ها هو مركز نجع حمادي يتراجع للخلف بعدما نال المركز الثاني قبل سنوات من حيث التطوير والتخطيط بعد مدينة قنا, الآن تتدهور كل مظاهر الجمال في المركز بفعل تسرب العشوائيات وانتشار المواقف غير الرسمية, وتحول معظم شوارعه لبحيرات من المياه الراكدة للصرف الصحي وغيرها وغيرها في ظل وجود خلل وضعف بالإدارة المحلية لتجعل من نجع حمادي مدينة بلا ضوابط.
يقول نبيه أيوب مهندس زراعي إن شوارع مدينة نجع حمادي أصبحت بلا ضابط, تصيبنا بحالة من الهلع نتيجة لما نشاهده يوميا من حوادث يروح ضحيتها الكبار والصغار لعدم استطاعتهم تجنب سباقات الموتوسيكلات الصينية التي غزت المدينة الهادئة بشكل مرعب لتحولها إلي رالي كبير ممتد من الصباح وحتي فجر اليوم التالي, ليخترق صفوف المارة ويروعهم ما لم يصطدم ويلحق بهم الأذي. ففي الفترة الأخيرة ونتيجة للغياب المروري أصبح من السهل علي شباب صغير السن قيادة سيارات أو موتوسيكلات دون رخص وللأسف لا يتم محاسبة هؤلاء والدليل علي ذلك كم المحاضر التي حررها الأهالي داخل مركز شرطة نجع حمادي وإلي الآن لم يحصلوا علي تعويض لما لحق بهم من أذي, نظرا لعدم وجود لوحات تحدد هوية السائق. كل ذلك في ظل تجاهل إدارة مرور نجع حمادي التصدي لتلك الظاهرة, ووضع لجان مرورية بأنحاء متفرقة من المدينة تستوقف هؤلاء وتضع قيودا مقننة علي سيرهم داخل المدينة لسلامة سير الأهالي بالشوارع.
كما يضيف مجدي سعيد إخصائي برمجيات أن غياب الانضباط تسبب في ظهور المواقف العشوائية من جديد, بعد أن تم نقل بعضها لمدخل نجع حمادي الجنوبي, فأصحاب سيارات النقل أقاموا موقفا عشوائيا بوسط المدينة وتحديدا بشارع بورسعيد. كذلك قام سائقو التاكسي بتكوين موقف عشوائي بجنوب المدينة, هذا إلي جانب انتشار أصحاب عربات الحنطور في شوارع المدينة بأكملها وعودة موقف الكارو بشارع مصطفي كامل بعد أيام من نقله لرصف المنطقة وتجميلها, ليخلق جوا غير مألوف ومثالا واضحا لإهدار المال العام.
ويشير باسم علي محاسب إلي مشكلة تحول مدينة نجع حمادي إلي سوق عشوائية مفتوحة, حيث انتشار الباعة الجائلين في شوارع المدينة وحتي الرئيسية منها حسني مبارك و30 مارس وبورسعيد لتشويه المظهر الحضاري للمدينة وتخطي حدود الأماكن المخصصة لهم, وهي منطقة السوق القديمة وبعض الشوارع الجانبية وبدلا من توفيق أوضاع الباعة الجائلين قام مجلس مدينة نجع حمادي بإهدار المال العام, في محاولة فاشلة لإنشاء سوق تجمع الباعة في منطقة عمارات الإسكان الشعبي أمام المستوصف وهي منطقة تكثر مستنقعات الصرف الصحي بشوارعها وهو ما جعل الباعة يمتنعون عن التواجد بها لتصبح مرتعا للكلاب الضالة.
مياه الشرب.. والانتخابات
وعن أزمة مياه الشرب يذكر شنودة رزيقي موظف أن نجع حمادي قبل 7 سنوات كانت تتمتع بوجود مياه نقية صالحة للشرب, ولكن لأغراض انتخابية تم اقتسام حصة المياه مع مركز فرشوط وقراه للنقص الحاد لكمية المياه المخصصة له, وهو ما خلق أزمة أكبر للمركزين إذ لم تف السعة الاستيعابية لمحطة مياه نجع حمادي باحتياجات المواطنين من مياه الشرب, وظهر النقص الحاد فيهما وانقطاعهما بصورة مستمرة, مما جعل سكان مدينة نجع حمادي يلجأون لشراء مواتير الرفع لعقاراتهم لسحب المياه والتي كبدتهم مبالغ طائلة – 1200 جنيه للموتور – في حين تظل قري المركز تعاني من انعدام المياه طوال اليوم, ويلجأ الأهالي لشراء جراكن المياه بواسطة عربات الكارو من نجع حمادي أو أقرب مكان تتوافر فيه مواتير الرفع لعدم مقدرة سكان القري علي شرائها لتدني حالتهم الاقتصادية.
خسائر مشروع الصرف تتفاقم
ويحدثنا كمال الليثي موظف عن احتياج مراكز المحافظة لمشروع الصرف الصحي, والذي بدأت عملية تنفيذه تسير ببطء شديد ليحول شوارعها إلي برك ومستنقعات بعد طفح آبار الصرف الصحي بالمنازل إلي الشوارع لتنتشر الحشرات والروائح الكريهة بأجواء المدينة.
أسعار الشقق والمحال في تزايد
يلقي جرجس شكري العضو السابق بمجلس محلي مركز نجع حمادي الضوء علي مشكلة الارتفاع الجنوني في أسعار إيجارات الشقق والمحال التجارية, خاصة بوسط المدينة بسعر يصل من 500 – 1000 جنيه للشقة, وفي المناطق الشعبية من 300 – 500 جنيه, وذلك لعدم وجود بدائل عمرانية متوازنة مع المدينة – الظهير الصحراوي – التي أصبحت الآن لا تستوعب الكثافة السكانية المتزايدة. ويتساءل قائلا: إلي متي نحلم بوعود المسئولين بإيجاد مشروعات سكنية في صحراء نجع حمادي؟! كذلك الحال بالنسبة للمحال التجارية, فالأسعار أعلي من الشقق لتصل إلي مبالغ خيالية في وسط المدينة, وعليه يعجز الكثير من المواطنين عن افتتاح مشروعات تجارية يتعايشون منها.
وهكذا عمت الفوضي وكثرت المشاكل داخل نجع حمادي وتتعالي الأصوات مستغيثة بالمسئولين لإنقاذهم مما يشيعون فيه. فهل من مغيث؟!