ذوي المصالح الذين يقبلون علي الانتخاب ويصبحون كتلة مؤثرة ضد مصالحنا في ظل غيابنا عن الصناديق.
الآن الفرصة سانحة لاستخراج بطاقتك الانتخابية وحتي نهاية شهر فبراير فلا تتنازلي عن حقك وحاولي لاحقا اختيار نائبك في مجلس الشعب الذي يستطيع أن يسن قوانين ويراقب الحكومة ويناقش ميزانية الدولة ويستخدم أدواته البرلمانية التي تحميك وتحمي أسرتك من الاستغلال وتهديد أمنها.
[email protected]