أنا زوجة وأم لخمسة أطفال.. لم أجد مخرجا لما أنا فيه إلا أن آتي إليكم.. بعد أن سمعت كثيرا عن باب افتح قلبك.. لن أدعي أنني أقرأ الجريدة أو حتي أية جريدة.. أو أن يكون لدي الوقت لأشاهد فيه التليفزيون.. فمن أين لي بالوقت وأنا أم وزوجة لرجل مريض قعيد الفراش وليس لدينا ما نحيا به.. أذهب إلي المدرسة التي أعمل بها فراشة صباحا.. ثم أطير إلي منزلي أطمئن علي أبنائي.. وأعود أواصل عملي لدي كل من تحتاج أن أساعدها في قضاء حاجتها بالمنزل ولا تجد من يفعل ذلك.. كانت الأيام تمضي والأمور مستورة إلي حد ما.. لكن دوام الحال من المحال إذ ازداد زوجي مرضا.. وزادت نفقات العلاج.. مريض بالسكر والضغط والانزلاق الغضروفي.. يعاني مشاكل مزمنة في الحركة بسبب آلام ظهره التي لا تبرحه إلا بالمسكنات.. أبنائي خمسة في مراحل التعليم المختلفة.. ويحتاجون إلي رعاية.
خمسمائة جنيه هي كل ما أستطيع جمعه شهريا من عملي في المدرسة وفي البيوت.. لم تعد صحتي تقوي علي العمل بنفس المجهود.. خارت قواي.. أهملت الأبناء تركتهم يربون أنفسهم بأنفسهم.. فأي حيلة لي وأنا أضعف من الجهد أضعف من العمل.. أضعف من الاستمرار؟؟
صارت الأفكار تتخبط في رأسي وأنا أفكر في كل ليلة من أين؟؟ ولا أجد إجابة.. ولم يشغل بالي بالأكثر سوي مصروفات التعليم؟؟.. وإذا بالمصيبة الكبري تقع علي أكتافنا جميعا ففي ذات ليلة وأنا لا أفعل شيئا سوي التفكير في المستقبل المظلم شعرت بهزة شديدة تصورت أنه زلزال يهز منزلنا.. بينما هو زلزال يهدم حياتنا بعد أن هدم منزلنا.. نعم لم يكن كارثة طبيعية ولا زلزالا لكن انهيار العقار جزئيا.. وأشكر الله أننا نجونا بأنفسنا.. ربما لم تنج حاجياتنا ولم تنج أمتعتنا.. وأراد الله لنا السلامة جميعا.. لكن انتحرت آخر أمانينا في العيش حتي تحت خط الفقر.. وبعد أن كنت أسهر الليل أفكر كيف أفي بمصروفات العلاج والتعليم هذا بخلاف الالتزامات اليومية.. صرت مثقلة بهم أين نحيا؟؟
جدران أربعة كانت تضمني أنا وزوجي والخمسة أبناء تخفينا عن أذي البشر وتحمينا من برد الفضيحة.. ولفحة انعدام الستر.. زالت الجدران وزال الستر.. وتدفقت الهموم في أوردتي.. تضخ حزنا وكآبة و حرمانا.. صرت كالغريق الذي يود أن يترك نفسه لموجات البحر فيغوص إلي القاع منتحرا حتي ينهي بيديه صراعه بين الموت والحياة.. طرقت كل الأبواب دون جدوي.. خاصة أننا كنا نحيا في شقة ابن أخ زوجي الذي سافر وتركها لنا.. فليس من حقنا التقدم للحصول علي وحدة سكنية بعد انهيار العقار.. ضاع أملي في الحياة.. استأجرنا حجرة بحمام إيجار جديد بـ200 جنيه شهريا.. وتعثرت الحالة أكثر فأكثر.. ساعدنا أهل الخير ولكن هناك أمورا لا يمكن أن يساعد فيها أحد.. ظللت أبحث عن شقق سكنية رخيصة السعر.. كنت أحلم.. وحلمت وتخقق الحلم.. إذ وجدت وحدت سكنية سعرها 20 ألف جنيه بمنطقة شعبية جدا.. حجرتين وصالة.. علي الطوب الأحمر.. لكن ليست تلك هي المشكلة.. وشعرت أن الحلم يمكن تحقيقه حينما تساءلت: هل عشرون ألف جنيه كثيرة علي أهل الخير؟؟ هل كثير علي بعضهم جمعها؟؟ ثم سألت عن أهل الخير وأشار علي البعض إلي اللجوء لباب افتح قلبك.. همزة الوصل بين أهل الخير والمعوزين.. فجئت إليكم وكلي أمل أن أجد لديكم أمانا بين الجدران الأربعة حتي لو كانت علي الطوب الأحمر.. فقط أريد أن أستر أبنائي.
