كتاب مصر والنيل بين التاريخ والفلكلور تأليف د. عمرو عبدالعزيز, الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة الدراسات الشعبية, تمت مناقشته في إطار النشاط الثقافي المواكب لمهرجان القراءة للجميع وذلك بقصر ثقافة روض الفرج.
شارك في مناقشة الكتاب كل من الدكتور خالد أبوالليل, عصام ستاتي, وأدار الندوة محمود ذكري, ولأن الكتاب يدور حول التصورات الشعبية والأسطورية لمصر وتاريخها ونيلها في الكتابات التاريخية العربية وكتب الرحالة وكتابات الأدب الشعبي, فإن مناقشة عصام ستاتي بوصفه أحد المهتمين بالمصريات قد تناولت الجانب العلمي لهذه التصورات الأسطورية القديمة, وخاصة في العصر الفرعوني, وذلك اعتمادا علي التطورات التي لحقت بعلم المصريات في القرن العشرين التي أجابت عن كثير من الألغاز التي كانت تواجه العقل المصري والعربي قبل ذلك, ومن خلال هذا العرض النقدي حاول عصام ستاتي تأصيل كثير من المصطلحات اللغوية السائدة والعادات والتقاليد والقيم والممارسات الشعبية, من خلال البحث عن أصولها في الحياة المصرية القديمة.
أما الدكتور خالد أبوالليل فقد حاول التفريق بين علم الأسطورة وعلم الفولكلور حيث خلط الكتاب بينهما, كما تساءل عن علاقة التاريخ الشعبي بالتاريخ الرسمي, ومدي الاعتماد علي الوثيقة في التاريخ, حيث رأي – علي خلاف رأي المؤلف – أن الوثيقة مازالت هي الأصل في قراءة الوقائع التاريخية ولكن مع الحذر من القراءة المتعسفة أو المغرضة للوثائق, ومحاولة الاستفادة كذلك من مختلف الكتابات والنصوص الشعبية, مما يؤدي إلي تكامل الدراسة التاريخية والفهم الأعمق للوقائع.
وقد علق بعض الحضور علي فصل الشخصية القومية المصرية في الكتاب لأنه لم يستوف أدوات البحث, وأشار المتحدثون أن موضوع الشخصية القومية شائك ويحتاج إلي بحوث متتابعة للوصول إلي هذه السمات, وستظل الشخصية المصرية تتطور, ذلك أن الثبات قرين الموت والتخلف, مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بالجوانب الإيجابية في هذه الشخصية. ومحاولة تنميتها عبر العمل الثقافي واستنهاض الهمم وهذا ما حاول بعضه هذا الكتاب.