وجد اللاعبون والجهاز صعوبة شديدة في الوصول إلي حقائبهم والخروج من المطار حيث أحاط بهم الإعلاميون(صحيفون ومصورون وقنوات فضائية وأرضية مختلفة)وأيضا العاملون المتواجدون بالمطار لتقديم التهنئة فرحين بالفوز الكبير كذلك,وصل المشجعون المصاحبون للفريق علي الطائرة نفسها وفي طائرة أخري وصلت في نفس الوقت أبرزهم الفنانون محمد فؤاد ومحمد عطية ومي كساب وثلاثة من أعضاء مجلسي الشعب والشوري,خرج بعض اللاعبين مع أسرهم مباشرة دون التوجه لأتوبيس اللاعبين مثل محمد عبد المنصف الحارس البديل مع زوجته الممثلة لقاء الخميسي والتي وصلت معه علي الطائرة نفسها وأيضا عمرو زكي وآخرون حيث كانت أسرهم في انتظارهم والطريف أن أسرة عصام الحضري حضرت من دمياط ومعها كأس من الخشب شبيه بكأس البطولة وقد ظهر الإعياء الشديد علي حسن شحاتة من هجوم المستقبلين عليه لتهنئته ولم يستطع الكلام مرددا الحمد لله إحنا ردينا في الملعبوظهرت الفرحة العارمة علي وجوه سمير زاهر صاحب الإنجاز التاريخي حيث فاز المنتخب برئاسة للاتحاد المصري للكرة ثلاث مرات(1998-2006-2008)وأيضا حازم الهواري رئيس البعثة وفي 98أيضا ومن اللاعبين أحمد حسن كابتن المنتخب والذي صرح لـوطنيبأنه في غاية السعادة بعد تحقيق حلمه الكبير بالفوز بالكأس الثالثة في تاريخه والوصول للرقم القياسي في عدد المشاركات وارتفاع عدد المباريات المشارك فيها في تاريخ البطولة مؤكدا أن الأهم من كل ذلك هو إسعاد الملايين من الشعب المصري مضيفا أن حلمه الجديد هو الوصول لكأس العالم 2010ليختتم به مسيرته الكروية.أما حمادة صدقي المدرب العام فقد أكد لـوطنيأن الجهاز واللاعبين تحملوا ضغوطا غير عادية ولكن مع الإصرار والتركيز وبذل الجهد مع توفيق كبير من الله حققنا طموحات المصريين,مشيرا إلي سعادته لجمعه بين الفوز بالبطولة لاعبا عام1986ومدربا في البطولتين الأخيريين واعدا محبي الكرة في مصر بالوصول لكأس العالم القادمة بإذن الله…
شحاتة لم يصبه بالإحباط
تعرض المدير الفني حسن شحاتة قبل البطولة للهجوم الإعلامي والحرب الإدارية وهذا ما جعله في حالة حزن وتوتر ظهر ذلك من خلال الحوار مع وطنيقبل البطولة بأيام ويحسب له أن هذا لم يصبه بالإحباط أو الهزيمة بل علي العكس زاده ذلك قوة وتحدي ورد في الملعب-كما وعد -وتبدل الحال بعد الأداء الرائع للمنتخب تحت قيادته الفنية الواثقة,والقديرة بمساعدة الجهاز المساعد وعلي رأسه شوقي غريب المدرب العام وحمادة صدقي المدرب والذين اختاروا مجموعة من اللاعبين يجمعون ما بين الخبرة والشباب معظمهم من المشاركين في الدوري المحلي لقلة عدد المحترفين وظروف بعضهم من إصابات وأمور إدارية أخري حرمت الفريق من جهود أحمد حسام(ميدو),محمد بركات,حسام غالي,عبد الظاهر السقا,شيكابالا مع تعرض اللاعبين المنضمين للفريق لمشاكل أيضا مثل هاني سعيد,سيد معوض,حسني عبد ربه-الحاصل علي أحسن لاعب في البطولة-وعمرو زكي نجم الفريق وهدافه بسبب التجديد أو الرغبة للانتقال لأندية أخري,ومثل أحمد فتحي,وائل جمعة,إبراهيم سعيد,حسن مصطفي لهبوط مستوي البعض-قبل البطولة-مع عدم وجود البديل المناسب وهنا يحسب للجهاز بقيادة شحاتة إعادته تجهيز اللاعبين والتغلب علي مشاكلهم الفنية والخاصة سواء كان ذلك في فترة الإعداد والمباريات الودية أو في البطولة نفسها حيث فاجأ الجميع بتوليفة متجانسة استعاد اللاعبون من خلالها مستواهم العالي مما أدي لاختيار هؤلاء اللاعبين في منتخب أفريقيا الأساسي وهم وائل جمعة,عمرو زكي,حسني عبد ربه ومعهم عصام الحضري,أبو تريكة كما اختير احتياطيا هاني سعيد وأحمد فتحي.
