أهنئكم جميعا ببدء العام الميلادي الجديد وبعيد الميلاد المجيد والرب يعيد هذه الأيام علي الكنيسة والوطن بكل الخير وفي هذه المناسبة كان السيد المسيح يجول يصنع خيرا كان يحمل أوجاع الشعب كله وهو نفسه قال تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم (متي 11:28) كان يعصب منكسري القلوب وينادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق ويعزي كل النائحين (إشعياء 61: 2,1) كان مصدر رجاء للضعفاء ويشفق عليهم قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ (متي 12:20) وكان يعطي الرجاء حتي للأيدي المسترخية والركب المخلعة (عبرانيين 12:12) وما أجمل عبارته الرقيقة التي تدل علي عمق حنو قلبه حينما قال يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون (23:34). كان حنونا علي الضعفاء المخطئين. احتضن الفئات المنبوذة من الشعب اليهودي يشفق عليهم وهكذا قال الكتاب المقدس اسندوا الضعفاء تأنوا علي الجميع شجعوا صغار النفوس (1 تسالونيكي 5:14) كان حنونا علي الأطفال وقال دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات وكان اهتم بالطفولة اهتم بالمرأة ودافع عنها أشفق علي السامرية وقادها إلي التوبة والبر والسلوك الصالح والبعد عن الشر في هدوء دون أن يشهر بها وكذلك المرأة التي أمسكت في ذات الفعل خطيئة الزنا أشفق عليها وأدان من أدانوها قائلا: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر كان مدافعا عن هذه المرأة لكي يقودها إلي التوبة لا تدينوا لكي لا تدانوا فالإدانة آفة من سلوكيات المجتمع وهي أن ينظر كل إنسان إلي خطأ غيره وينسي خطاياه فنادي بإصلاح النفس قبل إصلاح الغير وهذه فضيلة يحتاجها المجتمع جدا هذه الأيام لو أن كل فرد أصلح نفسه وتاب عن خطاياه وأخطائه لانصلح المجتمع, فلقد كان ينبوع حب وحنان ونور للجميع وقيل عنه إنه كان يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع متنوعة فشفاهم (مت 4: 23, 34). لقد شارك السيد المسيح الناس في مشاعرهم. ومن ضمن تعاليمه السياسية الدافعة للجميع أحبوا أعداءكم باركوا لأعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات فإنه يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين ويمطر علي الأبرار والظالمين, (مت 5: 43-45) فنادي بمحبة الأعداء والمسيئين لأنهم إخوتنا في المجتمع وهنا يرينا طريق الانتصار علي الشر في المجتمع وعلي البغضة بعمل الخير وبالمحبة والتسامح كما أيضا علم عن التواضع والهدوء والوداعة فقال تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم وأظهر لنا كيف يكون الإنسان عظيما بخدمة الناس عندما قال إنه جاء ليخدم لا ليخدم ويقضي علي التنافس القاتل في المجتمع فأرانا العظمة بالخدمة كذلك علم عن السلام وقال طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون (متي 5:10).
أخيرا أتمني أن يعم السلام كل العالم والشرق الأوسط ومصرنا الحبيبة في ظل القيادة الحكيمة للرئيس حسني مبارك.