علي الرغم من تصريحات الدكتورأيمن فريد أبو حديد, وزير الزراعة واستصلاح الأراضي, عن عدم صلاحية أراضي مشروع جنوب الوادي توشكي للزراعة في فصل الصيف حيث تتراوحدرجة الحرارة ما بين 48 و50 درجة مئوية وتأكيدة علي أن300 ألف فدان بالمشروع تصلح فقط للزراعات الشتوية منها القمح والخضار والفاكهة, بمساحات متوسطة,إلا أنه قرر تمليك مساحة 75 ألف فدانمن أراضي توشكي للشباب وحدد الشروط الواجب توافرها لدي الشباب الراغبين في تملك قطعة أرض بجنوب الوادي توشكي من أرض الوليد بن طلال البالغة 75 ألف فدان التي أعادها لمصر من إجمالي الـ100 ألف فدان إلتي كان يملكها في عهد الرئيس السابق, مشيرا إلي أن هذه الشروط سيتم إعلانها بعد إقرارها من د. عصام شرف رئيس الوزراءأن يكون الشاب من خريجي كليات الزراعة والطب البيطري ودبلوم الزراعة ولا يعمل في القطاع الحكومي أو الخاص أو الاستثماري ثانيا: يحق لكل شاب تملك ما بين 5 إلي 10 أفدنة. ولشباب الثورة 10 أفدنة والأولوية لآباء شهداء الثورة الفلاحين.ثالثا: أن يقيم الشاب الراغب في التملك بأرض توشكي بعد كتابة إقرار بذلك ويشترط الإقامة الكاملة لأسر الشهداء.
وأعلن الدكتور حسين العطفي وزير الموارد المائية والري الأنتهاء من 98% من أعمال مشروع توشكي وأنه سيتم تمليك3700 فدان علي فرع2 من أجدد الأراضي القابلة للزراعةلأبناء النوبة طبقا لدراسات تصنيف التربة لأراضي المشروع وأن البيئة القومية والمياه متوفرة للزراعة فور تخصيصها.
قال الوزير إن المشروعشهد بعد ثورة25 يناير استعادة75 ألف فدان من أراضي شركة المملكة للتنمية الزراعية التي تبحث الحكومة تخصيصها للشباب لتوفير فرص عمل واستقرار لهذه الفئة والحكومة تدرس اختيار الجهة المناسبة لتنفيذ أعمال البنية الأساسية لهذه المساحة تمهيدا لطرحها علي الشباب وكذلك بلغت مساحة الأراضي المستصلحة والمنزرعة لشركات الاستثمار العربية المخصص لها أراضي بالمشروع35 ألفا و418 فدانا.
من جانبه صرح د. سعد نصار مستشار الوزير بأنه سوف يتم إنشاء بنك للتنمية والائتمان الزراعي بمنطقة توشكي ليخدم 520 ألف فدان ويقدم القروض للشباب والمزارعين, كما سيتم إقامة المحطات البحثية والمناخية ومصانع لصناعة الخراطيم والمواسير لتطبيق نظام الري الحديث والوزارة ستقوم أيضا بإنشاء هيئة زراعية متكاملة للمشروع القومي لأن المستقبل في الجنوب الذي سوف يمثل سلة لغذاء المواطن والتصدير.
صعوبة مشاركة الشباب في المرحلة الحالية
قال المهندس حسين طه مدير الإدارة المركزية والمهندس المقيم بالمشروع إن المشروع يزال قائما وبإمكانه أن يحقق النقلة النوعية إذا ما تم استزراع واستصلاح باقي الأرض, لكن حاليا هناك صعوبة كبيرة جدا فيما يتعلق بمشاركة شباب الخريجين في المشروع أولا لأن الفدان الواحد يحتاج بنية تحتية لا تقل تكلفتها عن 15 ألف جنيه في صورة شبكات تنقيط وتجهيزات للري ولذلك يتم تسليم الأراضي للمستثمرين شاملة البنية القومية أي أن تكون المياه علي رأس الأرض, أما تجهيزات الأرض من الداخل فهي مسئولية المستثمر ولهذا فإن الموضوع مكلف جدا أيضا المشروع يحتاج خدمات إعاشة مناسبة وهذا غير متوافر ولكن إذا تمخدمة الأرض وتجهيزها ووبناء مستشفيات ومدارس وطرق بحيث يأتي الشباب لتسلم الأرض جاهزة علي الزراعة هنا فقط ممكن يشارك شباب الخريجين لكن ما دون ذلك فإن الأمر سيكون مستحيلا أي أن الدولة يجب أن تتحمل عبء البنية الداخلية والخارجية والقومية ولهذا فإن المشروع كله في توشكي تقوم عليه أربع شركات كبري بينها شركة واحدة مصرية ولا يوجد دور للمستثمر الصغير.
