ترتفع الأسعار بشكل مبالغ فيه خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية, مما يزيد معاناة الأسرة المصرية بشكل كبير وبالأكثر مع انخفاض الأجوروعدم مواكبتها لزيادة الأسعار.. ففي شهر مايو الماضي حينما شهدنا ارتفاع أسعار اللحوم كانت هناك حملات للمقاطعة, لكن الآن الغلاء اتسع وشمل العديد من الخضروات والفاكهة والخبز والألبان.. حتي إننا يمكننا القول بأن جميع المواد الغذائية ارتفعت أسعارها وتضاعفت في الأشهر القليلة الماضية.. بالتأكيد القضية تحتاج في المقام الأول إلي تدخل من قبل الدولة فيما يتعلق بمراقبة الأسواق للحد من الغلاء, ولكن هل توجد بعض الإرشادات التي يمكنها أن تساعد الأسرة المصرية لتجاوز الغلاء المبالغ فيه في المواد الغذائية ووجود بدائل أقل سعرا علي مائدة الأسرة؟.
حول هذا الموضوع تحدثنا إلي الدكتورة نفيسة البنا أستاذة التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان فقالت: إن المرأة المصرية عبر الأزمان معروف عنها أنها مدبرة وتحاول دائما استخدام واقعها بأفضل أسلوب, وتستغل كل شئ متاح لها. ويظهر ذلك بشكل واضح في الأسر الفقيرة التي تحاول أن تقوم بطهي أطعمة منخفضة التكاليف رغم كل الغلاء. فمثلا هناك سيدات يقمن بشراء أرجل الدجاج بدلا من الدجاج ذاته -بعد ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه- وتعمل عليه شوربة وملوخية.. إلخ.
وأشارت د. نفيسة إلي أن هناك بعض الوجبات الغذائية المتكاملة والأقل تكلفة ومنها: تناول الوجبات الغنية بالمصادر النباتية للبروتين ومنها الفاصوليا البيضاء والعدس والفول والبصارة واللوبيا.. إلخ. حيث تحتوي هذه الأنواع من الأطعمة علي 25% بروتينات ويمكننا تناول بعض المأكولات معها التي تحتوي علي الحبوب لاستكمال نسبة البروتينات بها مثل تناولها مع الخبز المصنوع من القمح, أو مع الأرز, وطبق سلطة أو استبداله بخضروات مثل الجرجير والبقدونس والفجل إذا كانت الطماطم والخيار بأسعار مرتفعة.
كذلك يمكن الاعتماد علي بعض الخضروات الطازجة المنخفضة التكاليف في إعداد وجبات عالية القيمة الغذائية, كأن تقوم ربة الأسرة بعمل وجبة غذائية متكاملة من الملوخية والخبز وبيضة مسلوقة كبديل للبروتين الحيواني. أو عمل مسقعة مع قليل من الخضروات الورقية.
كذلك يعد السمك من أفضل البروتينات وأرخصها أيضا وقيمته الغذائية مرتفعة جدا بما في ذلك الأسماك المجمدة. حيث إنها غنية بالبروتين الحيواني الذي يحتوي علي الأحماض الأمينية بنسبة جيدة, بالإضافة إلي وجود دهون غير مشبعة من النوع أوميجا 3 وهي مفيدة جدا للجسم ولصحة الإنسان. كما أن بروتين السمك يعد من البروتينات سهلة الهضم ويحتوي علي أملاح معدنية مثل اليود والفسفور وهي أملاح مهمة لسلامة الغدة الدرقية المنظمة للعمليات الحيوية بالجسم ولصحة الإنسان بشكل عام.
كما أوضحت د. نفيسة أن إضافة الخضروات الورقية مثل: الجرجير, البقدونس, الفجل, الطماطم.. إلخ ترفع من القيمة الغذائية لأي وجبة. كما يمكننا وضعها مع الجبن القريش مع قليل من الزيت والطماطم وتكون أيضا وجبة غذائية متكاملة العناصر.
واتفقت معها في ذلك الدكتورة وفاء شلبي أستاذة إدارة المنزل بكلية الاقتصاد بالمنزلي بجامعة حلوان, وأضافت: يجب علي كل أسرة أن تضع ميزانية لها بشكل سنوي, وتشمل هذه الميزانية بنودا ثابتة علي مدار العام مثل مصاريف المدارس والأقساط وبنودا متغيرة شهرية ومنها: الطعام, مصاريف الانتقالات, الملابس, الدواء, الأطباء والادخار.. إلخ. ويجب أن نضع في الاعتبار أن نسبة الطعام في ميزانية الأسرة لا تزيد علي 40 أو 45% علي الأكثر رغم كل الغلاء الذي نعيش فيه الآن فيجب أن تهتم الأسر بتخزين الأطعمة بشكل جيد والاستفادة من كل المواد الغذائية داخل البيت دون أن تتعرض للتلف.
أما بالنسبة لملابس العيد أو احتياجات المدارس في الفترة الحالية فيجب أن يقوم أفراد الأسرة قبل النزول وشراء أشياء جديدة بعمل جرد لما لدينا داخل المنزل, فمن الممكن أن قوم بعمل بعض التغييرات في ملابسنا القديمة ولا نحتاج لشراء أخري جديدة, بمعني أننا لا نقوم بالشراء إلا فيما نحتاجه بشكل ضروري فقط.
أكدت د. وفاء علي أهمية أن تعود الأسرة المصرية كأسرة منتجة مثلما كانت من قبل وأن تحاول الحد من النمط الاستهلاكي, بالإضافة إلي تنمية مهارات أفراد الأسرة علي كيفية استغلال الإمكانيات الموجودة لديها لتحقيق أقصي استفادة منها. حتي نستطيع أن نعيش وسط هذا الغلاء.