باتت فكرة إرسال قوات عربية إلي قطاع غزة أمرا أقرب إلي التنفيذ, رغم عدم الإعلان عن عدد أفراد هذه القوات أو الدول العربية التي ستشارك فيها, ومن المتوقع أن يتم الكشف عن تفاصيل الخطة في منتصف الشهر المقبل خلال الحوار الشامل الذي يضم جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بهدف إنهاء حالة عدم الاستقرار الداخلي في الأراضي الفلسطينية.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ##أبومازن## خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير _ وفقا لما ذكرته المصادر الفلسطينية – عن استعداده لقبول أي مشروع يقترحه العرب بدون تردد.
وذكرت الأنباء أن الرئيس الفلسطيني عرض ملامح المشروع الذي يحظي بدعم أساسي من مصر والسعودية, علي الأعضاء, وهو مكون من ثلاث نقاط رئيسية, الأولي تشكيل حكومة انتقالية لا تعيد فرض الحصار بل تفكه عن غزة والثانية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة,والنقطة الثالثة تتعلق بوجود قوات عربية أو مساعدة عربية لإعادة بناء الأجهزة الأمنية. وأشارت إلي أن عباس كشف للمرة الأولي عن أن أول من طرح فكرة إدخال قوات عربية إلي غزة كان وزير الخارجية السعودي, سعود الفيصل, في نهاية العام الماضي. وبعد ذلك, تبنت مصر هذا الاقتراح وطرحه الوزير عمر سليمان أكثر من مرة في اللقاءات التي جرت معه منذ بداية العام الجاري.
وأوضح أحد المشاركين في اللقاءات التشاورية بمصر أن سليمان, أكد أنه طرح موضوع القوات العربية علي وزير الدفاع الإسرائيلي, إيهود باراك, والذي لم يبد اعتراضا علي الفكرة ولكنه حذر من إمكان حصول احتكاكات بين القوات الإسرائيلية والعربية إذا ما أطلقت صواريخ من غزة علي إسرائيل وردت إسرائيل عسكريا علي ذلك. وذكرت المصادر الفلسطينية أنه تم التوصل إلي صيغة تضمن قبولا جماعيا بالفكرة. وهي عبارة عن ترتيبات أمنية لضمان نزاهة الانتخابات بمساعدة عربية علي طريق إعادة بناء الأجهزة الأمنية علي أسس مهنية ووطنية, أما شكل الحكومة المرتقبة, فإن الوزير عمر سليمان أبلغ المشاركين في الحوار رغبته في أن تكون حكومة انتقالية يرأسها مستقل.
من ناحية أخري يلتقي الوزير عمر سليمان بعد غد الثلاثاء مع وفد من حركة فتح الفلسطينية في إطار اللقاءات الثنائية التي تجريها مصر مع جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية قبل الاجتماع الشامل الذي سيعقد في شهر أكتوبر المقبل.
ومن المقرر أن يستقبل الوزير عمر سليمان في الثامن من شهر أكتوبر المقبل وفد حركة حماس برئاسة الدكتور موسي أبو مرزوق.وقال مصدر مطلع من حركة حماس إن الحركة قبلت الدعوة المصرية للحوار ورحبت بها ونوه إلي أن الحركة ستعرض علي الوزير عمر سليمان موقفها من كل القضايا الخلافية والقضايا التي ستطرح علي الوفد.
ومن جانبها أعلنت إيران أن نشر قوات عربية في غزة سيوفر الأمن لإسرائيل, وانتقد رئيس مجلس الشوري الإسلامي الإيراني علي لاريجاني المشروع قائلا إنه من المؤسف أن الجامعة العربية أعلنت في اجتماعها الوزاري الأخير عن تأييدها لهذا المشروع الذي يرمي في الحقيقة إلي توفير الأمن لإسرائيل.