الاستعداد بالبنية الأساسية
أوضح الدكتور زياد أحمد المنشاوي استشاري التنمية الز راعية أن مشروع منح مساحات زراعية لشباب الخريجين مشروع مهم خاصة وأنه هو الخيار المتاح الأن أمام الحكومة لاستيعاب الأعداد الرهيبة من الشباب التي تعاني من البطالة ولكن الموضوع ليس بهذه السهولة ولكنه موضوع خطيرويحتاج للإجابة علي عدد من التساؤلاتهل ستوفر الحكومة خطوط سكك حديد لهذا المشروع, وهل أمنت مجتمعا عمرانيا متكاملا من مستشفي ومدرسة ومنازل ومراكز للشرطة لحماية المواطنيين وممتلكاتهم ؟هل تستطيع تأمين مستلزمات الإنتاج ومركز لشراء وتسويق المنتجات الزراعية؟وهو الأمر الأخطر والاهم في الموضوع فالمسافة بعيدة جدا والمزروعات إلتي تزرع هناك أهمها الخضار والفاكهة وتلفها سريع فيجب عمل حسابات دقيقة قبل أن يذهب الشباب إلي توشكي وقبل أن نعلن عن بدء إنشاء تجمعات عمرانية جديدة يجب توفير مقومات الحياة.. ولكن ما يحدث الآن هو أن الحكومة حصرت عملها في مجال منح الأراضي وهو أمرغير فعال في توشكي لو أن هناك رغبة في منح جزء من الأراضي لشباب الخريجين أن تكون مستصلحة تماما مع توفير الاحتياجات الحياتيةومن وجهة نظري علينا الاتجاة أولا إلي سيناء لأهميتها الاستراتيجية قبل توشكي.
تصريحات لتهدئة الرأي العام
اتفق معة الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادي والأستاذ بمركز بحوث الصحراء بقوله: الموضوع للآن غير واضح كيف ستقدم الأرض للشباب وأعتقد أن موضوعحق الانتفاع والمقرر له ثلاث سنوات هو لإثبات الجدية فقط وبعدها يمكن أن تبدأ إجراءات التمليك لأن أقل مدة في نظام حق الانتفاع 25 سنة ولكن ما يحدث هو نوع من التأجير لفترة ولأن الأيجار غير مرغوب في هذه المشروعات يطلق علي النظام حق الانتفاع وهو موجود في مصر منذ بداية الإصلاح الاقتصادي وهو شبيه بالإيجار ويعطي حقا للمنتفع لمدة محددة وللحكومة مطلق الحرية في تجديد العقد أو سحب الأرض من المنتفع إذا أخل بأي شرط في العقد وهذا من إيجابيات هذا المشروع .
