أين يولد المسيح؟ (متي 2:4) سؤال طرحه هيرودس علي الأحبار وعلماء اليهود والمفسرين لما علم باستقصاء المجوس علماء الفلك الإيرانيين عن الملك المسيح لم يكن هاجس هيرودس العلم بل جعل همه القتل, ومن العلم ما قتل! كان سعيه أن يقتل يسوع الطفل ويقتل معه أمل كل إنسان وإذا كان لاهوتيا يعلم أن نبي الجليل ينتسب إلي الأجيال التي سبقته, أي بلغة العلماء يسوع هو يسوع التاريخ, فإننا نؤمن أيضا أن يسوع هو يسوع كل جيل أي يسوع الإيمان, فالمخلص يولد حيث الخلاص والخلاص يولد حيث يولد المخلص. إذ ذاك يصير لاسم المسيح مدلول أوسع من الماضي مدلول يتصل بالآتيات حتي انقضاء الدهر (عب 20:6). أين يولد المسيح؟ سؤال تطرحه البشرية في عذاباتها المسيح يولد في التوبة عن المعاصي وقبول الآخرين والسعي لإسعادهم, والمسيح يولد وسط الجماعات المهاجرة يوم سمعت النداء مع أب المهاجرين إبراهيم أن (أذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك إلي الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة (تكوين 12:1). خرجت تبحث عن حياة وعد أفضل وحياة أفضل ولكي تبذل المال والجهد لبناء مذبحا للرب كما إبراهيم (تك 21:8). وكنيسة تكون امتدادا للمزود, لأن هناك من المفسرين من يري ميلاد يسوع هجرة الخلاص الآتي من قلب الآب إلي العالم, وهذه هي حكاية الميلاد مع الأقباط باليونان فكم عانوا وتعبوا وتنقلوا من بيت إلي بيت ومن قاعة إلي قاعة, لكي يجدوا للمسيح مكانا مناسبا يولد فيه روحيا وسطهم والقبطي, إذا هاجر يأخذ معه قديسيه وتراثه المسيحي المصري الأصيل التراث الذي لا يسيس الدين ولا يدين السياسة والتراث الذي يعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله, ويحمل قضايا بلده الحيوية أمام المحافل الدولية, فالأقباط صاروا حسب تعبير المطران جورج خضر مدي المسيح ورسالته أنهم ترتيلته إلي الأبد وفرحه المقيم وهو يعد لهم عند أبيه منزلا وهم لا يعدون له علي الأرض مسكنا, ولهذا امتلأت القلوب فرحا والألسنة تهليلا حينما اجتمع المصريون مع إخوانهم العرب في الكنيسة المصرية بمنطقة منيذي بأثينا للاحتفاء بمولد المسيح ومولد الكنيسة المصرية الأولي في اليونان, والتي تمت بالجهود الذاتية وبعرق أبناء مصر الذين أثيتوا أنهم إذا ما وجدوا المناخ المناسب والحب والثقة فهم قادرون علي عمل المعجزات. لقد مضي علي الوجود القبطي باليونان أكثر من ثلاثين عاما كانوا بضعة أفراد مع بعض دراسي اللاهوت إلي أن صاروا بالآلاف.
كاهن الكنيسة القبطية باليونان