تحت رعاية الفنان فاروق حسني وزير الثقافة وتفاعلا مع الحادث الإرهابي الذي أصاب مصر في الأونة الأخيرة فأدمي قلوب الجميع في مطلع العام الميلادي الجديد,وكاد أن يعكر صفو الوحدة الوطنية المصرية تفاعلا مع ما حدث أقام قصر السينما التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة ندوة بعنوانمصر عنصر واحدبمقره بجاردن سيتي تضامنا مع أسر الضحايا وحشدا لروح المواطنة المصرية وبحضور د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ونخبة من كبار المفكرين والسياسيين والمثقفين ونجوم السينما في مصر وهم د. مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشوري ود. ماجد الشربيني عضو مجلس الشوري والإعلامي الكبير مفيد فوزي والكاتب لينين الرملي والفنانة لبلبة وأدارها عبد الله كمال رئيس تحرير روزاليوسف ومسعد فوده نقيب السينمائيين والفنانة إيمان.
بدأ الاحتفال بإفتتاح د. أحمد مجاهد لمعرض فن تشكيلي بعنوان لا للأرهاب للفنان سمير عبد المنعم وأفكار الكاتب لينين الرملي,وأعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي مصر الكل واحد من إنتاج قصر السينما برئاسة تامر عبد المنعم.
وأبدي د. مصطفي الفقي خشيته من غلبة التفسير التأمري الذي لايدعو المصريين إلي التغلب والمواجهة ولكن الأحري بمصر أن تحاول البحث عن جذور مشكلاتها ورأي أن ما يجري في السودان هو استهداف لمصر ومواردها ونيلها هذا فضلا عن تقصد إسرائيل لوحدة مصر والعالم عامة .
وأكد أن الأقباط هم أصل أصيل من مكونات الشعب المصري,وليس هناك فواصل إنسانية بين المسلمين والمسيحيين وضروري في سبيل التغلب علي مشكلات الأقباط أن يتغير نظام التعليم والثقافة والإعلام والمؤسسات الدينية وقد خص الإسلام المسيحية بكل احترام وتقدير.
والأحري بمصر أن تواجه التطرف الداخلي قبل البحث عن أسباب خارجية لأنه لايوجد مواطن درجة ثانية وقد حاول النظام المصري تلافي بعض هذه المشكلات من خلال حل مشكلة الأوقاف القبطية,وأجازة 7 يناير ولكن بقي الكثير.ودعا مصطفي الفقي في تعقيبه إلي أعمال قانون الطواريء في الجرائم الطائفية لأن تغليظ العقوبة في مثل هذه الأحداث يؤدي إلي القضاء عليها.
أما د. ماجد الشربيني عضو مجلس الشوري فقد أشاد بالمدخل الثقافي لمعالجة هذه المشكلة في هذه الندوة وغيرها,لأن الترسيخ لثقافة التعددية والبدائل وقبول الآخر هو الملاذ لنا من التطرف والإرهاب والطريق المثالي لتأسيس دولة مدنية حديثة فالإصلاح الثقافي هو الأحري بالسبق في مسيرة الإصلاح ودعا إلي التخلي عن الشعارات الرتابة مثل الهلال والصليب ونحوها والزخري استبعاد التصنيف الديني في الحديث عن الوحدة الوطنية وأكد في حديثه بأن أقباط مصر ضرورة وطنية ولامعني لمصر إلا بأقباطها وإلا تحولت إلي وطن آخر وفي ختام كلمته دعا إلي نشر ثقافة التغيير حتي لاتكون هذه اللقاءات موسمية أو مناسبات عابرة وتمني تأكيد مبدأ العدالة الإجتماعية الذي يقضي علي صور التمييز والانشقاق بين فئات المجتمع جميعا.
وفي كلمته وجه د. مجاهد عزاءه للمصريين جميعا وهنا الجميع كذلك بعيد الميلاد المجيد لأن مصر أرض القبط أي المصريين جميعا وهذه الوحدة هي واقع متحقق وحلم راود جميع الفنانين والأدباء ماثلا في شعر الشعراء وفي البوسترات التي طبعتها الهيئة ثم أكد أن الله صدق وعده للمصريين جميعا عندما تعهد شعب مصر بالبركة والحفظ في الكتاب المقدس والقرآن الكريم.
والواقع -كما يشير-أن الأحداث الأخيرة تقتضي العزاء واتلتهنئة في الوقت نفسه:العزاء في القتلي والضحايا والتهنئة برد الفعل الإيجابي للمصريين علي وحدتهم تجاه الأحداث ووافق د. مجاهد علي أهمية الدولة المدنية وضرورة إستخدام كافة الأدوات لتكريس مبدأ الوحدة الوطنية بالشعارات وغيرها.
أما مفيد فوزي فقد افتتح كلمته باسم الله الواحد الذي نعبده جميعا ثم عبر عن غضبه الشديد وتساءل عن الجهل السياسي الذي أدي إلي حوادث العمرانية وعن قانون العبادة الموحد الذي لايناقش في مجلس الشعب,وتعجب من تدعيم عبد الرحيم الغول عضو مجلس الشعب رغم تسببه في مشكلات طائفية ورأي أن كلمات :الأخوة الأقباط وعنصري الأمة تؤجج الفتنة وتسبب الما لكل الأقباط وأكد أنه لاتوجد مواطنة حقيقية بين أطراف الوطن جميعا وتمني ألا تكون هذه الفورة مجرد انفعال موسمي تابع للأحداث ولكن يظل مطلبا وطنيا دائما.
أما عبد الله كمال رئيس تحرير روز اليوسف فقد أكد علي أهمية الحادث في تكتل طوائف المصريين ضد أعداء الوحدة الوطنية وذلك بغض النظر عن الفاعل ولكن ما حدث في الإسكندرية دفع الجميع إلي التساؤل حول قضايا الوحدة المصرية من مثقفين مختلفي الاتجاهات والآراء.
ثم تحدثت الفنانة لبلبة فأشارت إلي تجربتها وعلاقتها بالوحدة الوطنين من خلال مشاركتها في فيلم حسن ومرقصونوهت كذلك بوقع هذا الخبر السييء عليها,وتمنت لمصر والمصريين السلامة والأمان ودعت الفنانة إيمان التوسع بهذه الندوات والمناقشات لتكون أسبوعية وتتجول في المدارس والتجمعات المختلفة.
وعلق لينين الرملي علي ما قيل منوها إلي تدهور التعليم الذي يكرس الآن للتعصب والجهل,كما دعا تامر عبد المنعم إلي إذاعة القداس يوم الأحد,وتخصيص برنامج ديني مسيحي علي القنوات الأساسية وفي ختام الندوة تم عرض فيلم حسن ومرقص.