الدنيا نار. الشوارع نار والبيوت نار مع المراوح والتكييفات نار. والأسعار أصبحت نارا. والحياة كلها أصبحت نارا. من قبل قدوم رمضان ارتفعت الأسعار بنسبة 18% وبعد قدوم رمضان وصل ارتفاع الأسعار إلي 32% أي شئ تمتد إليه الأيدي تتعجب من ثمنه. الخضروات بأنواعها المختلفة تضاعفت أسعارها. البصل والليمون. اللبن والبيض. الفطار المأمول للأطفال لم يعد في متناول كل أسرة لتغذي به أطفالهم لتبني أجسامهم وتحميها من الأنيميا وهشاشة العظام. أما اللحوم بأنواعها بداية من الدجاج ونهاية كل أنواع اللحوم فحدث ولا حرج. وصلت أسعار اللحوم إلي أرقام فلكية وبالتالي انخفضت نسبة الشراء إلي نصف كيلو وأحيانا أقل ليتذوقها الأطفال مع طبق من الخضار. أما الفاكهة فهي الضرورية للصحة والتي تنمي الجسم أصبحت من الكماليات التي لا تدخل البيوت إلا فيما ندر, أو تحت إلحاح الأطفال.
أصحاب بطاقات التموين أصحاب الدخول المنخفضة والمتدنية احتاروا مع محلات التموين. الزيت برائحته النفاذة ولونه الغامق من الصعب استخدامه. الأرز لم تحصل عليه الأسرة منذ 6 أو 7 أشهر, فهو موجود في البطاقة وغير موجود فعليا. والغريب أن يختفي الأرز من الأسواق. وفجأة يرتفع سعره ليصل ثمن كيلو الأرز إلي 7جنيهات ونصف, وفي بعض المحلات يباع ثمانية جنيهات الحكومة التي تعرف جيدا ظروف هذه الأسر الفقيرة لا تحرك ساكنا ولا تسعي لتوفير الأرز لأصحاب البطاقات التموينية وقد كان الأرز في مستوي سئ . أما باقي أصناف المواد الغذائية المضاف إلي بطاقات التموين فهي لا تؤكل ولا تصلح للاستخدام الآدمي. المكرونة عند سلقها تتحول إلي كتلة من العجين يخرج منها أنواع مختلفة من الدود. ويصرف أسوأ أنواع العدس والفول.
الاسم أن الدولة وفرت آلاف البطاقات التموينية ومعظم ما يباع فيها أنواع سيئة لا تصلح للاستخدام الآدمي, والدولة تعرف ذلك ولا تسعي إلي التغيير وتقديم الأفضل تاركة كل الأشياء تحدث وكل الأمور تمر, ومازلنا نسمع أن كله تمام والحمد لله.
فالحكومة مشغولة بتغيير الوزراء واختيار المحافظين وتطهير المحليات. وهل يتم إعداد الدستور أم يتم الانتخاب أولا. وهل يتم قيام دولة مدنية ليبرالية أم يقتصر الإخوان المسلمون والسلفيون وإنشاء دولة دينية, وهل تتم المحاكمات بتهمة قتل الثوار أم بتهمة ضرب أفضي إلي الموت؟
الحمد لله بالفعل. الحمد لله لأننا استطعنا أن نتحمل كل ما يحدث, ومازلنا نعيش ونحيا في لهب نار الجو, ولهيب نار الأسعار, ولهيب نار اختلاف الآراء وفي انتظار انتشال الثورة من التردي والدعاء لها بالنجاح وتحقيق الثمار المرجوة.