طرح خبراء دعوة لبناء مصر الحديثة والعمل علي الاتفاق بعيدا عن الصراعات التي تطفو علي الساحة من جراء التيارات الدينية ودعا البعض بضرورة إلغاء خانة الديانة لمناهضة التمييز الديني.
القس رفعت فكري راعي الكنيسة الإنجيلية يقول إن الوقت يحتاج لوقفة معا من أجل مصر الحديثة يتضح في كلماته معا أي أنه يقصد كل المصريين بمختلف طوائفهم وعقائدهم, وهو ما يعني عدم إقصاء أي تيار أو طائفة أو جماعة عن مشاركة بناء الوطن وضرورة النظرلدول كثيرة بالعالم توجد مئات الأديان والجنسيات غير اليهودية والمسيحية والإسلام, ورغم ذلك لا نسمع عن مشكلات طائفية بها, ويعيشون علي مبادئ التعددية وقبول الآخر ويقبلون حتي من ليس له دين لأن الكل خليفة الله, مشيرا إلي أن مصر دولة عريقة تكونت خلال الحقبة الفرعونية التي امتدت 2700 عاما, وأن المحزن أن هناك جماعات تريد محو هذا التاريخ وتحطيم التماثيل والآثار كما حدث في طالبان, وأيضا هناك فترة الهلمونية والفترة الرومانية التي تشكل 611 وهي فترة ظهور المسيحية من تاريخ وأيضا الفترة الإسلامية ومدتها 1370 عاما ولذا الفرعونية تشكل 53% من تاريخ مصر والفترة الهملونية 7% والمسيحية 12% والإسلامية 27%.
وأشار فكري إلي أن مصر الحديثة تشمل مجموعة من القيم الحداثية ترتبط بالقانون وفصل الدين عن نظام الحكم وليس فصله عن الدولة, لأن الدين من الثوابت ولكن الحكم زائل والشعب المصري بطبيعته متدين وما يروج بأن المدنية أو العلمانية إلغاء للدين أكذوبة للخداع السياسي, فالدول التي أخذت بنظام الحكم الديني فشلت وتحولت إلي بؤرة صراعات وحروب, وأن الله أعطانا العقل وقال لنا أنتم أعلم بشئون دنياكم, ولذا فالقانون هو العدل الذي يرضي الله والحداثة تقوم علي احترام قيم وحقوق الفرد في حرية الرأي والتعبير والعقيدة والمساواة, وأن هذا ما نريد بناءه بعيدا عمن يلعب بمشاعر البسطاء باسم الدين بحجة تطبيق شرع الله.
أما الصحفي والكاتب أشرف راضي فأكد أن مصر دولة حديثة ولم تكن حديثه إلا بالخروج من عباءة الخلافة العربية والإسلامية عندما قررت أخذ مسار الانفتاح علي العالم في نهاية الخلافة العربية عندما أحدثت الحملة الفرنسية الصدمة لتحديث مصر وهذا هو التحدي نفسه الذي تواجهه مصر بعد الثورة لنقلنا للحداثة مرة أخري بعيدا عن الجماعات التي تريد استيراد نظم للحكم المتخلفة, التي تعاني من صراعات وإهدار لكرامة وحقوق الإنسان, فالمسألة ليست مجرد نص يطبق حرفيا لأننا نجد اليوم تركيا تطبق العلمانية وأصبحت ما هي عليه يفوق بمراحل وأضعاف ما نحن عليه وما عليه الدول التي تطبق الشريعة مثل السودان لأن الدولة الحديثة لا يمكن أن تضعف فيه حقوق أو حريات الفرد.
وعلقت جيهان خضير, مدير مؤسسة اللوتس, أن المدنية تعني التسامح والعدالة والمساواة ومصر طوال عصورها الحديثة دولة مدنية ونتمني أن يأتي اليوم الذي لا نقول فيه مسلم أو مسيحي بل نقول مصر, لذلك تقوم من خلال مؤسستها بحملة لإلغاء خانة الديانة من البطاقة حتي يتم مناهضة التمييز علي أساس الدين لأن الديانة هي علاقة فردية بين الشخص وربه وفي النهاية جميعهم مصريون.