ملاحظات فنية
-كانت ضربة البداية القوية بالفوز التاريخي علي الكاميرون بأربعة أهداف لهدفين هي مفتاح البطولة وكنا فيوطنيقد أشرنا قبل المباراة في عدد الأحد-20يناير- إلي أن المباراةنهائي مبكروهو ما تحقق بالفعل وهو ما يؤكد أيضا قوة مجموعة مصر.
-باستعادة الثقة في المباراة الأولي أدي المنتخب المصري بروح عالية وطابع جمالي انعكس علي الأداء الذي كان أقوي وأجمل كثيرا من الأداء في البطولة الماضية بالقاهرة2006.
-أدي الجهاز الفني المصري المباريات بفكر هجومي عال حيث لعب بمهاجمين صريحين(متعب وزكي)وخلفهما أبو تريكة أو زيدان أو كلاهما مع وجود النزعة الهجومية للاعبي الارتكاز-مدافعي الوسط-محمد شوقي وبعده أحمد حسن وحسني عبد ربه والذي سجل 4أهداف وإن كان ثلاثة منهما من ضربات جزاء كذلك لاعبي الأجناب سيد معوض وأحمد فتحي الذي سجل أيضا بل إن الحضري صنع هدفين أحدهما لزيدان والآخر لعمرو زكي.
-مع تلك النزعة الهجومية لم يغامر الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة باللعب المفتوح مع الفريق القوية وخاصة كوت ديفوار والكاميرون لعلمه بتفوقهما الهجومي ووجود بدائل التهديف لديهما وهذا يحسب للجهاز مع اعترافنا بعامل التوفيق بارتفاع نسبة التهديف واستغلال الفرص في جميع المباريات حيث إننا لم نتأثر كثيرا بضياع أهداف محققة إلا في مباراة النهائي أمام الكاميرون والتي شهدت تأخر الفوز لعدم توفيق متعب وعبد ربه وأبو تريكة في استغلال الفرص السهلة المتاحة والغريب أن هدف الفوز جاء من كرة غير متوقعة أحياها إصرار وكفاح النجم الجديد محمد زيدان والذي أراه سببا رئيسيا في الفوز بالبطولة التي شهدت ميلاده الحقيقي في منتخب بلاده لدوره البارز في مباراتي الكاميرون مفتاحوقفلالبطولة.
