معا لمكافحة الجوع شعار رفعته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو العام الماضي إقرارا بالجهود المبذولة لمكافحة الجوع في العالم علي المستويات الوطنية والإقليمية والدولية من خلال تضامن المنظمات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص للتغلب علي الجوع والفقر المدقع وسوء التغذية.
وفي هذا الإطار نظمت الفاو حملة للتوقيع علي العريضة لرفع الفقر, واتخذت لها شعار مليار شخص يعانون الجوع فلذلك أنا غاضب جدا, وقد بلغ عدد التوقيعات العام الماضي ثلاثة ملايين ومائتي ألف شخص من شتي أنحاء العالم.. علما بأن أحدث تقديرات لمنظمة فاو أحصت عدد من يعانون الجوع المزمن في جميع أنحاء العالم برقم 925 مليون نسمة.
وقال جال ضيوف المدير العام للمنظمة: إن حكومات بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض يجب عليها أيضا أن تزيد حصة الزراعة في موازينها الوطنية, من المعدل الراهن البالغ 5% إلي 10% علي الأقل.. شارك نحو مائة ألف مزارع في كل من بنين وبوركينا فاسو ومالي والسنغال في برنامج تدريبي نفذته الفاو لمساعدة المزارعين في التقليل من الاعتماد علي مبيدات الآفات السامة, وزيادة حجم الغلال وتنويع النظم الزراعية والاعتماد علي الممارسات الزراعية المستدامة.. حيث يقوم المتدربون بالإشراف علي مجموعة تتكون من 25 مزارعا تقريبا وذلك بإعداد قطعتي أرض في قرية تابعة للمزارعين أنفسهم, الأولي تعتمد الطرق الزراعية التقليدية المحلية والأخري تعتمد أفضل الممارسات المناسبة للمحصول والموقع حسب برنامج الإدارة المتكاملة للآفات, ومراقبة النتائج المتحققة ومقارنتها ما بين قطعتي الأرض المذكورتين.
كما قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID منحة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة قيمتها 16 مليون دولار أمريكي بهدف دعم عمليات زرع القمح, والحيلولة دون مزيد من الخسائر في قطاع الماشية, وإزالة الترسبات من شبكات الري بإقليم خيبر باختون نغفا الباكستاني الذي يعد من أكثر المناطق تضررا بنكبة السيول التي حلت بباكستان, وفي غضون شهرين تمكن برنامج الأغذية العالمي من إيصال الحصص الغذائية إلي تسعة ملايين متضرر من جراء الفيضانات وتخصيص حصص غذائية شهرية للأسر متضمنة مواد غذائية تكميلية للأطفال الذين يواجهون مخاطر الإصابة بسوء التغذية.
وفي خمس مدن بجمهورية الكونغو الديموقراطية تولت المنظمة إسداء المشورة الفنية لتخصيص 1600 هكتار من الأرض بغرض أنشطة البستنة, لنحو 20 ألف مزارع. وبفضل هذه الأنشطة ازدهر إنتاج الخضر وتنوعت أصنافها, وأنشئت 40 شبكة ري صغري لتغطية متطلبات السقي علي مدار العام. ولضمان الجودة وسلامة المنتجات, دربت المنظمة فاو 450 من أفراد روابط المزارعين التعاونية علي الممارسات الزراعية الجيدة, بما في ذلك استخدام الأسمدة العضوية والمبيدات الحيوية. وبفضل حدائق بيع الخضروات في العاصمة كنشاسا علي سبيل المثال, ينتج اليوم ما يتراوح بين 75ألفا و85ألف طن من الخضر سنويا أو ما يعادل 65 بالمائة من احتياجات هذه المدينة الكبري.
وتعتزم المرحلة الثانية التي بدأت عام 2011 إلي مواصلة طرح مشكلة الجوع أمام الأنظار, وإتاحة مختلف السبل للجمهور للمشاركة الفعلية, فضلا عن إلقاء أضواء ساطعة علي مبادرات دحر الجوع التي أثبتت فعاليتها.