إن ميلاد السيد المسيح له المجد من عذراء ليس حادثة تاريخية وإنما هو سر من أسرار الله العظيمة والعجيبة, فالسيد المسيح الإله المتجسد أخذ جسدا بشريا من الروح القدس وملأ به الرحم البتولي, فبهذا الميلاد الإلهي العجيب كتب السيد المسيح له المجد للبشرية عهدا جديدا لم تألفه عهدا بين الإنسان والله أنهي به العداوة القديمة وأزالها إلي الأبد ليكون هناك عهد جديد من المحبة والسلام.. ما أعجب هذا السر العظيم لهذا الميلاد العجيب الله ظهر في الجسد فاشتركنا معه في طبيعته المقدسة المملوءة حب فهكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به. الله محبة ففيه وبه تحولت العداوة القديمة إلي محبة أبدية, سمعتم أنه قيل للقدماء العين بالعين والسن بالسن أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم فالمسيح لم يقف عند محبة الأعداء فقط ولكنه حرك قلوبنا لنبارك اللاعنين ونصلي من أجل المسيئين وإن فعلنا غير ذلك فلا فضل لنا فما بالنا بإخوتنا الذين نختلف معهم في الآراء وفي التعامل, ألا نستطيع أن نحبهم فإن محبة المسيح في الميلاد الجديد هي بلاد حدود لأنه هو ذاته الحب اللامحدود فإذا تحقق فينا هذا الحب الإلهي تقدس قلبنا وتقدست نفوسنا وإرادتنا, فإذا تقدسنا بالكلية في المسيح أصبح من السهل علينا جدا أن نحب من القلب الأعداء قبل الأحباء ولا نسطتيع بغير هذا التقديس أن نخطو خطوة واحدة نحو محبة الأعداء. وفي هذا الميلاد أيضا طرح الله سلامه علي الأرض المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة, فالمسيح هو المحبة وهو رئيس السلام لأنه قد ولد لنا ولدا وأعطي لنا ابنا فصارت الرئاسة علي كتفه ودعي اسمه عجيبا مشيرا أبا أبديا رئيس السلام فالسيد المسيح هو سلامنا وقد أوصي تلاميذه في رحلتهم التبشيرية قبل أن يدخلوا أي بيت أن يسلموا عليه فإن كان هذا البيت أهلا لسلامهم يحل سلام المسيح عليه فرسالة المسيح في ميلاده الإلهي العجيب أن يؤسس سلاما بين الله والإنسان وقد أعطي المسيح له المجد لكل من يصنع السلام نعمة البنوة لله فطوبي لصناعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون وبالتالي كل من يحرض ضد السلام ويصنع عداوة وقساوة وقلاقل هو ضد أعمال الله وبالتالي فليست له بنوة لله.. إن السلام الدائم في الإنسان يعطيه راحةوفرحا ومسرة قلب لأننا لا نستطيع أن نتخيل أن هناك إنسانا يتمتع بالسرور في غير سلام داخلي فمهما اختلف الإنسان مع أخيه الإنسان فقد سلامه إن لم يكن هناك صفاء ونقاء في قلبه لا يحقر ولا يضغن ولا يعادي ولا يتواني عن الاعتذار عما بدر منه حتي يتمتع في داخله بهذا السلام الدائم الذي في المسيح سلامي أترك لكم سلامي أنا أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا..
رئيس مجلس إدارة مستشفي فيكتوريا