التاريخ هو الذي يصنع الضمير الوطني والقومي للأمة, لذلك درجت الأمم علي العناية بتاريخها, والتنقيب فيه باستمرار, وإجلاء ما غمض منه لكي تتعرف علي ذاتها وتستكشف شخصيتها, وتعرف ما اسهمت به في الحضارة البشرية وتبين حجمها بين الأمم.. والتاريخ هو ذاكرة البشرية, وهو وسيلتها لفهم الحاضر والاستعداد للمستقبل. وشعب بلا تاريخ هو كإنسان بلا ذاكرة, لا يستطيع ممارسة خبراته أو التعرف علي قدراته, أو مواجهة حاضرة, أو التعامل مع مستقبله, ومن هنا فمعرفة التاريخ شرط أساسي لفهم الحاضر وبناء المستقبل, لقد بدأ وعي الشعب المصري علي المصرية أو علي القومية المصرية بسبب الظروف الطبيعية لمصر التي أنشأت مجتمعا زراعيا علي ضفتي وادي النيل, تجمعه فائدة مشتركة في إقامة حكومة مركزية, وتكوين كيان موحد ينظم الإفادة من حياة النهر, ويدرأ به خطر فيضائه. وقد ظل هذا الكيان الموحد قائما منذ القدم, وعبر مختلف العصور وتعاقب الغزاة والعهود فتكونت مقومات القومية المصرية منذ القدم, لتسبق مقومات أية قومية أخري عبر التاريخ.. لقد دخل المصريون في عام 1907 في نمط جديد من الحياة الحزبية أو الحياة السياسية والمشاركة في العمل الوطني بوجود الحياة الحزبية أو العمل الحزبي, ويمكن القول بأكثر دقة إن نمو الحركة الوطنية المصرية عمل علي حتمية وجود الحياة الحزبية في مصر وضرورة العمل الحزبي من خلال أحزاب منظمة لها برامج وأيديولوجيات وهياكل تنظيمية لهيئاتها السياسية والجريدة التي تعبر عنها ففي عام 1907 كان ميلاد الأحزاب السياسية المصرية بتياراتها المختلفة في العمل الوطني, ويذكر أن هذه التجربة المصرية للحياة الحزبية كانت قد استمرت قائمة فعليا منذ عام 1907 وحتي سنة 1952 حين قامت ثورة 23 يوليو بإلغاء وحل جميع الأحزاب السياسية القائمة علي الساحة المصرية, ثم عاد نظام التعدد الحزبي من جديد في نوفمبر عام 1976 وحتي وقتنا هذا.. وكان الحزب الوطني هو أول هذه الأحزاب وبالطبع ليس هو نفسه الحزب الوطني الذي تم حله بقرار المحكمة في منصف أبريل الماضي والذي نشأ علي أنقاض حزب مصر العربي الاشتراكي وظل الرئيس الراحل السادات رئيسا له حتي اغتيل في يوم 6 أكتوبر عام1981, وتولي رئاسته حسني مبارك حتي سقوطه وتنحيه عن حكم البلاد.
