مع انطلاق الأيام الأولي للعام الدراسي الجديد,وخاصة بالنسبة لأطفالنا في السنوات الأولي لهم بالمدرسة يبدأ نمط جديد من العلاقات بعيدا عن الوالدين والإخوة والأقارب…حيث يتعرف الأبناء علي زملاء جدد بتلقائية وعفوية شديدة,قد يخشي منها الوالدان أحيانا…ربما يقلقان بشأن الزملاء وبعض السلوكيات السلبية التي قد يكتسبها أبناؤهم.
فكيف يساعد الآباء والأمهات أبناءهم علي تكوين علاقات اجتماعية وصداقات جيدة بالمدرسة؟وهل من الممكن أن تكون تنبيهات وتحذيرات الآباء الكثيرة بهذا الشأن السبب أحيانا في علاقات اجتماعية غير سوية للأبناء بالمدرسة؟
عن هذا الموضوع تحدثنا إلي الدكتورة ليليان عوض إخصائية الطب النفسي,فقالت:هناك بعض الأساسيات في علاقات أبنائنا بزملائهم في المدرسة والتي يجب أن يؤكد عليها الآباء ومنها احترام خصوصية الآخرين والاستئذان من زملائهم قبل استعارة أي شئ حتي ولو كان مجرد قلم رصاص…كذلك من النقاط المهمة التي يجب أن يزرعها الوالدان في ابنهما أو ابنتهما الاهتمام بالمناسبات الخاصة للزملاء أو الزميلات بالفصل الدراسي,فإذا مرض أحد زملائه عليه الاتصال به والسؤال عنه,كما في الأعياد والمناسبات المختلفة فهذا الأمر يساعد الأبناء منذ طفولتهم علي أن يصبحوا شخصيات اجتماعية.
أما بالنسبة لعلاقة الطفل بالمدرسين فهي جانب آخر مهم من العلاقات,فحينما يري الطفل المدرس يجب أن يلقي التحية عليه وهذا ليس في المدرسة فقط بل حتي إذا صادف وقابله في أي مكان آخر خارج المدرسة. كما تشير د.ليليان إلي أهمية أن نوضح لأبنائنا بأن لكل شخص أسلوبه الخاص به,فهناك أشخاص يتسمون بالهدوء وآخرون بالعنف…إلخ,ومن المهم ألا نقلد أحدا في تصرفاته خاصة بعض السلوكيات العدوانية والعنيفة من قبل بعض الأطفال بالمدارس.
تتفق معها في الرأي الدكتورة إيمان جلال أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة حلوان,والتي تقول إن الطفل في مراحل عمره المبكرة يتعامل مع الآخرين بطبيعته وفطرته,ويستطيع من خلال التجربة اختيار الأصدقاء والزملاء المتناسبين معه.
أما بالنسبة لبعض السلوكيات غير المرغوب فيها والتي قد تنتشر بين الأطفال بالمدارس وتتسم بالعنف والعدوانية تجاه الآخرين أو حتي الأشياء الخاصة بهم(التخريب في الفصل أو تكسير أدوات زملائهم…إلخ)فمن المفضل أن نوجه أطفالنا إلي الابتعاد عن هؤلاء الأطفال خاصة أثناء اللعب في الفسحة المدرسية,حتي لا يتعرضون للأخطار أو الإصابة بالخدوش والجروح من جراء الاندفاع والسرعة لدي هؤلاء الأطفال.
وتنوه د.ليليان إلي أن الآباء قد يكونون سببا في علاقات غير جيدة بين أبنائهم وزملائهم أحيانا,ومن أكثر الأخطاء الشائعة للوالدين في هذا المجال أن يقول الآباء والأمهات باستمرار لأطفالهمما حدش يأخذ حاجة من الحلويات بتاعتكوبهذا لا نسمح للطفل بتبادل الحلوي مع أصحابه أو اقتسامها,ومثل هذا السلوك يجعل الطفل بشكل ما يميل إلي الأنانية.
أخيرا تشير د.إيمان جلال إلي أهمية أن يكون الوالدون قدوة لأبنائهم علي مستوي العلاقات الاجتماعية وعليهم أيضا ألا يقوما دائما بتوجيه أطفالهم بشكل مباشر من خلال الأوامر لأن هذا يجعل الطفل محاصرا بالتعليمات طوال الوقت مما يجعله كثيرا ما يضرب بها عرض الحائط فقط للخروج من دائرة الأوامر والنواهي.