التبرع بالدمثقافة قبل أن يكون مجرد حملات توعية خاصة في ظل زيادة معدلات الإصابة بالفشل الكلوي في مصر,وحوادث الطرق,ورغم المحاولات المستمرة لزيادة نسبة المتبرعين وسد حاجة المجتمع من الدم,إلا أن هناك حاجة متزايدة لوجود كميات كافية من الدم.
وطنيحاولت التعرف علي كيفية التبرع بالدم والإجراءات التي تضمن سلامة أكياس الدم قبل نقلها للمرض.
بنوك الدم الفارغة!
قالت الدكتورة سهام الباز مديرة عام بنك الدم التابع للهلال الأحمر إن البنك يعتمد علي التبرعات في توفير الدم للمرضي,من خلال الحملات المختلفة لحث المواطنين علي التبرع بالدم,كذلك من خلال المترددين علي المركز الذي يوجد به مركز لعلاج مرض سيولة الدم,بالإضافة إلي عشرات العربات التي يملكها المركز ويطوف بها في الجامعات والمعاهد والميادين العامة لجمع تبرعات الدم من المواطنين,في ظل حاجة مرضي الفشل الكلوي وأنيميا البحر المتوسط لتغيير الدم بشكل مستمر.
أكدت الدكتورة سهام أن الشباب من أكثر الفئات إقبالا علي التبرع بالدم,ويتم منح لقبالمتبرع الشرفيللمتبرعين تشجيعا لهم,كما يقوم الهلال الأحمر بتنظيم ندوات مختلفة لحث المواطنين علي التبرع بالدم,واستطاع الهلال الأحمر جمع أكثر من60ألف كيس دم العام الماضي,ولكن تبقي المشكلة في توفير أكياس دم للفصائل النادرة,بالإضافة إلي قلة عدد المتبرعين في فصل الصيف مقارنة بالشتاء.
من جانبها قالت د.عبير ريمان مديرة بنك مستشفيات جامعة القاهرة بإن البنك التابع للجامعة يعمل علي توفير أكياس الدم لـ 8 مستشفيات بالجامعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه,بل أنه في كثير من الأوقات يقدم خدماته للمستشفيات الحكومية الأخري,وتوفير أكياس الدم للمرضي مجانا.
الحفاظ علي المتبرعين
من ناحية أخري قال د.حسين عبد القادر مدير حملات بنك الدم التابع لجامعة القاهرة بإن حملات التبرع التي يقوم بها البنك ناجحة بشكل كبير,حيث يتم الكشف علي المتبرع وقياس ضغط الدم ونسبة الهيموجلوبين وضربات القلب,والتأكد من سلامة الدم,بالإضافة إلي وجود قائمة بالدول التي تنتشر بها بعض الأمراض ويحظر الحصول علي دم من مواطن كان يقيم بهذه الدول, كذلك يحظر التبرع لمن يعاني من مرض مزمن,أو أن يكون قد سبق له التبرع بدمه خلال أقل من3أشهر وغيرها من المحظورات التي يلتزم بها جميع المشاركين في الحملات حفاظا علي صحة المرضي الذين ينتقل إليهم الدم,وأيضا حفاظا علي المتبرعين.
أوضح د.شريف أمين نائب مدير مستشفيات جامعة عين شمس أن هناك فوائد عديدة تعود علي المتبرعين,من خلال تجديد الخلايا البشرية والمساهمة في خدمة المجتمع,كذلك الحصول علي شيك عن كل مرة يتبرع فيها بالدم يمكن من خلال هذا الشيك الحصول علي كيس مجاني من الدم في أي وقت لأي شخص طوال العام,وكلما زادت عدد مرات التبرع كلما زاد عدد الشيكات.
سلامة أكياس الدم
من جانبها قالت الدكتورة فاتن مفتاح مديرة المركز القومي لنقل الدم إن المركز يحرص علي تقديم دورات تدريبية لتوضيح أهمية التبرع بالدم,وكيفية المساهمة في خدمة المجتمع من خلال التبرع بالدم,كذلك تدريب العاملين بحملات التبرع علي كيفية التعامل الجيد مع المتبرعين وتحفيزهم علي التبرع مرات كثيرة,بالإضافة إلي ضمان سلامة أكياس الدم.
أوضحت د.فاتن أن المركز يلتزم بالاختبارات التي تطلبها منظمة الصحة العالمية,وهناك أكثر من25فرعا للمركز في المحافظات,ويتم توصيل أكياس الدم للمستشفيات والوحدات الصحية بشكل دوري,حتي لا يضطر المرضي إلي شراء الدم من مصادر غير صحية.
نوه الدكتور عبد الرحمن حسن مدير مستشفي أم المصريين بالجيزة إلي أن الاعتماد الأكبر في توفير أكياس الدم بالمستشفي يكون عبر المركز القومي لنقل الدم لضمان صحة أكياس الدم,ومع زيادة حاجة المرضي سواء بسبب الحوادث أو أمراض الفشل الكلوي, وبالتالي أصبح هناك ضرورة لتكاتف كل الجهات لتحفيز المواطنين علي التبرع بالدم وتوفيره.
من ناحية أخري حذر الدكتور بهاء منير صاحب معمل تحاليلمن خطورة تداول أكياس الدم دون عمل تحليل مناسب لها يضمن خلو هذه الأكياس من الفيروسات,خاصة أن تلوث هذه الأكياس له انعكاسات خطيرة علي صحة أفراد المجتمع,مما يؤكد أهمية وجود جهات رقابية مزودة بأحدث الأجهزة للكشف عن تلوث أكياس الدم في ظل انتشار عربات التبرع بالدم,فليس من المهم جمع عدد كبير من الدم دون التأكد من صلاحيته,فربما يقدم عدد كبير من المواطنين علي التبرع,إلا أنهم قد يكونون مصابين بفيروسات وهم لا يعلمون,وبالتالي تعرض آخرين للخطر نتيجة استخدام هذه الأكياس.
دعا د.منير إلي ضرورة إبلاغ أي شخص يقوم بالتبرع بالدم بوجود فيروس في الدم أو أي أمر قد يسبب خطورة في هذا الشأن,فليس من المهم أيضا إعدام هذه الأكياس الفاسدة,بل الأكثر أهمية هو إبلاغ أي مواطن بما يتم الكشف عنه بعد تحليل الجزء الذي تبرع به,بدلا من تركه لا يعلم شيئا عن مرضه.