* تأليف الحزب الوطني السري تحت رئاسة الخديو:
كان أول حزب سياسي في مصر هو الحزب الوطني الذي تأسس في يوم 22 أكتوبر عام 1907 علي يد الزعيم الراحل مصطفي كامل وتولي رئاسة الحزب من بعده محمد فريد وكان حزب الأغلبية الساحقة من الشعب. علي أنه قبل هذا بنحو إحدي عشرة سنة تقريبا وعلي وجه التحديد في عام 1896 كانت هناك محاولات من جانب الخديو عباس حلمي الثاني لتجميع قوة وطنية كاسحة تعمل مع مصطفي كامل في خدمة القضية الوطنية وتكللت هذه المحاولات بالنجاح من خلال تأليف جمعية سرية تحت رئاسة الخديو أطلق عليه الحزب الوطني وكانت الظروف السياسية علي الساحة المصرية قد تهيأت لذلك حين ألف أحمد لطفي السيد الذي كان قد عين وكيلا للنيابة في ذلك العام جمعية سرية من زملائه غرضها الأساسي كما يقول هو نفسه: تحرير مصر وضمت هذه الجمعية فيمن ضمت كلا من عبد العزيز فهمي وأحمد طلعت رئيس النيابة, وهذا الحزب الوطني الذي يتحدث عنه أحمد لطفي السيد غير الحزب الوطني الذي ألفه مصطفي كامل في عام 1907, فالأول كان عبارة عن جمعية سرية تحت رئاسة الخديو, وكان يجتمع بها ليلا في مسجد بناحية سراي القبة, والثاني هو الحزب الوطني الذي ألفه مصطفي كامل في ظروف مختلفة تماما. ويقول أحمد لطفي السيد إن أسماء هذه الجمعية السرية كانت مستعارة, فقد كان اسم الخديو بين الأعضاء الشيخ, مصطفي كامل أبوالفداء, أحمد لطفي السيدأبومسلم! وكانت فكرة الخديو هي إنشاء جريدة في مصر تقاوم الاحتلال البريطاني وتكون غير خاضعة لسلطة الاحتلال. وخلال عام 1899 أخذ مصطفي كامل يعد العدة لإصدار جريدة يومية يتصل من خلالها بالرأي العام في مصر, خصوصا بعد أن أخذت جريدة المؤيد الوثيقة الصلة بالخديو, تبدي نوعا من الفتور في نشر بعض مقالات مصطفي كامل بسبب فتور علاقته مع صاحبها, وصدر العدد الأول من جريدة اللواء يوم الثلاثاء الموافق 2 يناير عام 1900, وبصدور اللواء يدخل نضال مصطفي كامل الوطني منعطفا خطيرا, فهو يمثل البداية الحقيقية لصياغة الرأي العام في مصر صياغة وطنية صلبة ضد الاحتلال, ويمثل بالنسبة لمصطفي كامل البداية الصحيحة لزعامته السياسية.
لكن إنشاء جريدة اللواء كان بمثابة اللبنة الأولي في تأسيس الحزب الوطني, ليس بمعني الجمعية السرية التي تألفت قبل أربع سنوات تحت رئاسة الخديو, وإنما بمعني الحزب الجماهيري الذي يعمل تحت رئاسة مصطفي كامل, والذي ارتفع بمستوي المعركة التي كانت دائرة علي السلطة بين الخديو عباس والإنجليز إلي مستوي معركة وطنية لتحرير البلاد, وفي الحقيقة أن الأحزاب السياسية في مصر نشأت في تلك الفترة التاريخية في شكل صحف سياسية!! ثم اعلنت نفسها فيما بعد أحزابا. فقد ظهر حزب الأمة أول ما ظهر في شكل صحيفة سياسية باسم الجريدة صدرت في يوم 9 مارس عام1907, كما تحولت جريدة المؤيد إلي حزب الإصلاح علي المبادئ الدستورية في يوم 9 ديسمبر عام 1907, ثم تحولت جريدةاللواء إلي الحزب الوطني في يوم 22 أكتوبر عام1907 وهذا هو الذي دعا بعض المؤرخين إلي وصف هذا الطور من أطوار الحركة الوطنية باسمالطور الصحافي!, وقد بني التيار الغالب سياساته ومواقفه السياسية علي العداء للاحتلال الإنجليزي والسعي للتخلص منهم والارتباط بالدولة العثمانية صاحبة السلطة القانونية في البلاد, إلي جانب الاتفاق مع خديوي مصر, وكانت جريدة اللواء هي صوت الحزب ولسان حاله.
