اليوم أو غدا علي الأكثر يستطيع كل قبطي في بلادي أن يعرف مدي قوة علاقته بالمسلمين جيرانه,ومن يتعامل معهم وهكل له أصدقاء بحق ينتمون إلي الإسلام أم أن علاقته تقتصر فقط علي أبناء الكنيسة؟وأنا شخصيا سأكون حريصا علي الاتصال بأصدقائي الأقباط لأقول لكل واحد منهم:كل سنة وأنت طيب!وبالأمس احتفلت نقابة الصحفيين بعيد الميلاد الجديد بطريقة غير تقليدية,ولم أتردد في الموافقة علي فكرة صديقي العزيز المهندس يوسف سيدهم بإقامة ندوة تتعلق بوثيقة المواطنة التي صدرت مؤخرا عن المجلس القومي لحقوق الإنسان واستضفنا عددا من أعضاء المجلس لهذا الغرض.والجدير بالذكر أن زميلي العزيز رئيس تحرير ”وطني” يرأس ”صالون المواطنة” المنبثق عن لجنة الحريات بالنقابة,فنحن نؤمن بأن الأمنيات الطيبة وتبادل القبلات غير كافية لإقامة علاقات متينة بين المسلمين والأقباط,بل لابد من بذل الجهد للارتقاء بتلك العلاقة والتصدي للصعوبات التي تعترض ذلك بدلا من أن نكون مثل النعامة التي دفنت رأسها في الرمال قائلة: ”كل شئ تمام ومفيش أحسن من كده!!”
أعود إلي موضوعي لأقول لك إن التليفون العادي والمحمول سيحددان موقفك من أصدقائك المسلمين,فإذا تلقيت تهاني بهذه المناسبة أو رسائل علي الموبايل تقول لحضرتك كل سنة وأنت طيب فاعلم أنك تنتمي إلي المصري الجميل الذي يتميز بالسماحة وقلبه مفتوح علي أبناء الوطن بغض النظر عن انتماءاتهم! وتستحق في هذه الحالة تعظيم سلام مع قبلة من عندي كمان!! أما إذا لاحظت أن كل من قاموا بتهنئة جنابك هم من ذات دينك أو غالبيتهم العظمي,أما المسلمون فهم في واد آخر بعيد عنك! وكل ما يهمهم إجازة 7 يناير التي أصبحت عيدا رسميا للدولة!!
فاعلم أن هناك خطأ كبيرا عندك! ومن فضلك راجع نفسك لأن هذا دليل أكيد علي أنك لا تؤمن بالعيش المشترك,وبعبارة أخري فأنت في هذه الحالة متهم بالتعصب.وكل كلام تقوله عن المواطنة يبقي نظريا أو أي كلام!! لأنك رفضت أن تبدأ بنفسك! وينطبق عليك المثل العامي: باب النجار مخلع! ومع ذلك أقول لك كل سنة وأنت طيب مع المطالبة بأن تصلح بابك!!