سادت حالة من الارتياح على الصعيدين المصري بصفة عامة والقبطي بصفة خاصة بعد عدد من اللقاءات التي جمعت بين المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مقر المجلس العسكري بكوبري القبة بحضور الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء مراد موافي رئيس المخابرات العامة، وذلك في اجتماع مغلق أستمر ما يقرب من ساعتين، جاء نتيجة لطلب المشير للبابا شنودة مقابلته لمناقشة تداعيات أزمة أحداث ماسبيرو الأخيرة
كما عقد رئيس مجلس الوزراء د.عصام شرف وحضره المستشار محمد الجندي وزير العدل والدكتور سيف عبد الفتاح رئيس لجنة العدالة لقاءً مع مجموعة من أقباط الخارج والداخل منهم الدكتور مجدي إسحق والدكتور حلمي جرجس والدكتور كميل صديق والمهندسة سامية سيدهم والدكتور محمد منير شاهين.
يأتي دلك بعد حالة من التوتر الشديد عقب الأحداث الدامية التي وقعت أمام ماسبيرو والتي راح ضحيتها 27 شهيد قبطي ومئات الجرحى بعد مظاهرة سلمية منددة بالحوادث المتكررة التي تطال الكنائس من هدم وحرق خاصة بعد الثورة
وتعليقا على هده اللقاءات وعلى بيان المجلس العسكري بإعادة بناء كنيسة الماريناب، التي أشعل هدمها الأحداث الأخيرة استطلعنا آراء بعض المحللين لنقف على أبعاد هده الحلول وهل هي كافية لحل مشكلات الملف القبطي؟
في البداية قال الشيخ السلفي الدكتور أسامة القوصى تعليقا على هذه التحركات أنه خلال الشهور الثمانية الماضية أن المجلس العسكري والحكومة لا يعملان إلا تحت ضغوط وردود أفعال وواضح أنهما الآن يلهثون حول أنفسهم في محاولة عبثية لإرضاء جميع الأطراف مما يؤكد أنه لاحق يأخذ إلا بالضغط مما يرسخ ذلك.
أما الدكتور محمد منير مجاهد رئيس جماعة مصريين ضد التمييز الديني فقال إن لقاء الوفد القبطي مع رئيس الوزراء كان الدكتور حلمي جرجس قد طالب به منذ أكثر من شهر ولا أدرى هل الاستجابة حدثت حسب جدول الحكومة أم له علاقة بما يحدث وأعلن دكتور مجاهد معارضته للقاء البابا بالمشير لان قداسة البابا شنودة ليس الممثل السياسي للأقباط وهو أمر غريب خاصة عندما ذهبت أفواج لعزاء البابا وليس لأهالي الشهداء .ويرى الدكتور مجاهد أن مظاهرات الخارج كانت جزئيا وراء ما يحدث ولكن كان للداخل دور أيضا لان هناك شرخا حقيقيا حدث بين الأقباط والمجلس العسكري والحكومة وكان يجب أن يكون هناك تحركات أسرع من ذلك.
قال عبد الرحيم على الخبير في الحركات الإسلامية أن إحداث ماسبيرو كانت ضخمة مما عرض المجلس العسكري لضغوط داخلية وخارجية كبيرة جدا …. الحدث كان بمثابة موقعة الجمل وكما أسقطت موقعة الجمل مبارك كانت أحداث ماسبيرو على وشك الإيقاع بالمجلس العسكري.. وبالتالي كان لابد أن يكون هناك تصور عقلاني وموضوعي يستعيد به المجلس شرعيته فبدأ بعقد مؤتمر صحفي والعديد من اللقاءات التليفزيونية .. كما ذهب وفد لقداسة البابا للتعزية حيث طلب من البابا لقاء المشير طنطاوي وذهاب البابا للقاء المشير طنطاوي … هو اعتراف بأنة الرجل الأول في الدولة والمشير من جانبه قرر إعادة بناء كنيسة الماريناب على حساب القوات المسلحة لتضميد الجراح ولكن تبقى الخطوة الأخيرة المهمة وهى الإعلان عن المتهمين وتقديمهم للمحاكمة؛ لأنه بدون الإعلان عن المتهمين لن تبرد دماء الشهداء ولن يهدأ دويهم وستظل الأحداث تتكرر طالما غاب العقاب عن الجناة.
