* * الله القدوس وضع ترتيبا للأوقات وتدبيرا للأزمة ليدخل من خلالها إلي عالمنا…فالأزمنة والأوقات تحت السماء -في الأصل- تدبير إلهي ولحنها سماوي تدخل في حياة البشر كساعات وأمام وسنون ضمن خطة الله المجيدة.
* * والرب يسوع المسيح (الإله غير المحدود) دخل أيضا بشريتنا تحت تدبير الأزمنة والأوقات…في يوحنا 1:14 اتخذ جسدا وحل بيننا ورأينا مجده…وفي غلاطية 4:4 لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني (وملء الزمان يعني اكتمال الزمان الذي في مشيئة الله لتدبير الخلاص للبشرية).
* * فحدث الميلاد المجيد مستودع في حكمة الله وفكره منذ الأزل واستعلن في ملء زماننا البشري ليرد كل منا إلي أنشودته ولحنه الخاليد يعني إلي حقيقة الأوقات التي فقدها الإنسان بأحزان الخطية فصارت له الأوقات شريرة والأزمنة مقصرة.وعند اكتمال تدبير الأزمنة والنبوات تزلزلت السموات والأرض لأن الإله أخلي نفسه وأخذ صورة البشر فالله لم يره أحد قط الابن الوحيد هو خبر يقول إنجيل متي1:17 اكتملت أزمنة الأجيال من إبراهيم إلي داود أربعة عشر جيلا ومن داود إلي سبي بابل أربعة عشر جيلا ومن سبي بابل إلي المسيح أربعة عشر جيلا.رتزامن ذلك مع اتساع الإمبراطورية الرومانية والثقافة اليونانية وتحركت السماء لتتمم المشيئة الإلهية وفي لوقا 1:6-19 سمعت طلبات زكريا وأليصابات البارين أمام الله ليبشرا بولادة يوحنا المعمدان ليرد قلوب الآباء إلي الأبناء ويهيئ للرب شعبا مستعدا…ويرسل جبرائيل الملاك من قبل الله إلي مدينة الجليل إلي عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم ليعلن البشارة بالقول: لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.
* * ويذكر الإنجيل في متي1:20 أنه فيما يوسف متفكر في هذه الأمور إذ ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس…وتتحرك السماء في لوقا1:39 نري مريم مسرعة نحو الجبال إلي مدينة يهوذا لتدخل إلي أليصابات التي يرتكض الجنين في بطنها من سلام مريم وتصرخ قائلة مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك…ويولد يوحنا المعمدان زمنيا ويمتلئ زكريا أبوه من الروح القدس وفي لوقا1:67 يقول أنت أيها الصبي نبي العلي تدعي لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه لتعطي شعبه معرفة الخلاص لمغفرة خطاياهم بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليضئ علي الجالسين في الظلمة وظلال الموت وهي تماما نفس كلمات نبوءة سفر إشعياء عن الأزمنة والأوقات في الإصحاح التاسع..الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور.
* * وتكتمل أيام الحبل الإلهي ويكتمل تدبير الزمن ويظهر إعلانه للبشرية وفي لوقا2:8 يبرق ملاك الرب وسط جوقة من الجند السماوي للرعاة الحارسين حراسات الليل ومجد الرب يضئ حولهم ليعلن لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب.وللجانب الآخر نري في متي 2:1-12 ظهور نجم ملكي في المشرق محسوب زمانه بدقة عند دارسي الأفلاك وبدا أنه مرتبط بولادة ملك عظيم فتقدم المجوس العلماء ناظرين للنجم نحو البيت حيث يستقر الصبي مع مريم أمه ويسجدون له ويقدمون له كنوزهم.
* * وهذا التدبير الزمني السمفوني الخالد الذي وضعته كنيستنا في طقوسها وألحانها للأجيال ليرتبط بولادة وحياة الرب يسوع المجيدة…حقا قالها سفر الجامعة3:1 لكل شئ زمان ولكل أمر تحت السماء وقت.
أسيوط