أخطاء التحكيم في الرياضة عامة وكرة القدم خاصة متكررة ومؤثرة للدرجة التي قد تسبب في ضياع بطولة مهمة من فريق وإهدائها لفريق آخر والخطأ التحكيمي وارد كطبيعة البشر غير معصومين ولكن أن تصل الأمور لعدم تقبل هذه الأخطاء بسبب الشك في تعمد بعض الحكام إقصاء فريق لصالح آخر, فهذه كارثة كبري قد تسبب في عدم استمرار المسابقات وأهمها البطولة الأكثر متابعة وأهمية والتفافا من الجماهير المحبة للرياضة وكرة القدم وهي بطولة الدوري العام التي تشهد دائما منافسة شرسة بين الغريمين الأهلي والزمالك وأحيانا النادي الإسماعيلي علي أن تتنافس باقي الأندية علي المراكز الشرفية وعلي الهروب من الهبوط وهذا ما يحدث هذا الموسم الذي قد لا يكتب له النجاح بعد مهزلة مباراة الزمالك مع المقاصة التي أعادت التحكيم المصري إلي نقطة الصفر خاصة أنها جاءت بعد الهجوم الضاري من النادي الأهلي علي الحكم السكندري محمد عبدالقادر مرسي بعد مباراتهم مع الإنتاج الحربي وهذا ما حدث من الزمالك ضد الحكم السكندري أيضا ياسر محمود بعد مباراة المقاصة مع فارق تأثير الأخطاء علي نتيجة المباراتين.
وقبل الخوض في تفاصيل هذه الأزمة وردود أفعالها يجب أن نشير إلي تراجع التحكيم المصري علي المستوي الأفريقي بل والعربي وبالتالي عالميا يكفي الإشارة إلا أن عدد المشاركين في الحكام المصريين في كأس العالم وهي أقوي بطولة لا يتعدي السبعة حكام طوال تاريخ البطولة بداية من يوسف محمد في مونديال 1934 مرورا بكل من علي قنديل 66, 1970 ثم مصطفي كامل محمود 1974 وبعد عشرين عاما حسن عبدالمجيد كحكم مساعد عام 1994 ثم جمال الغندور عامي 1998, 2002 ومعه وجيه أحمد كمساعد في مونديال 2002, وأخيرا عصام عبدالفتاح عام 2006 وهي مشاركة ضعيفة مقارنة بدول عربية وأفريقية تاريخها الكروي أقل كثيرا من مصر.
وطني حاورت أطراف المشكلة الأخيرة وأبرزهم الكابتن أحمد أبورحاب مراقب مباراة الزمالك والمقاصة والحكم السابق والذي أكد أنه كتب في التقرير ما أملاه عليه ضميره, مشيرا إلي أنه دون بالفعل ضمن تقريره أن الحكم ياسر محمود كان مرهقا ومجهدا بسبب ما عرفه منه بوصوله في الإسكندرية ظهرا وعدم لجوئه للراحة إلي ما قبل المباراة وهذا ما أثر كثيرا علي قراراته التي أري أنها بالفعل ظلمت الزمالك لكن دون تعمد بالطبع, كذلك الحكم المساعد حسن عبدالله لم يكن جاهزا كونه لعب هذه المباراة وهي الأولي له في الدوري الممتاز, وعن طلب بعض الفرق لحكام أجانب لإدارة مبارياتها أشار أبورحاب إلي عدم رضاه عن ذلك باستثناء مباراة الأهلي مع الزمالك لحساسيتها مؤكدا أن تفرغ الحكام واحترافهم – إن أمكن – سيكون له دورا إيجابيا في رفع مستواهم وتقليل الأخطاء بقدر الإمكان.