بذور زعامة الحزب الوطني ولجانه الفرعية في البلاد:
هكذا اشتد ساعد الحركة الوطنية العادية للاحتلال البريطاني بعد حادثة دنشواي عام 1906, وأسس مصطفي كامل الحزب الوطني عام 1907, وفي يونيو سنة 1897 كان قد ألقي كلمة بمدينة الإسكندرية قال فيها: إن المسلمين والأقباط شعب واحد مرتبط بالوطنية والعادات والتقاليد ولا يمكن التفريق بينهما مدي الأبد, وقال في خطبة أخري القاهاعلي مسرح زيزينيا بمدينة الإسكندرية وحضرها نحو سبعة آلاف من المصريين في يونيو عام 1900 كيف يستطيع رجل وطني أن يدعو إلي الثقافة والبغضاء فالأقباط هم إخوة لنا في الوطن تجمعنا بهم أشرف رابطة وقد عشنا معهم القرون الطوال علي أتم وفاق وأكمل اتفاق, وقد ارتبط المصريون بالزعيم مصطفي كامل باعث الحركة الوطنية واليقظة القومية بعد الانكسار الذي حدث في البلاد إبان عام 1882 بهزيمة أحمد عرابي واحتلال الإنجليز لمصر, لذلك حين أسس الزعيم الراحل مصطفي كامل الحزب الوطني اقتلت أعداد هائلة من الجموع للانضمام إلي الحزب, فقذ بلغ عدد الأعضاء الحاضرين في أول اجتماع للجمعية العمومية في ديسمبر عام 1907 نحو 1019 عضوا, بينما بلغ عدد المعتذرين حوالي 846 عضوا, أي أن عدد الأعضاء في الحزب كان يقرب من ألفي عضوا, بالإضافة إلي غيرهم من الأعضاء غير العاملين, ومن هذه الجمعية العمومية انبثقت اللجنة الإدارية المكونة من 30 عضوا بخلاف الرئيس (مصطفي كامل). كما كان للحزب لجانا فرعية في المدن الكبري علي مستوي القطر المصري كانت ميدانا لنشاط ألغب المصريين, وانضم الكثيرون من الأقباط إلي الحزب الوطني كما انتخب من بين لجنة الثلاثين الإدارية الأستاذ ويصا واصف رئيس مجلس النواب سابقا, ولم يكن للدين أي مكان في برنامجه فلم يرسم حدودا فاصله بين المسلم والقبطي, وكانت مصر المتحدة هي حلمه الأسمي وهدفه ونجح مصطفي كامل في إدماج بعض الأقباط مع المسلمين داخل حزبه وحثهم علي التخلص من منافساتهم وتعصبهم مما حدا إلي اعتباره أول مؤسس للوحدة الوطنية يضم المسلمين والأقباط في تنظيم سياسي واحد منظم, ورغم كل مظاهر الوحدة الوطنية هذه فإن الحزب الوطني كان مصريا بالدرجة الأولي وإسلاميا بالدرجة الثانية, ورغم وطنية دعوة مصطفي كامل لجلاء الإنجليز عن مصر إلا أنه لم يكن وطنيا كاملا من وجهة نظر كثير من الأقباط, ففي الوقت الذي دعا فيه إلي جلاء البريطانيين عن مصر وغدر بهم وبأعمالهم, وذكر علي المصريين تهاونهم واستسلامهم وتسليمهم للبريطانيين لم يذكره الأتراك بسوء إذ كان يؤمن بالولاء التام للسلطان العثماني ودعا إلي الخضوع له, وكان مصطفي كامل من خلال اللواء جريدة حزبه لا يدخر وسعا في دعوة الشعب المصري إلي الالتفاف حول الخديو عباس الثاني باعتباره – حسب قوله – أول أمير أرشد الأمة إلي محبة الوطن وأوقفها علي ما لها من الحقوق, وما يجب أن تكون عليه من المجد الجزيل والشرف الأثيل, كما آمن أيضا بالجامعة الإسلامية دينيا وسياسيا, ولم يستطع هؤلاء الأقباط أن ينهضوا هذه الدعوة فهم وإن آمنوا بعدم شرعية الاحتلال البريطاني إلا أنهم لم