تحدثنا في العدد الماضي عن من هو الإنسان وذكرنا أنه:
1- أنا الإنسان… المخلوق الحر.
2- أنا الإنسان… المخلوق علي صورة الله.
3- أنا الإنسان… المفدي بالدم الإلهي.
فمحبة الله للإنسان لم تكن مجرد كلمات أو مشاعر أو عطايا, بل أنه أعطي الإنسان دمه الكريم الإلهي, علي عود الصليب, كفارة عن خطاياه, حيث كلمة Copher أو Cover معناها ##يستر## أو ##يغطي## إذ غطانا بدمه من الدينونة الإلهية. كما صار لنا فداء إذ مات بدلا عنا, حاملا عقوبة الموت التي كانت علينا.
لهذا هتف الرسول يوحنا قائلا: ##إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب, يسوع المسيح البار, وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط, بل لخطايا كل العالم أيضا## (1يو 1:2,2).
كما هتف معلمنا بولس قائلا: ##لنا فيه الفداء, بدمه غفران الخطايا## (كو 14:1).
+ مفاعيل دم المسيح :
إن دم السيد المسيح – له المجد – جوهري لخلاصنا, وله مفاعيل كثيرة, بحسب الكتاب المقدس:
1- يغفر لنا خطايانا : كقول الرسول: ##لنا فيه الفداء, بدمه غفران الخطايا## (كو 14:1)… ##بدون سفك دم لا تحصل مغفرة## (عب 22:9).
2- يطهرنا من كل إثم : ##دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية## (1يو 7:1), ##إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل, حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم## (1يو 9:1).
3- يقدسنا للرب : ##يسوع أيضا, لكي يقدس الشعب بدم نفسه, تألم خارج الباب## (عب 12:13).
4- يثبتنا في المسيح : ##من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه## (يو 56:6).
5- يعطينا حياة أبدية : ##من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية, وأنا أقيمه في اليوم الأخير## (يو 54:6).
ما أسعدنا بهذا الدم القاني الكريم, الذي يغطينا فلا تظهر خطايانا, ويشتكي علينا أمام العدل الإلهي. إن دم المسيح يبررنا ولا يبرئنا… فالتبرير معناه أن المسيح دفع ما علينا نحن الخطاة من ديون بسبب الخطية… أما البراءة فمعناها أننا لم نفعل إثما… وهذا يجافي الحقيقة, فنحن بالخطايا ولدنا, ونعمل الإثم كل يوم!, ولولا دم المسيح الذي بررنا, لهلكنا!.
4- أنا الإنسان… هيكل الروح القدس
فلاشك أن المعمودية تجددنا روحيا, وتلدنا ولادة ثانية, إذ فيها نخلع الإنسان العتيق, ونلبس الإنسان الجديد, ##المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق## (أف 24:4).
وهكذا تبدأ معنا المعمودية رحلة الخلاص, إذ يقول الرسول: ##من آمن واعتمد خلص## (مر 16:16), ويهتف حنانيا مهيبا بشاول الطرسوسي: ##قم واعتمد واغسل خطاياك## (أع 16:22), كما شبه الرسول بطرس المعمودية بالفلك قائلا: ##الذي مثاله (الفلك) يخلصنا نحن الآن, أي المعمودية, لا إزالة وسخ الجسد, بل سؤال ضمير صالح عن الله, بقيامة يسوع المسيح## (1بط 21:3).
وفي هذه الآيات نلاحظ أن المعمودية لازمة للخلاص فهي تغسلنا من خطايانا, وتجدد أرواحنا, وتلبسنا الإنسان الجديد, وتطهر ضمائرنا, إذن فهي ليست مجرد اغتسال سطحي شكلي, بل هو اغتسال داخلي بالروح القدس, ونحن نستكمل مسيرة خلاصنا من خلال أركان الخلاص الأربعة:
1- الإيمان بالمسيح : الإله المتجسد الفادي المصلوب عنا علي خشبة الصليب, حاملا عقاب خطايانا بدلا منا…
2- الأسرار المقدسة : التي تجعلنا هيكلا للروح القدس, من خلال رشم أجسادنا بالميرون المقدس 36 رشما لتقديس: أفكارنا, وحواسنا, وقلوبنا, وإرادتنا, وأعمالنا, ومسالكنا.
3- الأعمال الصالحة : حيث إن ##الإيمان بدون أعمال ميت## (يع 20:2) .. فالأعمال الصالحة تكمل الإيمان وهي ثمر له.
4- تجلي الجسد : حيث نقوم بأجساد نورانية روحانية سمائية ممجدة, لنرث الملكوت الأبدي.
وهكذا يقول الرسول: ##أما تعلمون أنكم هيكل الله, وروح الله يسكن فيكم## (1كو 16:3)… إنه مجد عظيم للإنسان أن يكون كذلك.