وأضاف عبد الرحيم علي: أما بالنسبة للمتشددين فأعتقد أنه قد وصلتهم الرسالة جيدا كما أن لديهم قدرة فائقة على التقاط الرسائل ولن يتحرك أي متشدد تجاه الكنيسة إلى سوف تبنى … ولنا في أطفيح مثالا على ذلك، فالمتشددون يراقبون مراكز القوة وتصلهم الرسائل وهذا واضح من أيام النظام السابق
وأكد عبد الرحيم أنه بالإعلان وبمحاكمة الجناة في الأحداث السابقة والانتهاء من ملف الكنائس المغلقة نكون قد أغلقنا هذه الصفحة نهائيا وقد كان من المهم إغلاقها في هذا التوقيت حيث إننا مقبلين على مرحلة الانتخابات بما فيها.
وفى رأى المحامى الإسلامي ثروت الخرباوى أن هذه اللقاءات كأنها اعتذار من المجلس العسكري عن أحداث ماسبيرو، وبالإجمال فهي معالجات شكلية لم تنظر لعمق الجرح، فالأمر الواضح في الصورة أن السلطة السياسية والعسكرية تنتهج الأسلوب نفسه، فهي تقوم بالأساس على القهر والتسلط على الآخرين وغرضهم الاساسى ألا يكون هناك صيحة احتجاج فإذا حدثت صيحة احتجاج لم تكن تلك المؤسسات قادرة على مواجهة تلك الصيحات تقوم بمعالجات سطحية مثل قرار بناء الكنيسة فهو قرار يعد رضوخ لصيحة احتجاج ولا تعبر عن قناعات فعلى الناحية الأخرى تتم ممارسات عديدة للوقيعة بين أطراف الشعب فهم يتركون الجميع في حالة تناحر ليظل هو الأقوى.
أما نبيل شرف الدين فيقول ما حدث شي طيب وتشكر عليه كل الأطراف ويكفى أنهم مازالوا يذكرون أن لهم شركاء في الوطن هم الأقباط هؤلاء الدين عندما فكر المجلس أن يكشر عن أنيابه كانوا هم الضحية حيث لم يستخدم المجلس العنف ضد أي جماعة غيرهم فهناك من قطعوا الطرق لأيام ومن هدم الكنائس والمتظاهرين على اختلاف أشكالهم ولكنه استخدمه ضد المسيحيين ولأول مرة يدهس المتظاهرين السلميين وكانت أحداث بشعة.
نعود لما حدث والتأكيد أن الجيش سيعيد بناء الكنيسة بعد مقابلة مع البابا شنودة ويجب هنا أن أشير إلى أن هدا استمرار للعلاج على جلسات المصاطب حتى وإن كانت على أعلى مستوى تظل جلسات مصاطب وتظل امتدادا لطرق النظام القديم في علاج الملف الطائفي كان الأجدى أن نكون دوله قوانين تمنع التمييز والاضطهاد وإحساس المسيحي بالغربة في وطنه، وأن نبدأ في الابتعاد عن العلاج بالمسكنات؛ لأن المناخ العام الآن يحرض على كراهية رجل الشارع للمسيحي وأصبحت كراهية معلنة وأكثر من يعانى منها الفتيات والسيدات اللواتي يعرف من مظهرهن أنهم قبطيات هناك فرز طائفي وحالة من حالات التعصب وصلت لمرحلة الكراهية الشديدة.
وقال :”نحن لا نطالب أحد بأن يحب الأخر وقصة أن فلان تربى مع فلان أو كان صديقة وينام في منزله وأم فلان أرضعت علان أصبحت لا تجدي الآن. الآن فقط نريد للجميع المساواة في وطن هو ملك لهم جمعيا يتساوون في الحقوق والواجبات لا أن نحاول جعلهم جالية أجنبية في وطنهم، ونحن في مرحلة تكوين الدولة المصرية أن تكون مرجعيتنا هي الوطن قبل العقيدة”.
—
س.س
25 أكتوبر 2011