يستطعوا أن يؤيدوا دعوة تدعوهم إلي أن يستبدلوا بالسيد البريطاني سيدا آخر وهو السيد العثماني الذي قاسوا من حكمه كثيرا – ولذلك وقف غالبية الأقباط من حركة مصطفي كامل وقفة المتردد غير المؤمن بها فلم ينضم إلي الحزب الوطني إلا ويصا واصف ومرقس حنا وقلة قليلة جدا من الأقباط, ومن أشهر كلماته: بلادي بلادي لك حبي وفؤادي لك حياتي ووجودي. لك دمي ونفسي. لك عقلي ولساني. لك لبي وجناني فأنت الحياة ولا حياة إلا بك يا مصر, وقال أيضا: لو لم أكن مصريا لودت أن أكون مصريا, ولكن بسبب السياسة الإنجليزية في إثارة الفتنة الطائفية بين الأقباط والمسلمين وقيام حرب المقالات الصحفية بين الفريقين إلي جانب الدعوة إلي قيام الجامعة الإسلامية داخل الحزب نجد أن كثيرين من الأقباط قدموا استقالاتهم من عضوية الحزب, وفي مقدمتهم ويصا واصف وذلك في أغسطس عام 1908 بعد وفاة مصطفي كامل المفاجئة في يوم 10 فبراير, ولم ينجح خلفاؤه في حفظ الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين.
* اندماج الأقباط في العمل الحزبي والوطني
هكذا شارك الأقباط بفاعلية تامة حقيقية في كل مراحل العمل الحزبي بدءا من الاجتماعات التأسيسية والتشكيل وصياغة البرامج والأيديولوجيات التي تعبر عن مبادئها العامة وأفكارها والصحف التي تتكلم بلسانها وتعبر عن تيارها ومنهجها في العمل الوطني والمشاركة الإيجابية في كل قضايا الوطن والموقف تجاه الاحتلال الإنجليزي وعند تولي المسئولية في تشكيل الوزارات التي تحكم البلاد أو في عضوية البرلمان المصري مجلس الشعب القائم بالانتخابات الحرة نجد المشاركة الإيجابية الفعالة للأقباط بلا افتعال رغم كل الصعوبات وكافة الظروف التي مرت علي الحياة السياسية بمصر, ويمكن أن نوضح أسباب هذه المشاركة فيما يلي: أولا: وعي الأقباط بالمشاراكة والمساهمة في قضايا الوطن وهمومه بدافع الانتماء والارتباط بالأرض والكيان المصري والمسيرة التاريخية التي صنعوها وشكلوها وكتبوها عبر العصور, ثانيا: حقيقة الشعب المصري الواحد علي أرض الواقع المصرية في الحياة اليومية المشتركة بين كل أبناء هذه الجماعة الواحدة وما تحمله هذه الحياة المشتركة من تراث وعادات وتقاليد ومبادئ ومفاهيم وقيم ونظم وقوانين وأعراف تعبر كلها في مضمونها عن الإنسان المصري بصرف النظر عن انتمائه الديني إلي جانب الهموم المشتركة والقضايا الواحدة والمصير الواحد والرؤية المستقبلية الواحدة التي تحدد وتشكل المسيرة الوطنية نحو مجتمع واحد ينتمي إلي أرض مصر ونيلها الخالد, ثالثا: إن زعماء مصر ومفكريها والذين تحملوا المسئوليات في قيادة الشعب المصري أكدوا تماما أن الأقباط من نسيج هذا الشعب الواحد وأن الأقباط هم مواطنون مصريون لهم كافة الحقوق وعليهم أداء كل الواجبات تجاه وطنهم الذي يعيشون فيه وبالتالي حرص كل الزعماء علي المشاركة الحقيقية للأقباط والتأكيد علي دورهم المنوطين به, لهذا نجد الأقباط يدخلون كافة الأحزاب السياسية المصرية ويعملون فيها ومن خلالها ويندمجون في كل الأنشطة والمسئوليات التي يحددها كل حزب علي حدة.
