تفجرت أزمة معهد الأورام القومي مؤخرا بعد توصية تقرير هندسي بهدم المبني الجنوبي,وهو المبني الذي لم يمر علي بنائه سوي 20عاما,وسيطرت حالة من الغموض علي الإجراءات التي أعلنتها جامعة القاهرة في بيانها الإعلامي حول موقف إخلاء المبني لحين الانتهاء من إصلاحه,والذي يستغرق عام ونصف العام إلي عامين يظل خلالها مرضي الأورام السرطانية يعانون المعاناة من جراء قرار نقل المعهد إلي مدينة الشيخ زايد.
حول هذه الأزمة التي مازالت مستمرة أجرتوطني هذا التحقيق.
تصدع وتهالك المبني!
في البداية قال الدكتور حاتم أبو القاسم نائب مدير المعهد القومي للأورام إن المعهد مقسم إلي مبني شمالي وآخر جنوبي,والمبني الشمالي هو ما يحدث به بعض الترميمات,حيث تم نقل الأجهزة والمعدات الطبية والمرضي وطاقم التمريض إلي مستشفي الطلبة,ومستشفي المنيل الجامعي لإجراء الترميمات,ولإجراء العمليات الجراحية اللازمة للمرضي.حيث يستوعب مستشفي الطلبة حوالي60سريرا,أما مستشفي المنيل يستوعب حوالي 40سريرا.
أشار الدكتور حاتم إلي أن معهد الأورام كان به حوالي6حجرات لإجراء العمليات الجراحية,ولكن الآن لدينا حوالي 4حجرات للعمليات,تتم في مستشفي الطلبة والمنيل الجامعي,حيث تجري في اليوم الواحد من أربع إلي ست عمليات جراحية كلها بالمجان,أما عن القسم الجنوبي فقد تم إنشاؤه في الثمانينيات وتم استلامه جزئيا عام1990 ونهائيا عام1993,وتم إخلاؤه بالكامل نتيجة تصدعه وتهالك بعض الأدوار به,إلي جانب انهيار بعض أجزائه,لذا تم إخلاؤه حرصا علي حياة المرضي وحتي يتم ترميمه.
أوضح الدكتور حاتم أن تكلفة إنشاء المعهد حوالي 120مليون جنيه تقريبا,بخلاف الأجهزة والمعدات الطبية.
وعن مسئولية انهيار المبني ومحاسبة المقصرين أوضح أن ذلك يرجع إلي اللجنة الهندسية المتخصصة,وأن 85% من المرضي يعالجون بالمجان,وأن نسبة قليلة لا تتجاوز 15% هم من يعالجون اقتصاديا,حيث تتكلف العملية العادية حوالي 10آلاف جنيه,والعملية المعقدة والكبيرة تتكلف حوالي40آلاف جنيه,وكل هذا يأتي عن طريق تبرعات رجال الأعمال,لأن ميزانية المعهد لا تكفي لإجراء هذه العمليات,ولكن من يفعل الخير كثيرون.
أضاف الدكتور حاتم أن مستشفي سرطان الأطفال 57357 العدد بها غير كاف لاستقبال أية حالات جديدة,ولها قدرة استيعابية معينة من المرضي لا تستطيع زيادة عددها,وأنه جار حاليا بناء معهد متكامل للأورام في السادس من أكتوبر يستوعب الكم الهائل من المرضي,حيث يتردد علي المعهد يوميا قرابة2000 مواطن,مشيرا إلي رفض وزارة الصحة التعامل مع معهد الكبد كحل مؤقت لأنه يتبع وزارة الصحة,وأن المعهد القومي للأورام يتبع وزارة التعاليم العالي,وللأسف يدفع المرضي ثمن أخطاء المسئولين.
