الوسطية من أهم مواصفات المصري الجميل وتراه دوما وسطا بين رأيين..كل منهما متطرف !!وحتي لا يمكت كلامي نظريا أذكر لك مثالا عمليا يهم كل مصري,ويتمثل فيما ينص عليه الدستور من أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع,وهناك ثلاثة آراء في هذا الموضوع,وانحياز حضرتك إلي أي منها يكشف طبيعة سيادتك!!هل أنت بحق إنسان معتدل أم تدخل في زمرة المتطرفين برغم كل كلامك عن التسامح والمواطنة!!
والرأي الأول تعتنقه قلة تنتمي إلي الجماعات الإسلامية وتري المادة الثانية من الدستور وسيلة فعالة لجعل المسلمين أسياد البلد…والأقباط درجة ثانية أو عاشرة!!ومن فضلك لا تصدق أصحاب تلك النظرة إلي الشريعة إذا دعوا بعد ذلك إلي معاملة غير المسلمين بالحسني والقاعدة التي تحكم التعامل معهم:لهم مالنا وعليهم ما علينا!!فهم قد سقطوا في أول امتحان!!
والرأي الثاني عكس الأول تماما ولا يقل تطرفا عنه فهو يطالب بمحو كل أثر للعروبة والإسلام من مصر!!ويرفض أي كلام عن الشريعة في الدستور!!وعنده حساسية من كل ما هو إسلامي!!وبعض منهم يدعو إلي مصر الفرعونية وخوفو وخفرع ومنقرع !!والمؤكد أن هؤلاء قلة بين الأقباط والعجيب أنهم يتحدثون عن المواطنة مع أنهم بنظرتهم الضيقة يسيئون إليها أبلغ إساءة.
ولأن الشعب المصري معتدل المزاج فهو يرفض التطرفين الإسلامي والقبطي علي السواء ويري أنه لا تناقض بين الكلام عن الشريعة في الدستور وحقوق الأقباط كمواطنين من الدرجة الأولي فهذا هو الإسلام بمعناه الصحيح الذي لا يعرف التفرقة بين أبناء البلد الواحد علي أساس دينهم!وإذا كنت من أصحاب هذا الرأي فأنت صديقي وحبيبي كمان وتستحق تعظيم سلام وتعال نعمل سويا حتي لا يكون الكلام عن المساواة كلاما نظريا!أما إذا رفضت رأيي هذا…وكنت من أنصار الرأي الأول أو الثاني,فأنا أحترمك,ولكن من فضلك ابعد عني!!ولن أتعجب عندما يقوم بعض المتشددين من المسلمين بتكفيري علي أساس أنني أحابي أهل الكتاب وهو كلام غريب جدا!!أو يتهمني أهل التطرف من الأقباط بأنني إخواني متعصب!!ولاحظ أن كل اتهام عكس الثاني علي طول الخط!!ولكن عندما تغيب لغة العقل يصبح كل شئ مباحا!!