وأتساءل: هل هذه التصريحات جدية أم نوع من تهدئة الرأي العامثم ما تلبث أن تتبخر لعدم إمكانية تحقيقها علي أرض الواقع؟ وأضاف أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الانتفاع أو الملكية بل تكمن في البنية الأساسية المتوفرة بتلك الأراضي فضلا عن قربها من المناطق العمرانية,فما الفائدة من حق الانتفاع إذا لم تتوافر بالأرض بنية أساسية؟
وأضاف: أن الزراعة هناك مكلفة ولو نجحت الزراعة يجب توفير وسائل نقل لتصريف المحاصيل هناك مشاكل في عملية تسويق معظم المنتجات مثل الطماطم والخضار, ومشروع توشكي مصمم علي أن يقسمبمساحات كبيرة لكبار المستثمرين ويجب عدم اللعب بأحلام الشباب الذين لا يستطيعون حل مشكلات كبري مثل نقص مياه الري والتسويق في مكان مثل النوريارية علي بعد 100 كليو من القاهرة فكيف يستطيعون حل هذه المشكلات في مكان بعيد تماما تصل فيه الحرارة إلي 50 درجة مئوية فأين سيذهبون بالإنتاج أن قدر لهم أن يحصلوا علي إنتاج وكيف نحقق الهدف من المشروع هو خلق دلتا جديدة دون بنية أساسية للمجتمع الناشي دون توفير سكن أو مدرسة أو مستشفي وكل ما يلزم ويغري الشباب علي الذهاب إلي هناك ليحيا حياة كريمة فكل المشروعات التي تم تقديمها قبل ذلك للشباب كانت الدوله تكتفي بتقديم الأرض فقط وسواء قدمت الأرض للشباب بنظام الأسهم في شركات كبري أو قدمت بنظامتمليك كل شاب عدد من الأفدنة فعليها في الحالتين توفير البنية الأساسية والأهم طرق التسويق.
حق الانتفاع
ومن الأفكار التي طرحت لمحاولة استغلال الأراضي التي تم سحبها من المستثمرين غير الجادين موضوع حق الأنتفاعولكن الدكتور سامر المفتي أمين عام مركز بحوث الصحراء سابق قال إنه لا يمكن تطبيق حق الانتفاع لأنها تتعارض مع فكر الزراعة وطبيعة الإنسان المصري المرتبط بأرضه فنجد أن ملكية الفلاح لأرضه أصل من أصول الزراعة.. وهذا المبدأ لا يملك الفلاح أو الشاب أو الخريج لأرضه وهذه كارثة أخري.
ومن المفترض تنفيذ هذا المبدأ علي الشركات ذات رؤوس أموال أجنبية أو شركة ذات رأس مال كبير فالمهم بالنسبة لها تحقيق الإنجاز والأصل في الزراعة إقامة, واستقامة أن المحصول يثمر بيد الله, وأقتدار أي تحتاج إلي أموال كثيرة لكي تعود عليه بمكسب جيد وهذا ما ينطبق مع فكر وثقافة الفلاح المصري.. ولذلك الانتفاع يتناسب مع نشاط كبار المستثمرين لأنه سيحدد المدة الزمنية للمشروع وبالتالي يتناسب المصروف علي الأرض مع العائد من العملية الزراعية.
من جانبه أكدالمهندس علي المنوفي مدير المكتب الفني بمشروع توشكي أن موضوع تقسيم أراضي مشروع توشكي بمساحات صغيرة لا تتعدي الـ1000 فدان لا يتماشي مع طبيعة المشروع الذي يعتمد علي زراعة مساحات كبيرة بنظام الري الموحد.
الشباب وتصريحات الحكومة
قال تامر سعيد خريج زراعة القاهرة إن هذه التصريحات غير واقعية بالمرة فما معني أن يصرح الوزير منذ فترة قريبة بأن أراضي توشكي لا تصلح للزراعة صيفا ثم نقرأ في الصحف أنهم سيقومون بتخصيصهاللشباب بنظام حق الانتفاع لمدة ثلاث سنوات إلي خمس سنوات ومرة أخري نجد تصريحات بأنها ستملك بواقع خمسة أفدنة للشباب وعشرة لأهالي الشهداء وبين هذا وذاك فنحن لا نمتلك كشباب ما يمكننا من بدء هذا المشروع الذي يحتاج إلي أموال كبيرة ولا ندري ما سر الإعلان عن هذا الآن فهل هيخطوة إيجابية للاستفادة من الأموال الطائلة التي تم صرفها علي المشروع .