-اعتمد حسن شحاتة في الهيكل الرئيسي للفريق علي أبنائه الفائزين معه ببطولة أفريقيا للشباب2003 وهم عماد متعب,عمرو زكي,أحمد فتحي,حسني عبد ربه ومعهم محمد شوقي الفائز بنفس البطولة عام2001 مع المدرب العام شوقي غريب الذي درب أيضا هاني سعيد نجم منتخب الناشئين بكأس العالم للناشئين تحت17سنة عام1997 بالقاهرة وهذا يدل علي انسجام اللاعبين وفهمهم لفكر جهازهم الفني وقدرتهم علي تنفيذ هذا الفكر في الملعب لسابق التدريب علي أيديهم في سن صغيرة وهو ما يؤكد أن النبوغ الكروي يبدأ مبكرا وأن كثرة المشاركة في البطولات تصقل هذه المواهب المختارة منذ فترة ويذكر مشاركة مجموعة أخري من اللاعبين في منتخبات المراحل السنية وآخرها المنتخب الأوليمبي مثل محمد عبد المنصف,محمد صبحي,محمود فتح الله,إبراهيم سعيد,شادي محمد وغيرهم.
-تفوق المدرب الوطني حسن شحاتة علي المدربين الأجانب أصحاب الأسماء الرنانة مثل البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا(جنوب أفريقيا)البولنده كاسبرزاك(السنغال)الفرنسيين لوميير(تونس)لوروا(غانا)ميشيل(المغرب)توازرية(غينيا)جودار(مالي)جيلي(كوت ديفوار)والألماني فوجتس(نيجيريا) أوتوفيستر(الكاميرون)فابيتش(بنين)ومع ذلك تستعين الأندية المصرية بمدربين أجانب بمرتبات أضعاف ما يتقاضاه الجهاز الفني للمنتخب بأكمله وخاصة الأهلي والزمالك.
-تفوق اللاعبين المصريين المشاركين بالدوري المحلي ومعهم فلافيو وجيلبرتو نجما منتخب أنجولا وضم وسام العابدي لمنتخب تونس-لم يشارك للإصابة- يدل علي قوة الدوري المصري الذي أفرز هؤلاء وهذا يستدعي تدعيمه بقوة بعدة قرارات أهمهما العمل علي منع استئثار الأندية الكبيرة باللاعبين الأكفاء وقد شهدت السنوات الأخيرة انتقال معظم اللاعبين المتميزين لنادي بعينه مما حد من المنافسة وهي التي سوف تفرز لاعبين جدد وترفع من مستوي الباقي.
-وصل اللاعبان سونج الكاميروني وأحمد حسن المصري للرقم القياسي في عدد المشاركات بالبطولة ولكن الأول سيحمل ذكري مؤلمة لخطأه الذي تسبب في هدف النهائي والذي أهدي الكأس للثاني ليتسلمه ككابتن للفريق في سعادة غامرة محققا الكأس الثالثة في تاريخه يشاركه في ذلك حسام حسن وعصام الحضري وإن كانا لمن يشاركا كأساسيين في واحدة من الثلاثة.
-صرح الكابتن أيمن منصور المدرب العام ومدير الكرة بنادي الزمالك لـوطنيوالذي احتفظ بالرقم القياسي لأسراع هدف في تاريخ البطولة بأن الفوز بالبطولة الأفريقية أصاب لاعبي الأندية بالغيرة والسعي نحو التألق للالتحاق بالمنتخب ولاسيما بعد التكريم الرسمي والشعبي والمكافآت الكبيرة والشهرة والنجومية مؤكدا أنه لمس ذلك بشدة في تدريبات فريقه قبل السفر لأداء المباراة ضد الجيش الرواندي في البطولة الأفريقية للأندية والتي أقيمت أمس والجريدة ماثله للطبع.
ملاحظات غير فنية…
وحد هذا الفوز المواطنين المصريين كافة علي اختلاف انتماءاتهم وفرح به الجميع(أطفالا وشبابا وشيوخا ونساء)ولكن البعض يشعر بمرارة لتحويل هذا الفوز الرياضي لمسار آخر بتغليفة بالإطار الديني ولا أدري هل هذا يدل علي أن كل الأمور ستسير كذلك بما أنها وصلت للرياضة وكرة القدم بالذات لما لها من تأثير قوي ومباشرة علي قاعدة عريضه من الشعب!!