سلاحف عملاقة, طيور لا تطير, فقمات ذات فراء, شعاب مرجانية عجيبة الألوان, طبيعة بكر, كل هذا معرض للخطر بفعل ازدياد درجات الحرارة أو (الاحترار العالمي), الذي بدأت عواقبه تظهر في جزر (جالاباجوس) التابعة للإكوادور, والتي تبعد 970 كيلومترا عن ساحل أمريكا الجنوبية علي خط الاستواء, وهي جزر بركانية تحوي توليفة هائلة من الأنواع المتوطنة التي لا يوجد مثيل لها في أي مكان في العالم, واشتهرت هذه الجزر عالميا منذ قصدها عالم الطبيعة البريطاني تشارلز داروين وطور نظرية النشوء والتطور في القرن التاسع عشر, بعد دراسة الحياة الحيوانية الفريدة في هذه الجزر المنعزلة التي احتفظت بنقائها وعذريتها.
ومن أكثر الأنواع تعرضا للخطر في هذه الجزر (إيجوانا جالاباجوس) وهي من البرمائيات التي تعيش في البحر وتصعد علي الشاطئ وقد شهدت مستويات نفوق (موت) عالية نتيجة ظاهرة النينو المناخية وأدرجت علي القائمة الحمراء التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ووصفت هذه البرمائيات بأنها سريعة التأثر.
أيضا فقمة جالاباجوس, إذ انخفضت أعداد الأسماك التي تعد مصدر غذائها الرئيسي, وازدياد خطر الأمراض التي تصيبها.
وهناك بطاريق جالاباجوس حيث اقترح العلماء بناء عشش سكنية لها لإعادة تأمين ظروف المعيشة التي تفضلها, وتوفير الظل والحماية من المفترسات التي تم إدخالها إلي مناطق قريبة من مواقع تواجد الفقمات التي تتضرر نتيجة تآكل الشواطئ والفيضانات.
كما أن الأعشاب المرجانية بالجزر مهددة بارتفاع درجة حرارة المحيط وحموضته, مما يضعف بنيتها ويتسبب في بياضها, وتجبر سخونة المياه مزيدا من الأسماك الاستوائية علي النزوح إلي الجزء الشمالي من الجزر.
أما طائر الغاق وهو طائر لا يطير فتهدده فيضانات تغرق أعشاشه, مع تقلبات بيئية أخري. يواجه سكان هذه الجزر انخفاضا في المخزونات السمكية التجارية نتيجة تغيرات في تيارات المحيط, في حين أن الضرر الذي يلحق بالكائنات النباتية والحيوانية الفريدة سيقلل من جاذبية الجزر سياحيا, مما قد يؤدي بدوره إلي تراجع الحماية التي يوفرها السكان المحليون للتنوع البيولوجي إذ يصبح أقل أهمية لهم كمصدر للدخل, وهناك أمراض مثل الملاريا وحمي الضنك والكوليرا قد تصبح أكثر انتشارا مع ازدياد عدد سكان الجزر خاصة مع وجود ظروف تدعم الأنواع الغازية الناقلة للأمراض.
ولأجل هذه التهديدات التي تنتظر سكان الجزر والبيئة الطبيعية والحياة البحرية بها تم تنظيم ورشة عمل تحت إشراف منظمة (Conservation international) حول تأثير الاحترار العالمي علي التنوع البيولوجي في هذه الجزر, حيث إن حيواناتها ونباتاتها تواجه تهديدات كبيرة من أمراض وأنواع دخيلة غازية, وانخفاض في مصادر الغذاء الرئيسية, وكان التوجه الرئيسي للورشة إذا أردنا أن يبقي التنوع البيولوجي الفريد في هذه الجزر للأجيال المقبلة, علينا أن نساعده علي التكيف مع تغير المناخ.
عن: مجلة التايمز
الاتحاد الدولي لصون الطبيعة
ـــــ
أفضل تعليق
بعد قراءة هذا الموضوع يمكن لقراء الباب الأعزاء أن يرسلوا تعليقا علي صورة (إيجوانا جالاباجوس البحرية) بحيث لا يزيد التعليق عن خمس كلمات وسيتم نشر أفضل تعليق في عدد قادم.
أرسل علي عنوان الجريدة وعلي الظرف اكتب (باب العالم والعلم)