رد المحررة:
المصيبة ثقيلة والحمل هائل.. تحملتي فوق طاقتك وآن الأوان أن تخففي أحمالك..لا أستطيع أن أعدك بأننا سنفي باحتياجك في سكن حتي لو كانت كل قيمته عشرين ألف جنيه.. وربما أفي باحتياجك في الأساسيات اليومية من علاج ومصروفات تعليم أو إيجار لمدة بسيطة.. لكنني علي ثقة أن هناك من سيقرأ هذه الكلمات ويرق لحالك وحال الأبناء الخمسة والزوج المقعد.. وعلي ثقة أيضا أنه ما من أزمة ضاقت إلا وأوجد الله فرجا لها علي أيدي وسيط أو وسطاء هو يعرفهم ويختارهم جيدا.
صدقيني يا عزيزتي وسطاء الله في الأرض كثيرون.. إنهم يملأون الأرض خيرا وإسعادا للنفوس الكسيرة.. وسطاء الله في انتظار المعوزين ليمدوا لهم أيادي الحب.. ويصنعون منها جسرا فيستخدمهم الله لعون كل من يحتاج إلي العون.. وسطاء الله لا يحتاجون البحث عنهم لكنهم يقدمون ذواتهم وأموالهم ذبيحة مرضية أمام الله في أولاده وإخوته المحتاجين.. لذلك لا أملك إلا ثقتي ويقيني في هؤلاء إنهم موجودون أينما قرأوا تلك السطور.. وأينما بحثنا عنهم وحتي دون بحث هم قادمون لاشك فالقي حملك علي حامل الهموم هو يدبر أمورنا جميعا.
—
ردود قصيرة:
إلي د. أ. ل:
هل يصلح أن نشي بأسرار الآخرين لمجرد الانتقام منهم.. إذا أؤتمنا علي خبيئة الناس علينا أن نكون أمناء حتي لو لاقينا منهم الشر.. فالحصن الوحيد لنا هو احترامنا لأنفسنا الذي نستمده من التزامنا بمبادئنا وليس من التزام الآخرين تجاهنا بالخير أو بالشر.
إلي ك. ج. و.. أسيوط:
أعجب كل العجب لطلبك أن تنشر مشكلتك التي تتلخص في الشذوذ الجنسي بينما ترفض استشارة طبيب نفسي يساعدك علي اجتياز هذه المأساة خاصة وأنك زوج وأب لطفلين, وأعجب أيضا أنك تستخدم منزل وفراش الزوجية في هذه الممارسات الشاذة غير مهتم بما يمكن أن يصيب أي من أفراد أسرتك إذا ما اكتشفت المستور يوما ما.. لن أقسو عليك لأنني مدركة أنك مريض, لكنني أود فقط أن أعلمك أن المريض مكانه الطبيعي عند الطبيب وليس علي صفحات الجرائد أوفي أروقة المحللين الاجتماعيين أو في محط آذان الأصدقاء, واجه نفسك, أنت مريض وتحتاج العلاج حتي تشفي, فأسرع من أجل طفليك إن أردت احترامهما وبرها بك فيما بعد.