أصبح التدخين اليوم مشكلة تواجه نسبة كبيرة من الأطفال وستكون غدا مشكلة أطفال آخرين,فالتدخين في انتشار مستمر علي الرغم من التحذير من أخطاره ومضاره,وهو ينتشر بين الأطفال بسرعة أكبر لأن الطفل يريد تجريبه في أول الأمر,ومرة بعد مرة يصبح التدخين عادة مقيتة لا يستطيع الطفل التوقف عنها.
فلم تعد مشكلة التدخين التي يطلق عليها حاليا وباء مقتصرة علي مجتمع معين بل أصبحت مشكلة عامة تطال الكبار والصغار خاصة في صفوف الشباب والمراهقين وطلاب المدارس, مما يستدعي العمل علي إنقاذ الأجيال القادمة من براثن هذه العادة وإدراك مدي الخطر الجسيم الذي يهدد جيل المستقبل الذي يعتبر عماد الوطن وأمل مستقبله.
في البداية يتحدث الدكتور أوسم وصفي أخصائي الطب النفسي والإدمان عن وجود عوامل كثيرة تؤدي بالأطفال في هذه السن إلي التدخين أهمها التشبه بالكبار,كما أن لدي بعض الأطفال شخصية مغامرة ولا تخاف من أي شئ فيريدون تجربة كل جديد مع غياب التوعية من الأسرة أو المدرسة ووجود أب مدخن بالمنزل فيعطيه القدوة والمثل السيئ فنجده يريد تعلم السجائر في سن مبكرة حتي يشبه والده بالإضافة للتفكك أسري.
ويوضح د.أوسم: ولا يجب أن ننسي أنه يوجد بعض الأطفال لديهم أمراض نفسية يتجاهلها الوالدان مثل الاكتئاب والقلق وغيرها والتي بسببها يلجأ الأطفال إلي التدخين وشرب الكحوليات والمخدرات لعلاج مشاعرهم المتألمة وتهدئة أنفسهم.
وحول الآثار الصحية ومدي اختلافها عن الأشخاص البالغين قال إن البدء في التدخين في سن مبكرة يعرض المدخن فيها للآثار نفسها ولكن بشكل أسرع وأكبر فعامل قياس الآثار الصحية للتدخين نقيسها بمعامل هو ضرب عدد السجائر في اليوم في عدد السنين, لذلك يبدأ الصبي في سن الثانية عشرة مثلا في التدخين بالتالي سيدخن لفترة أطول ويصاب بأمراض التدخين من تصلب الشرايين والجلطة والتهاب الرئة بشكل أسرع ويجب أن نلتفت إلي أن الدراسات تؤكد أن كثيرا من المدمنين هم ممن دخنوا في سن15فأكثر.
وعن كيفية الوقاية قال إنه توجد مرحلة سنية مهمة للأولاد وهي من سن 9وحتي 12التي تعتبر نافذة مهمة للتعليم, ففي هذه المرحلة يتخطي الطفل مرحلة الطفولة والإدراك الضعيف ولم يصل بعد إلي مرحلة المراهقة, ويندمج مع الأصدقاء حيث تكثر الأسئلة للوالدين عن الجنس والمخدرات والسجاير ويصدق كل ما يقوله الآباء بدون نقاش ويعتبر هذه المعلومات عقائد تظل راسخة أمامه في أي موقف, لذلك يجب أولا علي الوالدين الانتباه إلي هذه المرحلة واستغلالها جيدا وثانيا أن يكون لديهم قدر كاف من المعلومات ليستطيعوا الإجابة علي الأسئلة بشكل جيد بالإضافة إلي القدوة الجيدة من عدم وجود مدخنين بالأسرة.. وبالتالي نرسخ لديه عقيدة بأن السجائر ضارة, مما يحصنه في مرحلة المراهقة من تأثير الزملاء المدخنين.ولكن ماذا يفعل الوالدان إذا اكتشفا تدخين الابن,يقول الدكتور جمال شحاتة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: المهم الهدوء ومعرفة الأسباب التي دفعت الأولاد والتي قد تدخل في إثبات الذات والإحساس بالرجولة وتقليد الكبار بالإضافة إلي تدخين الوالدين الذي يعتبر قدوة.. فتدخين الوالدين يدل علي أن ذلك ليس خطأ أو عيبا. وحول القولإن كبر ابنك خاويةأويدخن أمامي أفضل من وراء ظهريوالتجربة أفضل أمامي من أن أحد اصدقائه يعطيه ليجربقال:إن هذه أقوال وتصرفات خاطئة فمقولة إن كبر ابنك خاوية تعني أن أتقرب منه ونغير معاملتنا له نظرا لتغير المرحلة السنية التي وصل لها فأبدأ أن يوجد بيني وبينه حوار وعندما يحكي لي لا أرفع العصا وأعاقبه بل أناقشه وأقنعه فأتخذه صديقا وأعوده علي الثقة بالنفس وأن يأخذ قراراته بنفسه مع التوجيه المستمر.. كما لا يمكن أن أجعله يجرب ذلك فيوجد بعض الأشياء التي لا يجب فيها أن نأخذ آراء أطفالنا لتسببها للضرر الأكيد وعلي سبيل المثل نحن لا نأخذ آراء أولادنا في ذهابهم للمدرسة أو الدخول للامتحان وكذلك تدخين السجائر فإذا أردنا أن نعلم أولادنا اتخاذ القرار يتم ذلك في الأشياء غير الضارة مثل اللبس والألوان.
وعن الحلول التي يقترح أن يلجأ لها الآباء قال: أبدأ بالشرح لأضرار التدخين وسلبياته الصحية والاقتصادية وكيف يمكن أن يتطور بعد ذلك ليصبح إدمانا مع الإقناع,فإذا كان يعرف مدخنا أو أحد أصدقائه من المدخنين أحاوره عن ماذا استفاد هذا الشخص وهل يوجد ما يميزه عن أحد غير مدخن مع الحزم لمنع هذا الخطر, مع عدم إنكار متعتها الوقتية التي قد يكون شعر بها وتوعيته بأنها متعة وقتية تؤدي إلي أمراض مدمرة.