اكتسبت المنتجعات السياحية في الساحل الشمالي بمصر شهرة واسعة بعد اتجاه الطبقات الراقية إلي التملك وشراء فيلات سكنية فاخرة في تلك المنتجعات, وأدي تزايد الطلب العقاري علي تلك الوحدات السكنية الفاخرة إلي زيادة المنتجعات والقري السياحية في الساحل الشمالي التي تقدم شاليهات وشققا سكنية وفيلات فاخرة حتي ازدحم من الكيلو 35 حتي الكيلو 96 ـ طريق الإسكندرية مطروح ـ بأكثر من 41 قرية. وبدأت من ناحية أخري منافسة ضعيفة في البداية للساحل الشمالي من المنتجعات السياحية علي ساحل البحر الأحمر في مناطق الغردقة والعين السخنة ورأس سدر والزعفرانة ومرسي علم, وبالمثابرة والتحدي بدأت المنتجعات السياحية تتكاثر هي الأخري علي طول ساحل البحر الأحمر وبدأت تنافس مثيلاتها في الساحل الشمالي من خلال خفض السعر وزيادة المساحات, في محاولة لسحب البساط من تحت أقدام العقارات السياحية في الساحل الشمالي لكن بنسبة نجاح أقل حتي هذه اللحظة, بصفة خاصة بعيدا عن الغردقة التي ازدحمت هي الأخري كالشمالي تماما.
القائمون علي تلك المنتجعات في ساحل البحر الأحمر أكدوا أن سحب البساط من المنتجعات السياحية علي الساحل الشمالي مرتبط بتوفر الخدمات الترفيهية من مولات تجارية ودور للسينما والمسرح وملاهي الأطفال وهو ما تنتظره تلك المنتجعات, خاصة مع التخطيط لإقامة مطار بالمنطقة مما سيسهم في رفع الأسهم العقارية لتلك المنتجعات ويصبح الطلب علي الوحدات السكنية أكثر من الطلب علي مثيلاتها في الساحل الشمالي.
وتنمية الساحل الشمالي.. هي واحدة من القضايا التي تثير الجدل ومعها تكثر التصريحات والوعود والقرارات ثم سرعان ما يتراجع الحديث كلما مضي الصيف إلي أن يتجدد الحديث ويثور الجدل مرة أخري!.. ومشكلة الساحل الشمالي أن العائد منه لا يتناسب مع مليارات الجنيهات التي أنفقت وتقدر بنحو 40 مليار جنيه, علي امتداد البصر من العجمي إلي مرسي مطروح.. فالناس تذهب إليه في الصيف خلال ثلاثة أشهر فقط, ويغلق أبوابه في الشتاء!! لذلك تحولت القري إلي مدن أشباح غالبية العام.
الساحل الشمالي يقع علي البحر المتوسط, بطول 550 كم, وبعمق يتراوح ما بين 30 إلي 50 كم, وتقدر مساحته بنحو 20 ألف كم مربع بنسبة 2% من مساحة مصر. ويمتد من مدينة الحمام شرقا حتي السلوم غربا.. كما يمتاز بموقع جغرافي فريد, ورمال بيضاء ومياه زرقاء فريدة, وطقس جميل طوال شهور السنة.
وفي التحقيق التالي نحاول التعرف علي أهم متطلبات التنمية في الساحل الشمالي.
عن كيفية استغلال مناطق الساحل الشمالي وغيرها من مناطق الجذب السياحي في مصر للاستفادة منها طوال العام يقول د. مختار الشريف الخبير الاقتصادي:
هناك عدة محاولات لجذب بعض الشركات الأوربية العالمية لتسويق الساحل الشمالي, تكون مهمتها التعرف علي مدي ملاءمة رغبات السائح الأوربي التي ستقوم بإحضاره في الشتاء, وكذلك القيام بالحملات الترويجية بالأسواق لجذب السائحين, كما تقوم بإدارة الشقق المفروشة والقري السياحية, والفنادق.. ولكن قبل هذا يجب القيام بعمل جذب سياحي بإعداد المناطق المطلوب تنميتها واستثمارها بحيث تتوافق مع رغبات السائحين الأوربيين.. هذه التجربة منفذة في تونس والمغرب في الشتاء رغم تميز جو الساحل الشمالي في الشتاء عنهما.