أضاف عبد المنعم بيومي مهندس زراعيفي إحدي المزارع الخاصة بقوله: يجب تقديم امتيازات واضحة للشباب حتي يذهبون لزراعة الارض في توشكي وأنا أتعجب من المبالغ الطائلة التي تم صرفها في المشروع والتي لم يخصص منها أي جزء ولو ضئيل للدعاية ولتعريف المواطنيين بما يحدث في المشروع باعتباره مشروعا قوميا, ولكن اعتقد ان القائمين علي هذا المشروع من البداية كانوا يعرفون أنه للشركات العملاقة التي تمتلك الخبرة والأموال للعمل في هذه المشروعات والآن بعد أن عادت الأراضي إلي المواطنين وإذا كانت هناك رغبة حقيقية في مساعدتنا كشباب تقوم الحكومة بإنشاء مدينة عملاقة وتقوم بسكين الشباب وأسرهم ونحن سنتحمل حرارة الطقس ولكن في وجود أسرة تعيش في مدينة بها مستشفي ومدرسة ووسائل مواصلات لأن أقرب مدينة للمشروع هي مدينة أبو سمبل والتي تبعد 50 كليو مترا, كما أنها مدينة سياحية اسعار خدماتها مرتفعة بشكل كبير.
مشاكل العمالة المؤقتة
علي الرغم من طاقة الامل التي تحاول الحكومة فتحها للشباب نجد هناك العديد من المشكلات تواجه الشباب الموجودين في مقر المشروع ويطالبون بحلها.
وواصل 500 من العاملين المؤقتين بمشروع تنمية جنوب الوادي توشكي اعتصامهم لليوم الثاني علي التوالي, احتجاجا علي عدم تثبيتهم, رغم أنهم يعملون بالمشروع منذ 15 عاما.
أكد المعتصمون عدم العدالة في توزيع المكافآت السنوية, حيث إن مكافأة العمال 600 جنيه فقط, ومكافأة المهندسين الزراعيين المؤقتين تصل إلي أكثر من 2000 جنيه, في حين تصل مكافأة المهندسين المعينين إلي 12 ألف جنيه.
قال مصطفي عبدالعظيم, محامي العاملين المؤقتين, إن استمرار اعتصام العاملين يهدد ببوار الأراضي به وتدمير الزراعات الموجودة, خصوصا أنهم امتنعوا عن فتح وغلق البوابات الخاصة بالري.
مشروع تمليك أراضي توشكي للشباب.. مشاكل وتصريحات محيرة!
تحقيق : ميرفت أيوب
علي الرغم من تصريحات الدكتورأيمن فريد أبو حديد, وزير الزراعة واستصلاح الأراضي, عن عدم صلاحية أراضي مشروع جنوب الوادي توشكي للزراعة في فصل الصيف حيث تتراوحدرجة الحرارة ما بين 48 و50 درجة مئوية وتأكيدة علي أن300 ألف فدان بالمشروع تصلح فقط للزراعات الشتوية منها القمح والخضار والفاكهة, بمساحات متوسطة,إلا أنه قرر تمليك مساحة 75 ألف فدانمن أراضي توشكي للشباب وحدد الشروط الواجب توافرها لدي الشباب الراغبين في تملك قطعة أرض بجنوب الوادي توشكي من أرض الوليد بن طلال البالغة 75 ألف فدان التي أعادها لمصر من إجمالي الـ100 ألف فدان إلتي كان يملكها في عهد الرئيس السابق, مشيرا إلي أن هذه الشروط سيتم إعلانها بعد إقرارها من د. عصام شرف رئيس الوزراءأن يكون الشاب من خريجي كليات الزراعة والطب البيطري ودبلوم الزراعة ولا يعمل في القطاع الحكومي أو الخاص أو الاستثماري ثانيا: يحق لكل شاب تملك ما بين 5 إلي 10 أفدنة. ولشباب الثورة 10 أفدنة والأولوية لآباء شهداء الثورة الفلاحين.ثالثا: أن يقيم الشاب الراغب في التملك بأرض توشكي بعد كتابة إقرار بذلك ويشترط الإقامة الكاملة لأسر الشهداء.
وأعلن الدكتور حسين العطفي وزير الموارد المائية والري الأنتهاء من 98% من أعمال مشروع توشكي وأنه سيتم تمليك3700 فدان علي فرع2 من أجدد الأراضي القابلة للزراعةلأبناء النوبة طبقا لدراسات تصنيف التربة لأراضي المشروع وأن البيئة القومية والمياه متوفرة للزراعة فور تخصيصها.