أشار طاقم من التمريض بالمعهد القومي للأورام إلي أنهم منتسبون إلي مستشفي المنيل الجامعي,مطالبون بمساواتهم مع زملائهم في مستشفي الطلبة,وأن تكون هناك لجنة إشراف من المعهد مسئولة عن حضورهم وانصرافهم وتقييمهم,وتكون من داخل المعهد وليست من مستشفي المنيل الجامعي.
كارثة انهيار معهد الأورام!
من جانبه أوضح الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب أن المواطن المصري البسيط هو الذي يقع عليه الضرر,وأن كارثة انهيار المعهد القومي للأمراض كارثة فعلية لمعهد ينهار وعمره لا يتجاوز 20عاما,مما يعد إهدارا للمال العام وسوءا للتخطيط من قبل الدولة,وأن النيابة تحقق في الأمر بجدية,ولابد من إيجاد بديل وسريع للخروج من تلك الأزمة.
أما عادل حامد عضو بمجلس الشعب عن دائرة السيدة زينب أوضح أن المسئولية تقع كاملة علي الحكومة,والذي يدفع الثمن هو المواطن البسيط,الذي يقع ضحية الإهمال والفوضي وسوء التخطيط,معتبرا ما حدث صورة متكررة للفساد في المجتمع,متساءلا ماذا نفعل في المرضي الذين لا يتوافر لهم العلاج,ويأتون من أماكن بعيدة للحصول عليه مجانا؟!.
أشار النائب حامد إلي أنه تقدم بطلب إحاطة عاجل إلي مجلس الشعب لسؤال الحكومة عما حدث في المبني,ومن المسئول عنه,ومن سيدفع ثمن حقوق المواطن البسيط المهدرة؟!.
المعهد ليس له ترخيص!
صرح مصدر مسئول بحي السيدة زينب قال إن المباني الحكومية القديمة كانت تنشأ دون ترخيص,ولهذا فمعهد الأورام ليس له تراخيص بناء بالحي طبقا للقانون رقم 106 لسنة1976,والمعهد يقع تحت مسئولية جامعة القاهرة.
مشيرا إلي أن هناك عدة عوامل ساعدت علي تآكل المباني,قد يكون منها العلاج الكيماوي الذي أثر علي الخرسانات,والمكيفات الغلابات,وأيضا زيادة عدد المترددين علي المعهد من مرضي وزائرين,مؤكدا أنه صدر قرار ترميم للمعهد في عام2005 ولكن لم يتم الترميم.وأرجع السبب إلي عدم وجود ميزانية للترميم واحتمالية وجود خلافات مع المقاول,وأن بعض صدور قرار النائب العام بإخلاء المعهد,تقدم المعهد بطلب رخصة ترميم,وصرح الحي بهذه الرخصة وجار الترميم.
وعلي صعيد آخر قال أحد أعضاء جمعية أصدقاء معهد الأورام إن الجمعية تقدم خدمات للمرضي,تعتمد علي المتطوعين من الشباب للجلوس مع الأطفال والمرضي كبار السن ومساعدتهم نفسيا وماديا وإنهاء كافة الإجراءات الروتينية لهم,كما تقوم الجمعية بتقديم تبرعات لهؤلاء المرضي,كما توفر عربات لنقل المرضي إلي مستشفي الطلبة من الساعة الثامنة صباحا وحتي الساعة الخامسة مساء يوميا.
أما الدكتور شريف عبد العزيز مدير الأورام سابقا وأستاذ الجراحة العامة حاليا قال إن العمليات الجراحية التي تجري حاليا بمستشفي الطلبة والمنيل الجامعي حوالي30% إلي40% من نسبة العمليات التي كانت تجري في معهد الأورام في الجانب الجنوبي (المغلق الآن),وأن الجانب الشمالي مجهز بجميع الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة,وأن هناك حلا وهو بناء معهد الأورام بالشيخ زايد علي مساحة 40فدانا لكن بنائه سيستغرق من5إلي6سنوات بناء علي تخطيطات جامعة القاهرة.