من أهم مواصفات المصري الجميل أنه يؤمن بالحرية للجميع,ويرفض فرض الرأي علي الغير بالقوة! ما أقوله من بديهات الحرية,ومن الغريب جدا أن يرفضه بعض دعاة الليبرالية,والواحد منهم يرفع شعار أنا خايف!! ومع افتراضي حسن النوايا,فلا أريد أن أقول له: يا أستاذ ليبرالي أنت بتاع شعارات وبس!! لكن واضح أنك غير صادق في إيمانك بالحرية,بل حضرتك ولا مؤاخذة متعصب!! عايز الديموقراطية بالمقاس وحسب مزاج سيادتك! وبالطبع سيدافع عن نفسه قائلا من جديد: أنا خايف! ووجهة نظره باختصار: الديموقراطية لا تعني فقط صناديق الانتخاب,بل لابد من أن تكون البلد مهيأة لاختيار جيد لنوابها ومن سيقودها,وهذا يعني تعليما حقيقيا,وحد أدني من حياة اقتصادية معقولة لملايين الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر! ويستطرد صاحبنا الليبرالي: إنك لو أجريت انتخابات حرة حاليا فهذا يعني وصول الإخوان المسلمين إلي الحكم لأن مصر يحكمها التعصب وهي أبعد ما تكون عن وحدة وطنية حقيقية! فإذا جاء هؤلاء المتعصبون إلي الحكم فإن الأمور ستزداد سوءا,وبالتأكيد ستحدث قلاقل ربما تصل إلي حرب أهلية كما حدث في الجزائر ويخلص من كلامه أن الوضع الحالي أفضل في ظل الطوارئ والأحكام العرفية وسيطرة أمن الدولة!! ونعيش نظرية المستبد العادل!! ومفيش مانع من التوريث طالما أدي ذلك إلي استقرار البلد,وإحنا مش أحسن من سوريا التي سبقتنا إلي ذلك! وكوريا الشمالية صاحبة الريادة في تحويل النظام الجمهوري إلي الحكم الملكي باسم الشعب!!
ومعني كلام الليبراليين أنصار أنا خايف أن شعب مصر موعود بالحرية ولكن في المشمش!! وعلينا أن ننتظر سنوات طويلة جدا حتي تكون في مصر ديموقراطية حقيقية,لأن الشعب نصفه جاهل! والحياة الاقتصادية بالغة السوء للغالبية العظيمي من الناس,ويكفي أن تعلم أن هناك ملايين من سكان القاهرة يعيشون في العشوائيات…فما بالك بما يحدث خارجها! لذلك أقول إن دعاة الليبرالية من أنصار نظرية أنا خايف مثل الدبة التي قتلت صاحبها,فهم باسم الديموقراطية هتفوا لبقاء الحكم القائم!! وكم في مصر من غرائب وعجائب,وعندي كلام وتجارب تنسف نظرية أنا خايف من جذورها! وإلي اللقاء في المقال القادم بإذن الله.