أسرةغبور القبطية العريقة أصابتها كارثة قبل أيام حيث غادرت الدنيا الفانية أحد أهم أركان هذه الأسرة وهي السيدة الفاضلة إيلين ديمتري مطر والدة ميما مطر زوجة كبير العائلة منير غبور.
وأراهن أن قيامي بواجب العزاء مفاجأة بكل المقاييس لأنه لا تربطني بهم صلة, وليس لي مصلحة في ذلك لا من قريب أو بعيد, لكن قلمي المشاغب أصر علي الكتابة في هذا الموضوع, وقرر الإضراب والامتناع عند تناول أي مسألة أخري قائلا:غبور وبس! سألت حضرة صاحب الجلالة القلم الذي أمتثل عادة لأوامره! لماذا تصر علي تقديم واجب العزاء لتلك الأسرة مع أنك تعلم جيدا أنني لا أعرفهم, بل قد يكون بين وبينهم خلاف سياسي خاصة إذا كانت الأسرة متعاطفة مع الحزب الحاكم الذي أراه وراء كل مصائب بلادي وسبببلاويها!!
رد قلمي قائلا: غبور رجل محترم وقدم الكثير لمصر التي تجها. ولذلك ينبغي أن تقف إلي جانبه في محنته. وليس بشرط أن تكون صديقه أو صاحبه أو لك مصلحة معه.وثانيا: أنت تدعي يا محمد يا ابن إحسان عبد القدوس أنك تمثل إسلامنا الجميل, ودينك يدعوك إلي أن تكون المشاعر الإنسانية فوق أي خلاف سياسي! ودما حضرتك تتحدث عن المواطنة ووقوفك إلي جانب الأقباط من منطلق إسلامي, ولذلك فهي فرصة لتؤكد ذلك عمليا بدلا من الحديث النظري المتكرر, والعرب كما تعلم ملوك الكلام!فحاول أن تكون مختلفا, وتقديمك العزاء لأسرة غبور الذين لا تعرفهم فيه العديد من المعاني الجميلة. وتأكيد لحب حقيقي لشركاء الوطن….وروح التسامح والمحبة يفتقدها مجتمعنا الذي يغلب عليه التعصب وما تفعله الآن خطوة أرجو أن يقتدي بها غيري للتغلب علي الطائفية.
وأضاف قلمي سببا آخر لأهمية العزاء قائلا: السيدةميما مطر فقدت سندا القوي في الحياة…ست الحبايب أمها…ويالها من مصيبة فهي لن تراها بعد اليوم, وتأمل أن تلقاها في الآخر بإذن الله, ولذلك فهي تحتاج إلي مواساة الناس جميعا لها فإذا جاءت من واحد غريب زيك وأنت لا تعرفها فإنها ستكون مشاعر حلوة منك, تستحق عليها تعظيم سلام حيث ينطبق عليك في هذه الحالة العنوان الذي تكتب به دوما مقالاتك في جريدة وطني:مواصفات المصري الجميل.
والحقيقة أنني اقتنعت بما قاله قلمي وشرعت في كتابة هذا المقال الذي تقرأه حضرتك, مؤكدا من جديد أن الوحدة الوطنية والمواطنة التي نحلم بها إنما تتحقق بالدرجة الأولي بسلوك عملي في حياتنا اليومية من مواطنين عاديين زيي وزيك, ولا يغريك عناق الشيوخ المسلمين مع رجال الدين المسيحيين فهذا مجرد مظهر للمحبة, لكن الأمم الناهضة لا تعتمد علي المظاهر والشكليات…أليس كذلك؟