قال الوزير إن المشروعشهد بعد ثورة25 يناير استعادة75 ألف فدان من أراضي شركة المملكة للتنمية الزراعية التي تبحث الحكومة تخصيصها للشباب لتوفير فرص عمل واستقرار لهذه الفئة والحكومة تدرس اختيار الجهة المناسبة لتنفيذ أعمال البنية الأساسية لهذه المساحة تمهيدا لطرحها علي الشباب وكذلك بلغت مساحة الأراضي المستصلحة والمنزرعة لشركات الاستثمار العربية المخصص لها أراضي بالمشروع35 ألفا و418 فدانا.
من جانبه صرح د. سعد نصار مستشار الوزير بأنه سوف يتم إنشاء بنك للتنمية والائتمان الزراعي بمنطقة توشكي ليخدم 520 ألف فدان ويقدم القروض للشباب والمزارعين, كما سيتم إقامة المحطات البحثية والمناخية ومصانع لصناعة الخراطيم والمواسير لتطبيق نظام الري الحديث والوزارة ستقوم أيضا بإنشاء هيئة زراعية متكاملة للمشروع القومي لأن المستقبل في الجنوب الذي سوف يمثل سلة لغذاء المواطن والتصدير.
صعوبة مشاركة الشباب في المرحلة الحالية
قال المهندس حسين طه مدير الإدارة المركزية والمهندس المقيم بالمشروع إن المشروع يزال قائما وبإمكانه أن يحقق النقلة النوعية إذا ما تم استزراع واستصلاح باقي الأرض, لكن حاليا هناك صعوبة كبيرة جدا فيما يتعلق بمشاركة شباب الخريجين في المشروع أولا لأن الفدان الواحد يحتاج بنية تحتية لا تقل تكلفتها عن 15 ألف جنيه في صورة شبكات تنقيط وتجهيزات للري ولذلك يتم تسليم الأراضي للمستثمرين شاملة البنية القومية أي أن تكون المياه علي رأس الأرض, أما تجهيزات الأرض من الداخل فهي مسئولية المستثمر ولهذا فإن الموضوع مكلف جدا أيضا المشروع يحتاج خدمات إعاشة مناسبة وهذا غير متوافر ولكن إذا تمخدمة الأرض وتجهيزها ووبناء مستشفيات ومدارس وطرق بحيث يأتي الشباب لتسلم الأرض جاهزة علي الزراعة هنا فقط ممكن يشارك شباب الخريجين لكن ما دون ذلك فإن الأمر سيكون مستحيلا أي أن الدولة يجب أن تتحمل عبء البنية الداخلية والخارجية والقومية ولهذا فإن المشروع كله في توشكي تقوم عليه أربع شركات كبري بينها شركة واحدة مصرية ولا يوجد دور للمستثمر الصغير.
الاستعداد بالبنية الأساسية
أوضح الدكتور زياد أحمد المنشاوي استشاري التنمية الز راعية أن مشروع منح مساحات زراعية لشباب الخريجين مشروع مهم خاصة وأنه هو الخيار المتاح الأن أمام الحكومة لاستيعاب الأعداد الرهيبة من الشباب التي تعاني من البطالة ولكن الموضوع ليس بهذه السهولة ولكنه موضوع خطيرويحتاج للإجابة علي عدد من التساؤلاتهل ستوفر الحكومة خطوط سكك حديد لهذا المشروع, وهل أمنت مجتمعا عمرانيا متكاملا من مستشفي ومدرسة ومنازل ومراكز للشرطة لحماية المواطنيين وممتلكاتهم ؟هل تستطيع تأمين مستلزمات الإنتاج ومركز لشراء وتسويق المنتجات الزراعية؟وهو الأمر الأخطر والاهم في الموضوع فالمسافة بعيدة جدا والمزروعات إلتي تزرع هناك أهمها الخضار والفاكهة وتلفها سريع فيجب عمل حسابات دقيقة قبل أن يذهب الشباب إلي توشكي وقبل أن نعلن عن بدء إنشاء تجمعات عمرانية جديدة يجب توفير مقومات الحياة.. ولكن ما يحدث الآن هو أن الحكومة حصرت عملها في مجال منح الأراضي وهو أمرغير فعال في توشكي لو أن هناك رغبة في منح جزء من الأراضي لشباب الخريجين أن تكون مستصلحة تماما مع توفير الاحتياجات الحياتيةومن وجهة نظري علينا الاتجاة أولا إلي سيناء لأهميتها الاستراتيجية قبل توشكي.
