لم يكن يدري أنه برغم فقره سيصبح واحدا ممن تملأ أخبارهم الساحة ويحظي بحب واحترام الجميع ، نشأ في أسرة فقيرة مكونة من 10أفراد ,الأب يعمل بائع خضار فى السوق غير متعلم وأم ربة منزل غير متعلمة أيضا , لكنهما كانا يربيان أولادهم على القيم والأخلاق الحميدة.
إنه د. السيد عبد الحميد ..رئيس قسم الروماتيزم بمستشفى الزقازيق العام وعضو مجلس الشعب السابق عن دائرة مركز ومدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية فى دورة 2000-2005 ، وعضو لجنة الحريات بنقابة أطباء مصر.
كان سيد مولعا في صغره بالعلم والقراءة وشغوفا بالمعرفة ، إلا أن والده كان له رأيا آخر حاول والده أكثر من مرة أن يمنعه من التعليم والذهاب الى المدرسة وكان يرى أن الأنفع لولده ان يعمل معه في البيع والشراء ولكنه فى كل مرة يجده مصرا على إكمال تعليمه , ولسوء الأحوال المادية للأسرة قرر الوالد لمن يريد إكمال تعليمه فليقم بالإنفاق على نفسه من عمله.
قرر سيد منذ صغره أن يكون شخصا مهما , سعى لتحقيق هذه المعادلة الصعبة فكان يذهب للمدرسة صباحا ويساعد والده فى البيع فى المساء وبالفعل استطاع تحقيق المعادلة بدخوله للمرحلة الثانوية وتفوقه فيها وحصوله على المركز الأول على مستوى الإدارة التعليمية بمجموع يسمح له بدخول أي كلية وبالفعل تم ترشيحه لدخول كلية الطب .
حشد والده له الكثيرين لإثنائه عن دخول الجامعة واستكمال تعليمه فقد كان مشفقا على ولده من تكاليف الدراسة الجامعية وبخاصة كلية الطب ولكن انتصرت إرادة الولد على إرادة الوالد حيث اتفق مع والده ان يكمل دراسة الطب دون أن يكلفه شيئا وبالفعل التحق بالكلية وكان يعمل محاسبا فى احد محلات تجارة الجملة بعد الظهر ليغطى تكاليف دراسته , قابلته العديد من الصعوبات منها ارتفاع اسعار الكتب حيث يفوق ثمن الكتاب الواحد ما يتقاضاه شهريا من عمله , فكان يستعير الكتب من زملائه ويسهر عليها الليالى ليقوم بنسخها بخط يده , ظل على هذا النهج حتى حصل على بكالوريوس الطب بتقدير عام جيد وتم تكليفه فى أحد مستشفيات وزارة الصحة ولكن مرتبه كان زهيدا للغايه , عرض عليه ومازال حتى الآن عقودا للعمل بالخارج بمرتبات عالية ولكن سبب رفضه الدائم أن يكون بجوار والده المريض يلبى احتياجاته , تزوج وأنجب أربعة من الأولاد كلهم جامعيون وبنتا فى المرحلة الثانوية.
رأي د. سيد عبد الحميد النجاح تلو الآخر ورأي حب الناس له ، كما رأي كيف يعامل الساسة عموم الناس فقرر ان يكون واحدا من صتاع القرار ليعيش مشكلات الشعب ويلبي حاجاتهم ويبحث مسائل الحرية والديمقراطية ، رشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب دورة 2000 -2005 مستقلا ، وفاز بمقعد الفئات فى دائرته التى أعطته أصواتها لشخصه المتواضع الخدوم للجميع المحب لوطنه , واستطاع فى فترة عضويته بمجلس الشعب أن يقدم العديد من الخدمات لأهالى دائرته فضلا عن اقامة العديد من المشروعات التنموية والخاصة بالبنية التحتية كمشروع المياه ومجمع المدارس .
لم يكن د. عبد الحميد واحدا ممن يعيشون علي عرق الشعب كما يفعل معظم نواب البرلمان لكنه كان بينهم ، لم يترك بلده ليعيش في القاهرة كما فعل أقرانه فضلا عن الدور التشريعى البارز الذي مارسه فهو صاحب استجواب الزراعه الشهير والذى كان سببا رئيسا فى محاكمة وزير الزراعه السابق يوسف والى , كذلك استجواب وزارة الداخلية المصرية فى انتهاك حقوق المواطنين أثناء عمليات الضبط والإحضارليلا والذى على اثره تم تغيير القانون .
ورغم اقتناص كرسيه فى انتخابات مجلس الشعب عام 2005 لصالح د. على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى وعضو مجلس الشعب الحالى عن الدائرة والتى شابها الكثير من اللغط حسب كلام أهالى دائرته , إلا أنهم يطالبونه بالترشح فى الدورة البرلمانيه القادمه ليكمل مسيرة الاصلاح التى بدأها معهم .
ويستمر عطاءه من خلال لجنة الحريات بنقابة الاطباء يدافع عن الحقوق والحرية التي طالما كان يحلم بهما لنفسه وبلده ، انها قصة نجاح مصرية لطموح تحدى صعوبات الحياة ومجتهد مثابر يعرف كيف يحقق أهدافه و محب لأهله ووطنه بار بوالديه .