اختتمت أول أمس الجمعة بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم والتي استضافتها مصر علي مدار ثلاثة أسابيع … شهدت البطولة نجاحا تنظيميا واضحا بشهادة المشاركين, كما أضافت البطولة العديد من الملاعب الجديدة التي تمثل إضافة للبنية الأساسية الرياضية مثل استاد برج العرب بالإسكندرية واستاد مبارك بالسويس واستاد الإنتاج الحربي بمدينة السلام, وعلي الجانب الآخر كانت هناك بعض السلبيات, وخاصة فيما يتعلق بالافتتاح ورد الفعل الجماهيري الذي جاء عقب هزيمة منتخبنا للشباب أمام نظيره الكوستاريكي.
حاولنا في التحقيق التالي أن نلقي الضوء علي الإيجابيات والسلبيات التنظيمية التي صاحبت إقامة البطولة في مصر …
التقينا في البداية مع الكابتن عبد المنعم شطة رئيس الإدارة الفنية بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم ##كاف## ولاعب النادي الأهلي السابق, والذي قال: إن تنظيم مصر للمونديال جاء متميزا من ناحية التجهيزات والملاعب وتأمين المباريات, بغض النظر عن بعض السلبيات البسيطة التي ظهرت خلال البطولة مثل المجاملات في دخول أقارب المسئولين لحضور المباريات, وكذلك ما حدث في مباراة الافتتاح باستاد برج العرب, من تأخير دخول بعض مسئولي الفيفا للملعب بسبب حضور الرئيس مبارك, وكان يتطلب ذلك تنسيقا بين اللجنة المنظمة والأمن المكلف بحماية الرئيس, لكن بصفة عامة تقبل مسئولو الفيفا بصدر رحب هذه المسألة.
أضاف الكابتن شطة أن البطولة نجحت أيضا من الناحية الفنية, وأظهرت العديد من المواهب التي سيكون لها شأن كبير في الفترة المقبلة, موضحا أن خروج منتخب مصر من دور الـ16 علي يد كوستاريكا لم يؤثر علي نجاح البطولة جماهيريا, لأن عدد الجماهير التي حضرت إجمالي المباريات تخطي مليون متفرج وهو رقم يجعل من المونديال ثاني أعلي بطولة من حيث الإقبال الجماهيري خلال هذه المرحلة السنية.
وحول ما إذا كان نجاح تنظيم البطولة مؤشرا لما سيحدث في مونديال الكبار العام المقبل بجنوب أفريقيا, أشار رئيس الإدارة الفنية بالاتحاد الأفريقي إلي أن الأمر مختلف نسبيا, فجنوب أفريقيا تعلم جيدا معايير وتعليمات الفيفا, خاصة بعد تنظيمها لبطولة كأس العالم للقارات في شهر يونية الماضي. وقال, علي سبيل المثال, إنه غير مسموح للجماهير في مونديال الكبار بدخول زجاجات المياه أو العبوات البلاستيكية التي يمكن أن تستخدم في الشغب.
سألنا الأمريكي برينت ليثام, مراسل وكالة ESPN الرياضية الشهيرة, عن رأيه في تنظيم كأس العالم للشباب, فأجاب أن التنظيم المصري جاء جيدا للغاية ومن الواضح أنه تم الإعداد لذلك منذ فترة طويلة بشكل مخطط ومدروس, وأوضح أنه كان هناك اهتمام بالتفاصيل الدقيقة وتوفير كل ما يلزم للإعلاميين, فمثلا كانت وسائل المواصلات والانتقالات بين الملاعب المختلفة نقطة إيجابية للغاية, فكنا نتنقل بين المحافظات المختلفة لمتابعة البطولة بسهولة ويسر.
وقال المراسل الأمريكي أنه يعتقد أن تسويق المباريات كان يمكن أن يتم بشكل أفضل من ذلك, فرغم امتلاء مقاعد المدرجات في مباريات منتخب مصر للشباب, إلا أن الاهتمام الجماهيري بالمباريات الأخري كان أقل – وهذا اتضح بعد خروج المنتخب مبكرا من البطولة – واستغربت من ذلك لعلمي أن المصريين يعشقون كرة القدم ويستمتعون بها, وأشار إلي نقطة سلبية ظهرت بشكل خاص خارج القاهرة في المدن الأخري, وتتعلق بغياب العمل والمتابعة من اللجان خلال الأيام التي لا يوجد بها مباريات.
أخيرا أشار برينت ليثام إلي أن الحضور الجماهيري لمباريات منتخب مصر كان أمرا إيجابيا, لكنه كان محبطا من رد فعل الجمهور أثناء وبعد خسارة مصر أمام كوستاريكا, فالخسارة أحيانا هي جزء من لعبة الكرة ويجب تقبل ذلك, ولا ينبغي إلقاء بعض العبوات أو الأجسام الصلبة في الملعب تعبيرا عن الغضب, كما أعرب عن استيائه مما قامت به الجماهير من ملاحقة لاعبي كوستاريكا بأشعة الليزر أثناء اللقاء.
يذكر أن ##بيكا أودريوزولا## – رئيس لجنة الإعلام بالاتحاد الدولي لكرة القدم ##فيفا## – كان من بين الذين تعرضوا للقذف بزجاجات المياه عقب مباراة كوستاريكا, وحاولنا أن نعرف منه رأيه في التنظيم أو في الواقعة, فرفض التعليق وقال: إن الاتحاد الدولي سيتناول كافة الأمور التنظيمية في مؤتمر صحفي يعقد مع ختام البطولة.
ألتقينا أيضا مع أولاليكان سواندي الإعلامي في راديو نيجيريا, والذي أكد أن مصر قدمت صورة رائعة لأفريقيا من حيث التنظيم, وأعرب عن سعادته بالملاعب الموجودة وحسن الاستقبال المصري والإقامة والمواصلات, وقال سواندي إنه يتمني أن يكون تنظيم نيجيريا لكأس العالم للناشئين – الذي ينطلق يوم السبت المقبل – علي نفس هذا المستوي من الإجادة والدقة والالتزام.