شنت الشاعرة والكاتبة فاطمة ناعوت هجوما شديدا على الدولة وموقفها السلبى تجاه ما يحدث من قبل التيارات الدينية المتشددة التى تبث سمومها وتدمر كيان الدولة وتبني أفكارا خارجية وهابية، مشيرا أن المجتمع المصرى لا يقبل بالدولة الدينية ومحاولات التفرقة بين المصريين جريمة كبرى، لأن الأقباط هم الأخ الأكبر وبالبحث عن أصلنا وأجدادنا سنجد أننا أصول سلفيين للأجداد الأقباط أم غير ذلك سنكون خليفة لمصريين دخلوا مع عمرو ابن العاص، وأصبحوا مستوطنين مصريين أو أنهم أشهروا إسلامهم لأنهم عجزوا دفع الجزية، مشيرة أنها لا تعلم أصل جدها أى من الجانبين.
وأضافت أن الحدس للمواطن المصرى يميل لتركيبة الدولة المدنية بالفطرة ويعشق الحياة، رغم أنه متدين بطيبعته لكن لا يعرف ما يسمى بدعاوى أصحاب الجلباب القصير السلفيين، وأن الدولة تتحمل المسئولية لظهور هذه التيارات الوافدة والغريبة عن المصريين ومسئولة عن شعور الأقباط بكونهم مواطنين درجة ثانية، وإذا كان البعض يحمل القبطى المسئولية عن ذلك فهذا لكونه متسامح لا يعرف العداء أو الكراهية.
وقالت ناعوت فى كلمتها بمؤتمر اتحاد المنظمات القبطية الأوربية إن الدولة خضعت الأقباط عندما سلمت لهم كنيسة صول بأطفيح أفضل ما كانت عليه مقابل عدم المطالبة بالجناة، وتساءلت متعجبة أن بناء كنيسة صول لم يستغرق شهر وتم بكل سهولة فلماذا يجد الأقباط معاناة فى بناء كنائسهم التى تستغرق سنوات، مشيرا إلى كنيسة الرحاب التى مازالت منذ سنوات لم تبن، وطالبت ناعوت بتسليم كنيسة العذراء بامبابة ومعها تسليم الجناة وصرخت بصوته أنه يجب إصدار القانون الموحد لدور العبادة فى أقرب وقت والتصدي للدعوة السلفية التى أصابت المجتمع بحالة عجز، وأثارت الفتنه وإراقة الدماء.
عبر الشيخ محمود عاشور وكيل وزارة الأوقاف فى كلمته بمؤتمر منظمات أقباط أوربا عن حزنه لما تتعرض له مصر الآن قائلا:”عندما قامت ثورة يناير وقف العالم مذهولا أمام ما يحدث فى مصر، وطالبوا بتدريس هذه الثورة مشيرا أن”مصر محسودة”، لذا تتعرض لهذه الأحداث المؤسفة، فالأقباط يعيشون معنا فى نسيج واحد وحبات قلوبنا ولا يفصل بيننا فاصل فنحن عشنا معا حياة الحب والتقارب.
أضاف ما أطالب به أن يكون هناك هيبة للدولة وردع كل من تسول له نفسه أن يخرج ويفعل ما يدمر وحدة الوطن، فالإسلام حرم الاعتداء على دور العبادة، لأنها دور الله أى إن كانت سواء مسجد أو كنيسة أو بيعة فهى بيوت الله ولا يجوز الاعتداء عليها، فالإسلام يحافظ على دور العبادة ولم يشهد تاريخ الإسلام أن هدمت أو حرقت كنيسة والدولة المدنية هى دولة الإسلام الذى لا يعرف الدولة الدينية .
وعقب كلمات الشيخ عاشور حدث ضجيج ضخم بالقاعة احتجاجا على كلماته بشأن ما قاله إنه فى تاريخ الإسلام لم تحرق أو تهدم كنيسة رغم ما تعرضت له الكنائس خلال الأيام القليلة الماضية .
وقدم القمص متياس نصر كاهن كنيسة العذراء بعزبة النخل كلمه حول علاقة المسيحية بالإنسان، وأنها لا تعرف الدولة الدينية حتى فى عهد حكم الإمبراطور دقلديانوس ولا تؤمن بالدولة الثيؤقراطية لأنه منذ نشأت المسيحية لم توجد دولة مسيحية والكتاب المقدس يأمر الإنسان بطاعة الحكام والرؤساء، شرط لا يحمل السيف على رقبته، وأن يحمل الصلاح وتحمل أشكال متعددة من المحبة، وأمر بمحبة الأعداء والصلاة من أجلهم والتسامح والتعايش المشترك، ولا تعرف معانى للكراهية أو العداء بل تحتوى على ربط الإنسان بالحب وتأمر بالموت من أجل الآخر والحياة من أجل الآخر مطالبين أن تكون مصر معنى للحب والسلام بين أبنائها .
أما رجل الأعمال القبطى كميل حليم رئيس التجمع القبطى أن المصريين يشعرون بدرجات من الخوف بعد ما مرت به مصر من أحداث مؤسفة عقب ثورة 25 يناير وجعلت كثيرين يشعرون بالتشاؤم على مستقبل الإصلاح، ولكن اشعر بالتفاؤل لأن هذه الحوادث وحدة صف المصريين رغم هذه التيارات الغربية التى تحمل اسم الدين وقامت بحوادث استهدفت المسيحيين، ولكن وحدة المصريين قادرة على تخطي هذه الأزمه وبناء الدولة المدنية.
—
س.س
14 مايو 2011