سائقو التاكسي يحملون كثيرا من نبض الشارع من كثرة ما يصب في مسامعهم من ركاب علي كل شكل ونوع, وتساعد إشارات المرور الطويلة وأزماتنا المرورية المزمنة علي إيجاد حالة حوار بين الركاب والسائق حتي أصبح سائق التاكسي مجسا جيدا لنبض الشارع. ركبت مع أحدهم في شارع الكورنيش بالإسكندرية ولفت انتباهي صوت آلات التنبيه, وقلت: مش كانت ممنوعة في الإسكندرية؟, فرد السائق: ده كان زمان أيام المحجوب دلوقتي خلاص!!. وبتبادل أطراف الحديث نقلتنا مناظر الأبراج علي الكورنيش إلي صورة مأساوية قصها السائق عن منطقة بالإسكندرية تسمي الفلكي… وهي علي رقي اسمها منطقة عشوائية تنذر بأزمة هجانة جديدة, فشوارعها ضيقة تتراوح مابين 4-6 أمتار, ومع ذلك فإن الأبراج الشاهقة بها تصل إلي 17 دورا!!, ولك أن تتخيل مدي الكوارث التي يمكن أن تحدث في حالة نشوب حريق إذ لن تستطيع أية سيارة مطافئ أن تدخل هذه الشوارع شاهقة الأبراج كثيفة الأرواح. ويظل السؤال مطروحا: كيف يحصلون علي تراخيص البناء؟, فرد السائق: هو حضرتك مش عارفة الرشوة ومفعولها ولا إيه؟… ومن واقع خبرته في تلك المنطقة التي يمتلك بها شقة قال إن صاحب الأرض يأخذ الترخيص ببناء دورين أو ثلاثة ويننفذها علي أكمل وجه وفق المقاييس السليمة ثم يأخذ ترخيص توصيل الكهرباء… كله تمام… وبعد ذلك يبني الأدوار المخالفة في سرعة رهيبة بالتواطؤ مع منعدمي الضمير في الحي الذين يقولون بصراحة: هاتعد ولا نهد؟. أي إذا دفعت سنغمض أعيننا… وهناك شبه تسعيرة لكل دور مخالف تبلغ 5 آلاف جنيه!!. قطعا أصحاب هذه الأبراج يستغلون تطلع الناس الغلابة للسكن, خاصة أن للأبراج تأثير نفسي خاص عليهم لأن من أصفهم بالغلابة هم في الحقيقة الطبقة المتو سطة في المجتمع التي نالت تعليما ولم تنل ملائما فسبقها الحرفيون والعائدون من الخليخ محدثين خللا اجتماعيا وفوارق طبقية. جشع الملاك لتحقيق أقصي ربح من أصغر قطعة أرض غذاه احتياج الناس لشقة وستره المرتشون بالأحياء؟… والكل يفر من موقع الأحداث ليبقي المشتري الغلبان رهين الهدد في وقت لايعرفه وساعة لا يتوقعها ليدفع وحده الثمن!!. نادية… [email protected]