تصريحات لتهدئة الرأي العام
اتفق معة الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادي والأستاذ بمركز بحوث الصحراء بقوله: الموضوع للآن غير واضح كيف ستقدم الأرض للشباب وأعتقد أن موضوعحق الانتفاع والمقرر له ثلاث سنوات هو لإثبات الجدية فقط وبعدها يمكن أن تبدأ إجراءات التمليك لأن أقل مدة في نظام حق الانتفاع 25 سنة ولكن ما يحدث هو نوع من التأجير لفترة ولأن الأيجار غير مرغوب في هذه المشروعات يطلق علي النظام حق الانتفاع وهو موجود في مصر منذ بداية الإصلاح الاقتصادي وهو شبيه بالإيجار ويعطي حقا للمنتفع لمدة محددة وللحكومة مطلق الحرية في تجديد العقد أو سحب الأرض من المنتفع إذا أخل بأي شرط في العقد وهذا من إيجابيات هذا المشروع .
وأتساءل: هل هذه التصريحات جدية أم نوع من تهدئة الرأي العامثم ما تلبث أن تتبخر لعدم إمكانية تحقيقها علي أرض الواقع؟ وأضاف أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الانتفاع أو الملكية بل تكمن في البنية الأساسية المتوفرة بتلك الأراضي فضلا عن قربها من المناطق العمرانية,فما الفائدة من حق الانتفاع إذا لم تتوافر بالأرض بنية أساسية؟
وأضاف: أن الزراعة هناك مكلفة ولو نجحت الزراعة يجب توفير وسائل نقل لتصريف المحاصيل هناك مشاكل في عملية تسويق معظم المنتجات مثل الطماطم والخضار, ومشروع توشكي مصمم علي أن يقسمبمساحات كبيرة لكبار المستثمرين ويجب عدم اللعب بأحلام الشباب الذين لا يستطيعون حل مشكلات كبري مثل نقص مياه الري والتسويق في مكان مثل النوريارية علي بعد 100 كليو من القاهرة فكيف يستطيعون حل هذه المشكلات في مكان بعيد تماما تصل فيه الحرارة إلي 50 درجة مئوية فأين سيذهبون بالإنتاج أن قدر لهم أن يحصلوا علي إنتاج وكيف نحقق الهدف من المشروع هو خلق دلتا جديدة دون بنية أساسية للمجتمع الناشي دون توفير سكن أو مدرسة أو مستشفي وكل ما يلزم ويغري الشباب علي الذهاب إلي هناك ليحيا حياة كريمة فكل المشروعات التي تم تقديمها قبل ذلك للشباب كانت الدوله تكتفي بتقديم الأرض فقط وسواء قدمت الأرض للشباب بنظام الأسهم في شركات كبري أو قدمت بنظامتمليك كل شاب عدد من الأفدنة فعليها في الحالتين توفير البنية الأساسية والأهم طرق التسويق.
حق الانتفاع
ومن الأفكار التي طرحت لمحاولة استغلال الأراضي التي تم سحبها من المستثمرين غير الجادين موضوع حق الأنتفاعولكن الدكتور سامر المفتي أمين عام مركز بحوث الصحراء سابق قال إنه لا يمكن تطبيق حق الانتفاع لأنها تتعارض مع فكر الزراعة وطبيعة الإنسان المصري المرتبط بأرضه فنجد أن ملكية الفلاح لأرضه أصل من أصول الزراعة.. وهذا المبدأ لا يملك الفلاح أو الشاب أو الخريج لأرضه وهذه كارثة أخري.
