انتهت الحفلة التنكرية التي كانت تدار في الظلام, لتصعيد الحرب السرية, في مكان ما في الغرب يتم متابعة اختراق السفارة البريطانية في طهران ومعرفة من هم الذين وقفوا وراءه سواء ميليشيا الباسيح أو القوات الإيرانية وقد ظهر في الصورة أحد أهم الشخصيات الخطيرة جدا وهو قاسم سليمان وهو المسئول الأول عن التفجيرات وهو رئيس منظمة القدس وهي منظمة إرهابية دولية تقودها ريران وتعتبر هذه المنظمة الذراع اليمني للحرس الثوري الإيراني.
وقاسم سيلمان تثبت تورطه في أعمال الإرهاب الدولي المخلة بالشرف وتم فرض عقوبات دولية عليه في عام 2007م وكان ضابط عمليات بحزب الله وهو أيضا من أرسلته حكومة طهران إلي دمشق للمساعدة في قمع المظاهرات ضد نظام الأسد وهو المسئول عن السياسة الإيرانية تجاه العراق وغزة ولبنان وأفغانستان, باختصار سليمان هو الروح السائدة في العرس الثوري بل وفي إيران عامة وتعتبر تصريحاته مهمة وخطيرة.
ولكن المثير للعجب هو تصاعد التوتر الموجود بالقيادة الإيرانية بين الزعيم الروحي علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومحاولاتهم لتهميش دور الرئيس.
وعلي أثر ذلك صرحت هيلاري كلينتون في الأشهر الأخيرة قائلة الغرب لم يعد يعرف من يحكم إيران.
وقد صرح الجنرال الأمريكي ديفيد بطريوس: إن الصحوة الإسلامية تتجه الآن نحو الأمريكيين وأن أمريكا لا تواجه إيران واحدة وإنما هناك حزمة من النسخ الإيرانية مقبلة في المنطقة فإيران تريد مصر إيران أخري وكذلك البحرين وليبيا واليمن, فإيران لديها مصطلح كربون تصدير الثورة وهو الاسم الحرك الذي أطلق علي العمليات العسكرية والاستخباراتية في الخارج للسياسة الإيرانية.
وعلي صعيد آخر يجب قطع العلاقات الدولية المالية مع إيران كما فعلت بريطانيا قبل بضعة أسابيع ولكن إيران تتبني موقفا استفزازيا بمحاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا.
وإيران تعتبر أن الهجوم علي برنامجها النووي قد تخطي المرحلة, ويري المحللون أن القصد من اقتحام السفارة البريطانية هو تحويل انتباه الرأي العام عن الهجمات علي منشآت إيران العسكرية ومن المتوقع أن يكون رد فعل إيران انتقاميا واسع النطاق ويصل إلي أبعد بقعة في العالم لذلك فقد دقت إسرائيل جرس الإنذار لكل مؤسساتها الإسرائيلية واليهودية في كل العالم بالانتباه والحذر من الهجمات الإيرانية.
ولكن القضية النووية الإيرانية ليست مشكلة إسرائيلية فقط بل عالمية وقد يقول البعض إنه من الممكن في وسط خضم موجة الثورات التي تجتاح العالم العربي يجعل إيران قادرة أن تصبح رائدة في المنطقة دون برامج نووي عسكري, ولكن هذا البرنامج جعل إيران محلك سر منذ أربعة عقود والعالم العربي ينظر إليها باشمئزاز وقلق.
وإيران يمكن أن تقول لنفسها إن المنطقة كلها ستصبح إيران ولكننا نقول إن طهران مازالت تعاني انقطاع التيار الكهربي بها بسبب نقص الطاقة ويمكن أن تعول أيضا إنها واحدة من أهم الدول المنتجة للنفط في العالم, ولكن تقول إنها ليس لديها القدرة علي تكريره بالطرق الحديثة والاقتصاد متعثر وفاسد وتم قمع التمرد الشعبي بأكثر الوسائل العنيفة.
والقادة العسكريون هم ضحايا الاغتيالات والتوغل والانفجارات الغامضة لأن إيران مكروهة ومعزولة وردود الفعل البريطانية هي الاشمئزاز منها, ففي عام 1979 استولي الإيرانيون علي السفارة الأمريكية و2011 دمروا السفارة البريطانية.
إذن جمهورية إيران الإسلامية تمثل لنا الفشل والفشل الخطير.
ترجمة من العبرية:
بولس ساويرس