منذ أن أنشئت جريدة وطني عام1958 ومن بين أهم أهدافها الأسرة لأنها اللبنة الأولي للمجتمع بأسره.ومن أجل ذلك تم تخصيص صفحة كاملة من أهم صفحاتها للمرأة والأسرة والطفل, وكانت أول جريدة تفعل ذلك, كانت المرأة والأسرة في الجرائد القومية وغيرها ينحصر اهتمامها في ركن صغير وعدة سطور تتحدث فيها عن المرأة. واستمر حالها علي ذلك فترة طويلة إلي أن ازدهرت صفحة المرأة في جريدتنا, واتسع اهتمامها وتناولها لموضوعات عديدة ومتنوعة ومعالجتها للعلاقات المتشابكة في محيط الأسرة عن الزواج والعلاقات بين الآباء والأبناء, والاهتمام بكل ما يبني ويؤسس أسرة مترابطة يحيطها الحب والعطاء والبذل والتضحية بلا حدود.وأري أننا نجحنا في تحقيق ذلك إلي حد كبير, ومازال هذا الهدف نصب أعيننا ومركز اهتمامنا وقضيتنا التي نرجو أن نكسبها علي الدوام, لذلك أسعدني الخطاب الذي وصلني مؤخرا من الأستاذ سامي يعقوب المدير الإقليمي لمؤسسة Focus on the Family العالمية التي أسسها جيمس روبسون عام1977 بعد أن بدأت شراكة بين سيادته في نشاطه في مطبوعات إيجلز , هذه المؤسسة التي أصبح المدير الإقليمي لها, ومن خلال هذه الشراكة أصبحت لديه حقوق الاستخدام والنشر للخبرات والمصادر المنفردة لهذه المؤسسة, والتي يسعدني أن يوافيني بما تنشره وببعض مطبوعات إيجلز لتعم الفائدة علي الأسرة المصرية في كل مكان.ونحن نحلم كما يحلم الأستاذ سامي يعقوب أن تستطيع كل أسرة أن تجد مصادر للمعرفة والتنوير, وأن يجد المتزوجون حديثا ما يرشدهم لإدارة دفة الحياة بنجاح, وأن يستطيع كل الآباء والأمهات ما يعينهم علي تربية الأبناء, وأن يستطيع كل الشباب في مرحلة المراهقة أن يعرفوا كيف يبنون شخصياتهم لمواجهة هذه الفترة بضغوطها المتعددة في الإعداد لفترة المراهقة منذ الطفولة, والبداية السليمة تقود إلي النهايات السليمة فأمام الآباء والأمهات فترة عشر سنوات لإرساء أساس من القيم والتوجيهات التي تمكن لأطفالهم التكيف والتوافق مع الضغوط ومشكلات مرحلة المراهقة والبلوغ…فمرحلة المراهقة يتمني الوالدان أن تمر علي أولادهما بلا مشاكل أو شطحات أو انزواء وابتعاد عن الوالدين أو انحراف بشكل أو بآخر, فهي فترة حرجة قد يسودها التوتر والقلق ويكثفها الحرج.
إن الأطفال يراقبون الأب والأم, ويلاحظون التفاصيل الدقيقة لسلوكياتهما وأسلوب تعاملهما وقيمهما في الوقت الذي نظن فيه أنهم صغار ولا يدركون ما يحدث أمامهم, مع أنهم رغم صغرهم لديهم قدرة علي الملاحظة ورصد كثير مما يحدث أمامهم وفي حضورهم, ويستطيعون اختزانه وتذكره, ولذلك علي الوالدين أن يتذكروا ذلك, وأن يحرصا علي تصرفاتهما وكلامهما وما يصدر عنهما, وأن يكون هدفهما أن يرا أولادهما وأن يسمعا طلبات الحب والعطف والمودة, وأن يروا ذلك فسوف يتأثرون به وسوف يوجه سلوكهم عندما يكبرون.