ولكن هناك بعض المشكلات أهمها غياب الوعي لدي الكثيرين من أصحاب الوحدات السكنية بالساحل الشمالي, بأهمية استثمار هذه الوحدات في الفترات غير المستخدمة منهم
وأيضا من المشكلات التي تعوق تنمية الساحل الشمالي سياحيا طوال العام, أن القري الموجودة هناك لم تضع في اعتبارها عند التخطيط استخدامها سياحيا, فهي غير معدة إعدادا كافيا للاستخدام الفندقي. الساحل الشمالي كنز ومنجم سياحي عظيم يمكن أن يضيف للاقتصاد القومي.. إذا أحسنا استغلال ما تم إنفاقه من عشرات المليارات تعتبر الآن مجمدة في فيلات وشاليهات تظل مغلقة طوال أيام السنة في الوقت الذي تنبض الشواطئ المحيطة بنا بالحياة والحركة. نأمل أن يعمل الساحل الشمالي 12 شهرا في السنة.
ويضيف د. مختارأنه يمكن إعادة تأهيلها باختيار بعض المواقع والقيام بعمل بنية فندقية من مطاعم كبيرة ومجموعة شاليهات صغيرة وحمامات سباحة, وأماكن ترفيهية, بمعني الاتجاه الفندقي العالمي والاستعانة بوحدات الأهالي القريبة من هذه المراكز الفندقية لتأجير هذه الفيلات والشاليهات حيث تصلح لنظام التايم شير.. أي شراء الوقت, علي أن تتولي ذلك إدارة فندقية بحيث تؤجر هذه الشاليهات طوال العام. بينما يمنح مالك الفيللا أو الشاليه أسبوعا أو أسبوعين وفق ما يريد ويحدد مسبقا. وبعد خصم مستحقات شركة الإدارة والمتفق عليها بموجب عقد بينها وبين الملاك. يحصل المالك علي حقه ويكون ذلك مصلحة للطرفين. وفي نفس الوقت استغلال هذه الطاقة الفندقية المعطلة.
ويضيف قائلا: إن تنمية الساحل الشمالي مسئولية مشتركة بين الجهات المختصة والمستثمرين الذين يقع علي عاتقهم مسئولية اختيار المشروعات السياحية القادرة علي تحويل الساحل الشمالي الي منطقة جذب سياحي طوال العام مع الوضع في الاعتبار ان تتم تنمية هذه المنطقة سياحيا.
ويؤكد عادل عبدالفتاح الخبير العقاري أن هناك منافسة شديدة بين منتجعات الساحل الشمالي ومنتجعات ساحل البحر الأحمر حيث توجد في الساحل الشمالي بعض قري ومنتجعات ليست علي المستوي السياحي أو العقاري الجيد خاصة التي تتبع النقابات أو الوزارات.
أما طبيعة ساحل البحر الأحمر فهي منطقة جذب تحتاج إلي تنميتها خاصة أن المزايا السياحية المتعلقة بالبحر الأحمر كمكان سياحي لا يمكن إغفالها بالإضافة إلي تقديم وحدات ذات مستوي تشطيب وفخامة راقية ما بين شاليهات من مساحات 108 إلي 136 مترا وفيلات بالإضافة إلي أنشطة الغوص والصيد والاستمتاع بالشعاب المرجانية وقرب المسافة من القاهرة, لكن المشكلة في الدعاية الضعيفة للقري السياحية في البحر الأحمر عنها في الساحل الشمالي.