يرتبط التاريخ بالأرض والوثائق والمخطوطات وفي بعض الأحيان يؤيده الوحي ليسطر لنا بحروف من ذهب عن أماكن وحقبات زمنية ربما يعتقد البعض أنها اندثرت وفقدت قيمتها التاريخية سواء بالعوامل الطبيعية أو بمحركات بشرية سيئة النية ولكن التاريخ ثابت وصامد قاعدته قوية وقمته في السماء لأنه لا يكذب ولا يتجمل ونحن الآن بصدد مدينة في مقاطعة الجليل الفلسطيني ذكرها الكتاب المقدس ولاسيما العهد الجديد وكتب عنها التاريخ في أماكن كثيرة.
ناصرة الجليل
تعددت الآراء حول تسمية هذه المدينة التي لم يذكرها الكتاب المقدس بهذه التسمية إلا في العهد الجديد الذي أوردها تسعا وعشرين مرة فقبل الميلاد كانت تدعي باسمأم المغرفقد قال دين فرر علي معني كلمة ناصرة إنها سميت ناصرة أو غصنا لأنها مملؤة بالغابات والخضرة الناضرة أما مرل فعاد باسم الناصرة إلي الجبل الواقف فوقها كالحارس وكتب أسعد منصور مؤلف كتاب تاريخ الناصرة من أقدم أزمانها إلي أيامنا الحالية منشورات الهلال 1924م ص24-26 مرجحا لهذه التسمية خصوصا وأن كلمة ناصرة مؤنث ناصر في العربية وهو الجبل الذي يبلغ ارتفاعه ميلا عندها ولكن بعض الكتاب في الغرب قالوا إن معني كلمة الناصرة هينذيرمؤيدين ذلك بأن السيد المسيح ناصريا بمعني أنه كان نذيرا ولكن قد جاء اسم الناصرة في معجم ما استعجم باسم نصوريةقرية بالشام إليها تنسب النصرانية وهي إبل وتعرف بالناصرة وفي جولة في كتاب معجم البلدان يقول عن معني الناصرة إن فاعله من النصر ومنها اشتق اسم النصاري.وقالت بعض المصادر التاريخية إن اسم الناصرة عبري ومعناهالقضيبأو الحارس وأن كان معني الاسم قضيب أو غصن فهو يتلاءم مع ما جاء بالنبي إشعياء متنبيئا عن السيد المسيح الخارج من نسل الملك داود قائلا:يخرج قضيب من فرع يسي ينبت غصن من أصولهإش11:1وإر1:11ومي6:9وهذا ما استند عليه القديس متي قائلا:لكي يتم ما قيل في الأنبياء إنه سيدعي ناصريامتي2:23.
وفي جنوب ولاية لجليل شمال (الموقع)فلسطين من ناحية الشرق علي مسافة 20 ميلا من البحر المتوسط وعلي سفح جبل يرتفع عن سطح البحر ب 482م وفي وسط تلال أربعة وكلها قريبة من شكل الطبق المستدير تقع هذه القرية الصغيرة التي لم يذكرها العهد القديم وكلها قريبة من شكل الطبق المستدير تقع هذه القرية الصغيرة التي لم يذكرها العهد القديم وكثير من المؤرخين مع أنها رابضة علي التلال الجيرية في الطرف الجنوبي لجبل لبنان علي مسافة عشرة أميال تقريبا من سهل مرج بن عامر وعلي مسافة 15 ميلا من بحر الجليل مما ساعد علي اعتدال مناخها وتبعد بمسافة 70 إلي الشمال من أورشليم فهي نقطة الالتقاء بين الجبل والسهل وترتبط بالطرق الرئيسية التي تصل بين مصر وسورية ويقول بعض الجغرافيين إن الناصرة القديمة كانت قديما علي ارتفاع أعلي فوق الجبل من الناصرة الموجودة الآن والتي دلت الحفريات الأثرية علي أنها كانت عامرة بالسكان في العصر البرونزي المتوسط ووجدت فيها قبور منقورة في الصخور يرجع تاريخها إلي الفترة من 1900-1550 ق.م. ومرت بالعصر الحديدي الذي دلت عنه الحفريات بوجود قبور أثرية ترجع إلي 1200-586 ق.م كما يقول التاريخ إن مدينة الناصرة مرت بالعصر الكنعاني الذي أطلق عليها مدينة أبل الكنعانية احتلها الفرس عام 300ق.م وفي عام 333ق.م احتلها الإسكندر المقدوني وعرفت في القرن الأول الميلادي بمدينة يسوع الناصري الذي عاش فيها مع يوسف النجار وأمه السيدة العذراء وكان يعلم فيها ومن فوق جبل القفزة أراد اليهود أن يتخلصوا منه ويلقوه من فوقه كما ورد في مت 13:54-58 ومر 6:1-9 ولو 4:16 -30 التي بعدها ذهب إلي كفر ناحوم وفي عام 66م دمر فسباسيانوس المدينة,وازداد الوجود اليهودي بها في القرن الثاني الميلادي بعد أن دمر هاردريانوس مدينة القدس وطرد اليهود منها وظلت الناصرة يهودية إلي أن جاء الإمبراطور قسطنطين البار في بداية القرن الرابع وأقامت الإمبراطورة هيلانة فيها أول كنيسة وهي كنيسة البشارة ثم بنيت بعد ذلك كنائس عديدة وتعرضت كلها للتدمير منذ القرن السابع الذي شاهد اتحاد اليهود مع الفرس لقتال المسيحيين وفي عام 1099م عادت الناصرة مرة أخري لتكون أسقفية بيت شان ولكن بعد موقعة حطين وقعت تحت يد صلاح الدين في عام 1187م وعادت إلي فردريك الثاني عام 1229م ثم استولي المماليك عليها وبعدهم الأتراك في عام 1517م وأجبروا السكان المسيحيين علي ترك المدينة وفي عام 1620 عاد المسيحيون إلي الناصرة مرة أخري وأحكم الفرنسيسكان الحراسة عليها ولاسيما الأماكن المقدسة التي كانت بحوزتهم وفي نهاية الحرب العالمية الأولي عادت إلي الإنجليز من يد الأتراك والألمان ولكن في عام 1948 أستولي عليها الإسرائيليون وأصبحت من الأماكن السياحية المهمة التي يعتمد عليها حتي الآن في الدخل السياحي.
أهم المعالم السياحية
كنيسة البشارة التي أعيد تشييدها عام 1966م فوق أنقاض كنيسة قد بنيت من القرون الأولي للمسيحية وأعيد تشييدها وهدمت أكثر من مرة والتي كانت أقيمت فوق بيت العذراء مريم الموجود تحتها وبالقرب منها كنيسة القديس يوسف النجار التي بنيت فوق دكانه الذي كان يعمل به وبين الكنيستين يوجد دير فرنسسكاني وفي أقصي جنوب الناصرة يوجد مغارة البشارة كما يوجد عين العذراء التي كانت مصدرا للماء في أيام السيد المسيح وإلي الآن.
ما أجملها جولة سريعة في عمق التاريخ خرجنا منها بمدينة الناصرةأبل الكنعانيةالتي نامت في أحضان التاريخ فترة من الزمان وأيقظها مرة أخري السيد المسيح التي ينتسب إليها يسوع الناصري ومن خلاله كل مسيحي نصرانيا.
المصادر:-الكتاب المقدس-قاموس الكتاب المقدس-دائرة المعارف الكتابية بمعهد الرسالات-مواقع مختلفة علي الإنترنت.
[email protected]