ومن المفترض تنفيذ هذا المبدأ علي الشركات ذات رؤوس أموال أجنبية أو شركة ذات رأس مال كبير فالمهم بالنسبة لها تحقيق الإنجاز والأصل في الزراعة إقامة, واستقامة أن المحصول يثمر بيد الله, وأقتدار أي تحتاج إلي أموال كثيرة لكي تعود عليه بمكسب جيد وهذا ما ينطبق مع فكر وثقافة الفلاح المصري.. ولذلك الانتفاع يتناسب مع نشاط كبار المستثمرين لأنه سيحدد المدة الزمنية للمشروع وبالتالي يتناسب المصروف علي الأرض مع العائد من العملية الزراعية.
من جانبه أكدالمهندس علي المنوفي مدير المكتب الفني بمشروع توشكي أن موضوع تقسيم أراضي مشروع توشكي بمساحات صغيرة لا تتعدي الـ1000 فدان لا يتماشي مع طبيعة المشروع الذي يعتمد علي زراعة مساحات كبيرة بنظام الري الموحد.
الشباب وتصريحات الحكومة
قال تامر سعيد خريج زراعة القاهرة إن هذه التصريحات غير واقعية بالمرة فما معني أن يصرح الوزير منذ فترة قريبة بأن أراضي توشكي لا تصلح للزراعة صيفا ثم نقرأ في الصحف أنهم سيقومون بتخصيصهاللشباب بنظام حق الانتفاع لمدة ثلاث سنوات إلي خمس سنوات ومرة أخري نجد تصريحات بأنها ستملك بواقع خمسة أفدنة للشباب وعشرة لأهالي الشهداء وبين هذا وذاك فنحن لا نمتلك كشباب ما يمكننا من بدء هذا المشروع الذي يحتاج إلي أموال كبيرة ولا ندري ما سر الإعلان عن هذا الآن فهل هيخطوة إيجابية للاستفادة من الأموال الطائلة التي تم صرفها علي المشروع .
أضاف عبد المنعم بيومي مهندس زراعيفي إحدي المزارع الخاصة بقوله: يجب تقديم امتيازات واضحة للشباب حتي يذهبون لزراعة الارض في توشكي وأنا أتعجب من المبالغ الطائلة التي تم صرفها في المشروع والتي لم يخصص منها أي جزء ولو ضئيل للدعاية ولتعريف المواطنيين بما يحدث في المشروع باعتباره مشروعا قوميا, ولكن اعتقد ان القائمين علي هذا المشروع من البداية كانوا يعرفون أنه للشركات العملاقة التي تمتلك الخبرة والأموال للعمل في هذه المشروعات والآن بعد أن عادت الأراضي إلي المواطنين وإذا كانت هناك رغبة حقيقية في مساعدتنا كشباب تقوم الحكومة بإنشاء مدينة عملاقة وتقوم بسكين الشباب وأسرهم ونحن سنتحمل حرارة الطقس ولكن في وجود أسرة تعيش في مدينة بها مستشفي ومدرسة ووسائل مواصلات لأن أقرب مدينة للمشروع هي مدينة أبو سمبل والتي تبعد 50 كليو مترا, كما أنها مدينة سياحية اسعار خدماتها مرتفعة بشكل كبير.
مشاكل العمالة المؤقتة
علي الرغم من طاقة الامل التي تحاول الحكومة فتحها للشباب نجد هناك العديد من المشكلات تواجه الشباب الموجودين في مقر المشروع ويطالبون بحلها.
وواصل 500 من العاملين المؤقتين بمشروع تنمية جنوب الوادي توشكي اعتصامهم لليوم الثاني علي التوالي, احتجاجا علي عدم تثبيتهم, رغم أنهم يعملون بالمشروع منذ 15 عاما.
أكد المعتصمون عدم العدالة في توزيع المكافآت السنوية, حيث إن مكافأة العمال 600 جنيه فقط, ومكافأة المهندسين الزراعيين المؤقتين تصل إلي أكثر من 2000 جنيه, في حين تصل مكافأة المهندسين المعينين إلي 12 ألف جنيه.
قال مصطفي عبدالعظيم, محامي العاملين المؤقتين, إن استمرار اعتصام العاملين يهدد ببوار الأراضي به وتدمير الزراعات الموجودة, خصوصا أنهم امتنعوا عن فتح وغلق البوابات الخاصة بالري.