مرت الحياة الحزبية في مصر من 1906 إلي 2005 بمراحل عديدة دعنا أولا نذكر جيل الحاضر والمستقبل بها:
المرحلة الأولي من 1906 إلي1914:
الأمةمحمود باشا سليمان-أجمد لطفي السيد
الوطنيمصطفي كامل-محمد فريد
والإصلاح علي المباديء الدستوريةالشيخ علي يوسف
والنبلاءحسن حلمي زادة-محمود طاهر حقي
والمصريأخنوخ فانوس
والأحرارمحمد بك وحيد-محمد بك نشأت
والدستوريإدريس بك راغب
والجمهوريمحمد غانم
والاشتراكيحسن جمال الدين.
الثانية من 1918 إلي1953 وتكونت فيها أحزاب
الوفدسعد باشا زغلول-مصطفي النحاس
والأحرارالدستوريينعدلي يكن
والهيئة السعديةالنقراشي
والكتلة الوفديةمكرم عبيد
والاتحادحسن نشأت
والشعبإسماعيل صدقي
والوطنيحافظ رمضان
والاشتراكي المصري جوزيف روزنتالالذي تحول بعد ذلك إلي الشيوعي المصري.
والإخوان المسلمينحسن البنا
ومصر الفتاةأحمد حسين-فتحي رضوان.
عادت الروح للحياة السياسية أو مايعرف بمرحلة المنابر وهي منبر الوسط أنور السادات.
ومنبر اليسارخالد محيي الدين
ومنبر اليمينمصطفي كامل مراد
وأخيرا الثالثة من 1978 إلي 2005 وفيها أحزاب
الوطني الديموقراطيأنور السادات-حسني مبارك
والأحرار الاشتراكيينمصطفي كامل مراد-حلمي أحمد سالم
وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدويخالد محيي الدين-رفعت السعيد
والوفد الجديدفؤاد سراج الدين-نعمان جمعة-محمود أباظة
والعمل الإشتراكي إبراهيم شكري.
وحزب الأمةأحمد الصباحي
والخضر المصريعبد المنعم الأعصر
والاتحاد الديموقراطيإبراهيم ترك
ومصر الفتاة الجديدمحمد الوصيف
العدالة الاجتماعيةمحمد عبد العال-محمود فرغلي
والشعب الديموقراطينور عفيفي
ومصر العربي الاشتراكيوحيد الأقصري
والعربي الديموقراطي الناصريضياء الدين داود
والتكافل أسامة شلتوت
والوفاق القوميرفعت العجروي
ومصر 2000جمال ربيع-فوزي غزال
والجيل الجديدناجي الشهابي
والغدأيمن نور-إيهاب الخولي
والدستوري الاجتماعيممدوح قناوي
وحزب شباب مصرأحمد عبد الهادي
وحزب السلام الديموقراطيأحمد بيومي الفضالي
وحزب المحافظينمصطفي عبد العزيز
وحزب الجمهوري الحرحسام عبد الرحمن
وحزب الجبهة الديموقراطيةد. أسامة الغزالي حرب.
يمكن تقسيم الأحزاب المصرية من ناحية الفكر والخطاب السياسي إلي قسمين:
الأول:اتخذ الفكر التنويري الإصلاحي والخطاب العقلاني طريقا لتحديث وتطوير المجتمع المصري تدريجيا ومثله حزب الأمة بقيادة أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد ثم حزب الأحرار الدستوريين.
الثاني:اتخذ الفكر الثوري والخطاب الحماسي طريقا لإعادة بناء المجتمع المصري.ومثله الحزب الوطني بقيادة الزعيم مصطفي كامل وبقية الأحزاب الأخري بالتبعية وحتي الآن.
والواقع يؤكد أن التيار الثاني هو الذي ساد وقاد العمل السياسي في المرحلة السابقة تحت مسميات مختلفة القومية, الإشتراكية, الدينية نتيجة لأسباب عديدة أهمها تركيبة المجتمع ومستوي الأمية ونوعية التعليم والمستوي الثقافي وأسقف الحريات المنخفضة وغيرها من الأسباب..
ومع قيام ثورة يوليو اختفت الأحزاب السياسية بنوعيها بل جرم العمل الحزبي, ثم عادت إلي الظهور في عهد الرئيس أنور السادات واستمر عدد الأحزاب السياسية في تزايد إلي أن وصل الآن إلي 24 حزبا, لكن الملفت للانتباه هو أن الأحزاب التي عادت أو تكونت كلها تتبع القسم الثاني,وهنا نتساءل مع الدكتور طارق حجي: لماذا عادت كل القوي السياسية لمسرح الأحداث في مصر مع السماح بالتعددية باستثناء تيار واحد لايوجد اليوم من يمثله إلا أفراد قليلون يعملون ويكتبون ويحاضرون بجهود فردية غير منظمة وسط ضجيج مهول تحدثه دقات طبول التيار الآخر والذي لم يعط الواقع المصريباستثناء دقات الطبولغير قائمة طويلة من الإخفاق والفشل؟كذلك فإننا نتساءل:ما الوسيلة التي بوسعها تجميع أنصار هذا التيار في كيان حيوي يعمل علي تفعيل أفكارالإصلاحوالتطويروالتحديثوالتعامل مع مشكلاتنا تعاملا عقلانيا لايقوم علي الحماس والانفعال والمبالغة الهستيرية في اعتبارات الكرامة وإنما يقوم علي تحقيق المصالح بروية والتواصل مع العالم واستئصال بذورثقافة الكلام الكبيرمن عقول الكثيرين من أبناء وبنات هذا الوطن,وتأسيس علاقة سلميةمعمسيرة العلم الحديثوركب التمدن المعاصروالتخلي عن بعض عناصر تفكير البعض منا والمستمدة منالإطار القبليقبل أي شيء آخر…ما الوسيلة لتجميع رواد هذا التيار في كيان شرعي منظم يدعو للعقلانية والتوسط والتعادلية والصلح من الذات والتاريخ والآخر واللحاق بركب الحداثة والعلم والتقدم؟ هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابة مهمة وضرورية وملحة.
إن الحياة السياسية في مصر الآن في أشد الحاجة إلي حزب جديد يرفع شعار العقلانية والليبرالية والديموقراطية الغائب للأسف الشديد سواء كان شعارا أو تطبيقا عن واقع الحياة الحزبية في مصر.ويبقي سؤال أو أوجهه إلي طارق حجي أحد أهم عقول مصر في الخمسين عاما الأخيرة: من غيرك أقدر علي قيادة هذا التيار سواء علي المستوي المحلي أو العربي؟…هل يستجيب؟