أما اللواء علاء مقلد مدير عام نادي الزمالك فأكد أن الظلم المتكرر الذي يعاني منه ناديه من الحكام مما تسبب عنه ضياع بطولات كثيرة بتعضيد إعلامي من أندية منافسة مؤكدا أن أخطاء الحكم متعمدة لسابق اختياره من عضو مجلس إدارة باتحاد الكرة يؤكد باستمرار انتمائه للنادي المنافس وأنه لن يسمح بأي فريق يحصل علي البطولة طوال وجوده بالاتحاد, لذا فالنادي انسحب من لجنة البث ودعا لجمعية عمومية غير عادية لسحب الثقة من المجلس لإبعاد أعضائه الذين لم يعتبروا من أخطاء الكبار الذين استمرأوا الظلم والمحاباة إلي أن خلعتهم أخطائهم, مشيرا إلي أن طلب حكام أجانب من قبل ناديه لم يكن لمباريات فريقه فقط بل المباريات الحساسة للأندية المنافسة وليذهب اللقب بعد ذلك لمن يستحقه.
وهذا ما رفضه تماما حازم الهواري عضو مجلس إدارة الاتحاد الذي أكد أنه والمجلس بعيدين تماما عن محاباة أي نادي وكل هدفهم نجاح البطولة بعيدا عن انتماءاتهم الشخصية مشيرا إلي أن اعتراض نادي الزمالك له احترامه ولكنهم استفادوا من أخطاء التحكيم في مباريات سابقة, كما أضيروا تماما وهذا ينطبق علي النادي الأهلي وكل الأندية.
أما الكابتن رضا البلتاجي الحكم الدولي السابق فيعترض علي إحالة الحكم للتحقيق وهي سابقة لم تحدث من قبل وأن لجنة الحكام يمكنها عمل تحقيق سري وتتخذ ضد المخطئ عقوبات مع رفضه أيضا امتناع بعض الحكام عن إدارة المباريات والحل هو الحكام الأجانب دون غضاضة في ذلك, مشيرا إلي أنه يقر مبدأ الثواب والعقاب, ولكن من خلال اللجنة. وأكد البلتاجي أن اللجان السابقة لم تعد صفوفا ثانية ولا ثالثة كمثل باقي الدول رغم ارتفاع المقابل المادي للحكام نسبيا مقارنة بالسنوات السابقة ففي عهدهم كان مقابل المباراة في الدوري الممتاز 35 جنيها مقابل 1500 جنيه حاليا.
وأخيرا يقول الناقد الكبير حسن المستكاوي إن الناس فقدت الثقة في القانون منذ زمن فالحكم رمز للسلطة والقانون لكن الانتماء للناديين الكبيرين يترجم أي خطأ علي أنه لصالح الآخر مع أن أخطاء الحكام كثيرة ومتوقعة ولكن بسبب سياسات النظام السابق الشك هو السائد وعادة الفاشل وقد يكون المدرب لا يعترف بأخطائه ملقيا ذلك علي شماعة التحكيم استكمالا لنظرية المؤامرة السياسية, فأمريكا سبب مشاكلنا في نظر الكثيرين وكأننا ريشة في الهواء فهذا نتاج سنين طويلة من التشويه الإعلامي للحكام والتشكيك فيهم وهي ظاهرة خطيرة رغم وجو مباريات أهم كثيرا وشهدت كوارث تحكيمية مثل مباراة إقصاء أيرلندة من تصفيات مونديال 2010 بيد تييري هنري مهاجم منتخب فرنسا وهدف مارادونا الشهير باليد في مرمي إنجلترا ولكن الروح عندنا ليست رياضية والعلاج قانون يطبق علي الجميع وعلي العقلاء منهم نبذ أي وسائل إعلامية تستفيد من هذا الاحتقان لتقليل سعرهم وبالتالي ابتعادهم ليبقي الإعلام المتزن العاقل البعيد عن الإثارة وخاصة المرئي لكونه الأكثر والأسهل والأسرع تأثيرا.
يذكر أن الحكم ياسر محمود رفض التعليق وإن كان قد أطل علي المتابعين من خلال إحدي القنوات قائلا أنا محترم وسوف أقاضي كل من ظلمني بعد اعتزالي لاحترامي لنفسي مؤكدا علي وجود تزوير في تقارير المراقبين وإن تركه لعمله الخاص ليس إقالة بل لدواعي الخصخصة, كان اتحاد الكرة ولجنة الحكام قد أخذوا قرارا بإبعاد محمود لنهاية الموسم بعيدا عن قرار اعتزاله التحكيم.