بدأت الدراسة وانتهت الإجازة.. وسط ضغوط نفسية ومادية تختلف عن كل عام, فالأوضاع في البلد غير مستقرة والانفلات الأمني مازال موجودا والانتخابات علي الأبواب ولا يدري أحد ما الذي تخبأه الأيام من مفاجآت يضاف إلي ذلك الزيادة المستمرة في الأسعار مما يمثل عبئا ماديا للعديد من الأسر المصرية يزداد مع بداية الدراسة وشراء مستلزمات الدراسة وبدء الدروس الخصوصية, وأيا كان الأمر فنحن أمام عام دراسي جديد يحتاج إلي استعداد نفسي قبل الاستعداد المادي يؤهل الأبناء لمواصلة الدراسة رغم الصعوبات..
تقول مارلين مجدي ربة منزل: حرصت علي أن يتمتع ابني (الصف الثاني الابتدائي) بالإجازة الصيفية قدر المستطاع واشتراكه بأحد النوادي لممارسة نشاط السباحة والكاراتيه حتي يتأهل نفسيا لمواصلة الدراسة من جديد.
وتقول تريزا راسم مهندسة: ابنتي في الثانوية العامة بدأت الدروس الخصوصية من الصيف ولن نشعر بطعم الإجازة زي زمان.
أما عبير مراد موظفة تشكو من زيادة المصروفات الدراسية, فتقول: لي ابنتان أحدهما في الصف الثالث الابتدائي والأخري في الخامس الابتدائي توجهت لدفع مصروفاتهم الدراسية وفوجئت بزيادة كبيرة عن العام السابق بخلاف مصاريف الكتب الدراسية والزي المدرسي.
ويقول هشام فايز موظف: الدراسة تبدأ ويبدأ معها ارتباك الميزانية, الواحد هيلاحق علي مصاريف المعيشة ولا علي مصاريف الدراسة والأسعار في زيادة مستمرة.
من جانبها تقول الدكتورة إجلال حلمي أستاذة علم الاجتماع الأسري: في ظل الظروف الاقتصادية السائدة وانخفاض الأجور مع ارتفاع الأسعار تجد الأسر نفسها أمام أعباء كثيرة تثقل كاهلها تتزايد مع بداية العام الدراسي الجديد نتيجة شراء مستلزمات الدراسة وبدء سلسلة الدروس الخصوصية وما يتبع ذلك من ارتباك ميزانية الأسرة, وقد يلجأ رب الأسرة إلي الاشتراك فيما يسمي (جمعية) مع أحد الزملاء أو الأهل يقتصد خلالها شهريا جزءا من المال ليحصل علي مبلغ معقول من المال يعتمد عليه في الوفاء بمتطلبات العام الدراسي الجديد.
من ناحية أخري تقول الدكتورة منال الدماطي أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس: تهيئة الأبناء لبداية العام الدراسي الجديد أمر مهم جدا في استعداد الأسر لهذا العام, فلا يجب الإفصاح أمام الأبناء بأن الدراسة تمثل عبئا ماديا عليهم وعدم الشكاوي من غلاء الأسعار وارتفاع المصروفات الدراسية حتي لا يؤثر سلبا علي حالتهم النفسية وبالتالي استيعابهم الدراسي.
وأضافت: علي أولياء الأمور مناقشة أبنائهم في الأمور التي يخشون منها في بداية العام الدراسي مثل الخوف من أحد المعلمين أو الخوف من زميل معين وضروري معرفة انطباع الأبناء عن الدراسة في أول يوم والإنصات جيدا لهم وإعطائهم الاهتمام الكافي وتقديم نصائح لهم ليست في هيئة أوامر وإنما تكون بحب, وفي حوار متبادل وتوجيههم بشكل غير مباشر للصواب وكيفية متابعة دروسهم والانتباه لشرح المعلم.