* الخاتمة
أخيرا يمكننا التأكيد علي أن نظرة الشعب المصري جميعا مسلمين وأقباط إلي زعيمهم الراحل مصطفي كامل كانت قد تأثرت إلي حد كبير جدا بمدرسة الحزب الوطني في كتابة التاريخ, وهي المدرسة أو الاتجاه الذي كان يمثله المؤرخ الكبير الأستاذ عبدالرحمن الرافعي, الذي كتب سلسلته المعروفة والقيمة في تاريخ الحركة لقومية والوطنية المصرية, ولما كانت مدرسة الحزب الوطني في كتابة التاريخ هي مدرسة سياسية وليست مدرسة تاريخية, فقد ترتب علي هذا الاتجاه اصطباغ نظرة المصريين وتعلمهم لتاريخهم الحديث والمعاصر بصبغة الحزب الوطني السياسية, وهي صبغة منحازة بالضرورة تعمل باستمرار علي تبرير أخطاء الحزب الوطني كلما وجدت إلي ذلك سبيلا, وتصور زعماؤه في حالة من البطولة الفذة المجردة من كل الأخطاء البشرية, وقد ساعد علي نشر وجهة نظر الحزب الوطني في تاريخ مصر ما تمتع به المرحوم الأستاذ عبدالرحمن الرافعي من شهرة واسعة قبل اندلاع الثورة, ثم بعد الثورة – تبني ثورة 23 يوليو عام 1952 لنظرة الحزب الوطني لتاريخ مصر المعاصر, والمعادية لحزب الوفد, بعد اصطدامها به علي السلطة والحكم وعملها علي تصفيته, خصوصا بعد أن لعب الأستاذ فتحي رضوان قطب الحزب الوطني دورا سياسيا في هذا الصدد بعد أن اختير وزيرا للإرشاد القومي علي مدي سنوات عديدة, علي أنه لما كانت المدرسة التاريخية الحديثة تنظر إلي البطولة الشعبية في صورتها الإنسانية, وفي إطار التحامها بالشعب صانع البطولات في الأساس, وتعمل علي تجريدها من هالات البطولة الإلهية المنفصلة عن الواقع المعاش, وتعتمد بصورة أساسية علي الوثيقة التاريخية المجردة التي هي سيدة الأدلة, فمن هنا كان لزاما علينا أن نضع الحزب الوطني وزعيمه الأول مصطفي كامل في محكمة التاريخ, التي تضع هذا الحزب باعتباره بطلا في إطاره التاريخي الطبيعي الذي يستند إلي العلم لا السياسة المفتعلة الزائفة وتعيد إلي التاريخ هيبته ووقاره كعلم من أهم العلوم الإنسانية وليس كأداة في يد المدارس السياسية المختلفة تشكله وتصبغ أحداثه كما تشاء طبقا لأهوائها وأغراضها السياسية ومصالحها الشخصية.
** مراجع الدراسة:
* مصطفي كامل في محكمة التاريخ – سلسلة تاريخ المصريين – الهيئة العامة للكتاب عام 1994 – الدكتور عبدالعظيم رمضان.
* جريدة مصر الجديدة – عددها الصادر بتاريخ أول يناير عام 1987.
* عدد أرشيفي من جريدة المؤيد – لصاحبها الشيخ علي يوسف – صادر بتاريخ 12 أغسطس عام 1896.
* العدد الأول من جريدة اللواء – لصاحبها مصطفي كامل – صادر في يوم الثلاثاء 2 يناير عام 1900.
* الأحزاب السياسية في مصر – الدكتور يونان لبيب رزق.
* الأقباط في الحياة السياسية المصرية – الدكتورة سميرة بحر.
*المسيحيون والقومية المصريةالدكتور زاهر رياض.