أثارت فكرة إقامة ممشي سياحي علي بحيرة التمساح داخل قرية النورس بالإسماعيلية جدل الكثيرين من أهالي القرية فمنهم من يؤيد المشروع والذي يبدأ من أمام نادي الفيروز حتي بلاج التعاون باعتباره يوفر عناصر الراحة والهدوء والجمال,في حين يعارض البعض الآخر ذلك القرار من الأساس حفاظا علي حق سكان المدينة السياحية في الخصوصية إلا إذا أقيم علي طول شاطئ بحيرة التمساح بدءا من كوبري حفني مرورا بفيلا المحافظ ورئيس هيئة قناة السويس وقرية 25يناير ومصيف كامب البمب ونادي التجديف حتي بلاج التعاون…حول المشروع وأهدافه والجدل المثار بشأنه,كان لنا هذا التحقيق…
في البداية تقع مدينة النورس علي بعد115كيلو مترا من مدينة القاهرة وقد وافق المجلس التنفيذي لمحافظة الإسماعيلية بتاريخ1984/2/25علي مذكرة إدارة الإنتاج والشئون الاقتصادية بالمحافظة والتي تتضمن إقامة مدينة سكنية بمنطقةكامب البمبيطلق عليها مدينة النورس وبالفعل وافق المجلس المحلي للمحافظة علي المشروع بجلسة1984/2/28ثم صدر قرار المحافظ رقم 264لسنة1984بتشكيل لجنة تتولي إدارة المشروع وإعداد الدراسات اللازمة وفتح باب الحجز وتحصيل المبالغ والإشراف علي التنفيذ وفي عام1988صدر قرار برقم1104بتفويض مجلس إدارة مشروع مدينة النورس باتخاذ كافة إجراءات تخصيص الوحدات السكنية علي الحاجزين.
مشاكل مدينة النورس
يوضح المهندس محمد السيد-نائب رئيس اتحاد ملاك مدينة النورس سابقا أن هناك العديد من المشاكل التي تواجه أهالي المدينة منذ فترة طويلة ألاوهي الزيادة الكبيرة التي فرضتها محافظة الإسماعيلية علي الوحدات السكنية بنسبة وصلت إلي60%علي المبلغ الذي تم الاتفاق عليه من بدء حجز الوحدات السكنية,علما بأن هذا المبلغ غير نهائي وسوف يحدد بصفة نهائية بعد إتمام تنفيذ المشروع.أيضا الاتفاق علي وجود مجمع للخدمات مكون من مطعم ومكتب بريد ووحدة إطفاء وحمام سباحة وغيرها داخل كراسة المواصفات التي تم علي أساسها تسليم المساكن لكن ما حدث عكس ذلك رغم تحصيل حق انتفاع هذه المساحة من سكان المدينة.
وأخيرا قد تم الإيضاح في كراسة الشروط أن المشروع يتميز بالمنطقة الشاطئية والتي تمتد علي طول شاطئ البحيرة مسافة630مترا وبعمق50مترا ولا يفصله عن المناطق السكنية والأنشطة المركزية سوي ممرات المشآة لكن للأسف قامت محافظة الإسماعيلية في النصف الثاني من عام2007 بإقامة سور حديدي بين المدينة والشاطئ بما يفيد باستقطاع الشاطئ من المدينة لإقامة الممشي الجاري افتتاحه لاحقا رغم تحصيل مبلغ سنوي مقابل حق الانتفاع بالشاطئ طبقا لما هو موضح بكراسة المواصفات.
ويتطرق اللواء حسن القصاص-الرئيس المنتدب لاتحاد ملاك مدينة النورس إلي مشكلة ما خلفه عمال البناء من تشويه بعد إتمام عملية إقامة الممشي السياحي,ورغم مخاطبة الجهات المسئولة إلا أن الوضع مازال كما هو دون تغيير.
حق الرد مكفول
يذكر عصام الدين عطية-مدير عام السياحة بمحافظة الإسماعيلية أن الطول المقرر للممشي هو5.5كيلو متر بدءا من طريق البلاجات وانتهاء بنادي التعاون ولكن ما تم تنفيذه بالفعل هو طول2كيلو متر من نادي الفيروز حتي نادي الجندول مرورا بمدينة النورس المطلة علي بحيرة التمساح,وقد قام الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بمرافقة اللواء عبد الجليل الفخراني بوضع حجر الأساس للممشي في يونية عام2007.
وهدف إقامة الممشي السياحي هو حاجة الأندية المطلة علي البحيرة إلي دفع رسوم دخول,وبالتالي فهي مقصورة علي فئات بعينها دون غيرها.ومن هنا جاءت الفكرة بإقامة هذا الممشي مراعاة للبعد الاجتماعي والاهتمام بالمواطن محدود الدخل حيث سيتم افتتاحه مجانا للجمهور من الساعة السادسة مساء حتي الثانية عشر صباحا.
وبسؤاله عن اختيار ذلك المكان بعينه رغم احتجاج الأهالي عليه وعدم تخصيص مكان بديل كبحيرة الصيادين علي سبيل المثال,أجاب عصام الدين عطية أن بحيرة الصيادين بالفعل تم تطوير الكورنيش المطل عليها بطول800متر لكنها مكتظة بالصيادين لممارسة أعمال الصيد,فضلا عن كونها بحيرة طبيعية لا تعد شاطئا.أما بالنسبة لبحيرة التمساح فهي شاطئ يمتاز بالمظهر الجمالي وهذا ما دفع لاختياره,مشيرا إلي أن الإسماعيلية بأكملها لم يبق بها متنفس سوي علي بحيرة التمساح وما تم بشأن إقامة سور حديدي هو لحماية ملاك مدينة النورس من السرقات وليس لاستقطاع الشاطئ من أهالي المدينة.
وعن اعتراض الأهالي علي الممشي وكيفية دفع مبلغ مقابل حق الانتفاع حدثنا بأن الملكية الشخصية تمثل الوحدة السكنية وما حولها أما البحيرة ليست ملك لأحد فهي ملكا للجميع ومن حق الجميع الاستمتاع بها,والمبلغ المحصل من سكان المدينة عن الشاطئ لا يعطي الحق في التملك لصالح شخص بعينه لأن المنفعة العامة أحق من المنفعة الخاصة.
وبالنسبة للزيادة المحصلة علي أسعار الوحدات والمقدرة بـ60%سببها هو الارتفاع الذي حدث في أسعار مواد البناء,فمن الصعب تقدير التلكفة للمنتفع قبل التنفيذ عكس وقت التنفيذ الفعلي,وبالتالي علي المنتفع تحمل زيادة التكاليف.وعن التشوهات التي خلفها عمال البناء فهناك شرط مع المقاول المنفذ بعدم استلام المشروع لافتتاحه إلا بعد التخلص من تلك الأوضاع والعودة بالمكان إلي ما كان عليه قبل تنفيذ الممشي.