نظمت مجموعة من السلفيين بالتعاون مع ائتلاف دعم المسلمين الجدد مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة الماضي تنديدا بمقتل سلوي الزوجة التي قتلها أخواها بعد إسلامها وزوجاها بثماني سنوات وكذلك تنديدا باحتجاز كاميليا شحاتة – حسب وصفهم – في أحد الأديرة.
خرجت المظاهرة من أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس واستمرت حتي وصلت أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية حيث انضمت إليها المظاهرة التي خرجت من مسجد النور بالعباسية وتبع ذلك إقامة المتظاهرين صلاة العصر أمام الكاتدرائية.
حاصرت قوات الجيش موقع الكاتدرائية ومنعت المتظاهرين من المرور أمامه وسمحت لهم فقط بالمرور من الطريق المؤدي إلي العباسية.
استخدم المتظاهرون سيارات نصف نقل مجهزة بميكروفونات وأعدادا كبيرة من الشباب ترتدي أزياء موحدة الألوان برتقالية وخضراء اللون يوجهون المتظاهرين.
اللافت للنظر عند مرور التظاهرة أمام المستشفي القبطي حاول البعض الهجوم علي المستشفي بينما منعه المسئولون عن النظام في المظاهرة.
أصر المتظاهرون علي الاعتصام بعدأن تزايدت الأعداد مما دفع البعض للتخوف من العواقب.. وجرت اتصالات واسعة وعند علم شيوخ السلفيين ببقاء المتظاهرين أمام الكاتدرائية أجري كل من الشيخ الدكتور محمد عبدالمقصود والشيخ ياسر البرهامي اتصالا هاتفيا تمت إذاعته عبر مكبرات الصوت, دعا فيه المتظاهرين للتوجه نحو مسجد النور بالعباسية وعدم الاعتصام أمام الكاتدرائية.
استجابت أعداد كبيرة للدعوة وتركت المكان ومنهم جميع المنضمين لائتلاف دعم المسلمين الجدد بينما أصر البعض علي الاعتصام أمام الكاتدرائية.
يقول خالد المصري المشارك في المظاهرة ومنسق عام المركز الثقافي للحوار -منظمة حقوقية دولية تهتم بملف المسلمات الجدد: لماذا لم يصدر بيان اعتذار من الكنيسة عن مقتل سلوي وابنها الرضيع؟ في حين نشر الأزهر اعتذارا رسميا في واقعة قطع أذن أيمن متري؟.
قاطعته قائلة: لأن من قتل سلوي تم القبض عليه بينما من قطع أذن أيمن حر طليق, وهنا قال خالد: نحن نريد إرساء الحقوق والمساواة والعدل بين الطرفين فكما اعتذر الأزهر لمتري, علي الكنيسة الاعتذار عن مقتل سلوي, وكما تم القبض علي قتلة سلوي يجب القبض علي من هدموا كنيسة صول وكل من يخطئ من الطرفين يلقي عقابه بنوع من المساواة.
أما عن موضوع كاميليا شحاتة فيقول المصري: موضوع كاميليا مستمر منذ عشرة أشهر ولم نجد له حلا من النظام السابق أو المجلس العسكري حاليا, وسوف يتم الحكم في القضية المرفوعة في مجلس الدولة ضد الحاكم العسكري والبابا شنودة ووزير الداخلية بصفتهم يوم 24 مايو المقبل, مؤكدا أن موضوع كاميليا حقوقي بحت, فالاعتراض علي احتجازها دون إرادتها وليس لكونها ستعلن أنها مسلمة من عدمه.
حمادة يوسف عبدالمولي باحث في الدراسات الإسلامية يقول: السلفيون ليست لديهم رؤية سياسية, وكل ما يهمهم إثبات وجودهم علي الساحة في المرحلة الآنية, وذلك في مواجهة القوي السياسية الأكثر تنظيما وتواجدا وأهمها الإخوان المسلمون.. خاصة أن السلفيين المتشددين ليس لديهم أي طرح سياسي, لذلك يحاولون التركيز علي قضايا فرعية وتجييش الرأي العام في الشارع لصالحهم.
ويضيف عبدالمولي قائلا: أما موضوع كاميليا شحاتة وقولهم إنها حالة حقوقية بحتة فهذا مردود عليه.. فهم لا يقبلون العكس وإن حدث وتحول أي منهم من الإسلام إلي المسيحية لطالبوا بقتله, لذا فما يقال عن أنها حالة حقوقية خداع المقصود منه استخدام قضية كاميليا للتأكيد علي الهوية الإسلامية التي يريدونها لمصر, وهذا دليل قوي علي الإفلاس الفكري والسياسي والحقوقي.