عقد الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية مباحثات ثنائية مع نظيره الروماني تيودور باكونشي، عقبها مؤتمر صحفي أكد فيه العربي أن العلاقات بين البلدين قوية وهناك تعاون في عدة مجالات منها الاتحاد من أجل المتوسط، والذى لم ينجح بعد من وجهة نظر مصر، وكذلك تم بحث إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط وهي الرؤية التي اتفقتا مصر ورومانيا حولها، كما تم مناقشة العلاقات الاقتصادية، حيث يبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 400 مليون دولار، وتم بحث سبل رفع مستوى هذا التبادل، وأضاف العربي أنه تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وليبيا وسوريا، وهناك اتفاق تام في الرؤى بين البلدين حول أهمية استقرار المنطقة وتحقيق السلام والعدالة.
وأشار العربي أن من أهم الأمور التي تم التحدث حولها هي الاستفادة من تجربة رومانيا الانتقالية وصولا إلي الاستقرار والديمقراطية، حيث أعربت رومانيا عن استعدادها لنقل تجربتها في الانتقال السلمي والوصول إلي الديمقراطية إلي مصر، مشيرا إلي أن الوزير الروماني أكد أن ذلك يتطلب الصبر لأن التغيير لا يحدث بين ليله وأخرى والمسألة تحتاج إلي دراسة متعمقة وصبر، وقد نقل إلينا الوزير الروماني بعض الأفكار الغير رسمية سيدرسها الجانب المصر بدقة .
من جانبه قال الوزير الروماني إن مصر ورومانيا لديهما علاقات مثمرة منذ أكثر من قرن ونحن نعمل معا لتوسيع مجالات التعاون الثنائي بيننا خاصة بعد الأوضاع السياسة الجديدة في مصر، معربا عن استعداد بلاده لمساعدة مصر في المرحلة الإنتقالية الحالية وايجاد اطار عمل جديد في الحوار بين الاتحاد الأوربي ومصر، وكذلك في إطار الاتحاد المتوسطي، معربا عن أمله في أن تحافظ الإدارة المصرية علي نفس نهج السلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلي أن لدى البلدين آراء متفقة بالنسبة للأوضاع في الشرق الأوسط والسودان.
معلنا أن السفارة الرومانية في مصر أصبح لديها قسم قنصلي جديد سيمنح تأشيرة دخول رومانيا والشينج لرجال الأعمال المصريين في حال اكتمال كافة الأوراق المطلوبة. مضيفا أن هناك حاليا استعداد لتنظيم الجلسة القادمة للجنة الإقتصادية المشتركة بين البلدين كما يوجد تشاور حول الاجتماع القادم لمجلس التعاون الخليجي أو الجانب الأوربي والذى سيعقد في أبوظبي العام القادم، مؤكدا أن مصر ليست لوحدها ولديها أصدقاء مستعدين لدعمها والعمل معها.
وردا علي سؤال حول ما إذا كانت مصر مهتمة بالمساعدات الرومانية للعمل في إطار الديموقراطية قال العربي: نحن نحترم الخبرة الرومانية وعلي استعداد للتعلم منها كما أننا منفتحين علي أى مساعدات بالنسبة للتمويل في هذا الإطار وسنطالب بها في الوقت المناسب، وحول أولوياته في العمل كأمين عام قادم للجامعة العربية وما سيقدمه لمصر قال العربي إنني سأتحدث عن هذا الأمر عندما أتولي منصبي بشكل رسمي، ولكني أود أن أشير إلي أن مصر من الدول المؤسسة للجامعة العربية، كما تستضيف مقر الجامعة علي أرضها، وبالتأكيد فإن القرارات التي ستتخذها الجامعة العربية تؤثر في مصر وكذلك في كل الدول العربية الأخرى، وحول وجه التشابه بين مصر ورومانيا سواء بالنسبة للمرحلة الانتقالية أو بالنسبة لمحاكمة الرئيس الروماني السابق تشوشيسكو والمحاكمة القادمة لمبارك قال الوزير الروماني إن البلدين لديهما نفس التجربة الانتقالية من النظام الديكتاتورى إلي الديمقراطية، ولكن لابد أن يكون الهدف الأساسي هو العمل علي إقامة نظام سياسي يشارك فيه جميع طوائف الشعب، وأضاف أنه بالنسبة للمحاكمات فإن الظروف التي كانت موجودة في رومانيا وقتها لم تمكن من وجود محاكمة عادلة وحقيقية لتشوشيسكو بسبب الموقف الشعبي فقد كانت محاكمة سريعة انتهت بإعدامه لكن الأمور في مصر مختلفة، وبالتالي فإنه لا يوجد تشابه في الموقف بين البلدين.
وحول تقييم وزير الخارجية المصرى لأعمال الاتحاد من أجل المتوسط قال العربي إننا بحثنا هذا الموضوع، ومصر ترى أن الاتحاد لم ينجح بعد وربما يتم في الوقت المناسب إعادة النظر في كل الأمور، مشيرا إلي أن هناك عائق وهو وجود إسرائيل حيث تعترف مصر بإسرائيل ولكن إسرائيل لا تعترف بالأوضاع علي الأرض وبوجود أراضي عربية محتلة. وحول تقييم رومانيا للأوضاع الحالية في سوريا وليبيا ومدى التشابه بينهما قال الوزير الروماني أن العلميات التي تقوم بها قوات الناتو في ليبيا تأتي تحت غطاء قرار مجلس الأمن رقم 1973 ، مؤكدا أن الأوضاع ستكون أفضل عندما يترك القذافي السلة، مشيرا إلي أن الأوضاع في سوريا مختلفة، لكنها لا تتطور بشكل إيجابي، فهناك قهر للمطالب الشعبية ومازلنا نأمل أن يجرى الرئيس السورى بشار الأسد حزمة من الإصلاحات السياسية لتهدئة الموقف.
إ س