نحن كمصريين عشنا آلافا السنين في كنف حضارتنا الفرعونية,ونعيش في مزيج حضاري تصنعه الديانات السماوية منذ مئات السنين,وطوال تلك الحقب ترسبت في وجداننا عادات وسلوكيات شعبية جسدت أجزاء أصيلة في شخصيتنا المصرية يجمعها موروث واحد هو الفلكلور الشعبي المصري,وعلينا تفعيل ذاكرتنا الحضارية وتزكية وجودنا بين الأمم من خلال بناء أطلس للفلكلور الشعبي المصري يحمل إطارا علميا منضبطا لتجميع وتوثيق وحماية بيانات مأثوراتنا الشعبية وبناء آليات التفسير العلمي لبيانات الأطلس بقصد تحويلها إلي معلومات قابلة للتداول.
أكد الدكتور أحمد مجاهد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة علي مشاركة الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية للسنة الثانية علي التوالي في الحملة القومية للقراءة للجميع.والتي بدأت فعالياتها في صيف2009 تحت شعارمصر السلام.
وصرح الشاعر مسعود شومان مدير عام أطلس المأثورات الشعبية أن المبادرة التي بدأت بالعام الماضي قد أثبتت أهميتها ومردودها الثقافي والعلمي علي حد سواء,وأن مشاركة الإدارة إنما تأتي في إطار رؤية الهيئة واستراتيجيات في استثمار إمكانات الباحثين المدربين في تقديم الخدمة الثقافية والفنية عبر وسيط منهجي منضبط يفاد من الكوادر العلمية التي كونتها الهيئة علي مدي عشرين عاما هي عمر إدارة الأطلس والتي تضم حوالي مائة باحث وباحثة في الفلكلور المصري.
وتأتي فلسفة اختيار البرامج التي يشارك بها باحثو الأطلس في مراعاتها استفادة كل قطاعات المجتمع المصري وفئاته العمرية والنوعية,كذلك استفادة الإدارة بمراكمة مادة موثقة ومصنفة علميا.وتأتي المشاركة هذا العام بخمسة برامج ثقافية وفنية هي:
أولا:الجمع الميداني من خلال بنك المأثورات:
-برنامج بنك المأثورات الشعبيةوالذي يتوجه لقطاع الشباب من الجنسين بغرض توعيتهم بعناصر الثقافة الشعبية المصرية وجذبهم كجامعين لهذه العناصر بحيث يودع كل شاب المادة التي يملكها أو يتحصل عليها باسمه في هذا البنك المعلوماتي.
ثانيا: الطفولة مع حكايات الجدات:
-برنامجا فلكلور الطفولةوحكايات الجدود والجداتيستهدف قطاع الأطفال وإبداعهم المتوراث كما يسعي لإعادة تكريس وإنتاج العناصر الفنية الشعبية من ألعاب وأغان وحكايات شعبية قاربت الذاكرة الجمعية للكبار علي تجاهلها ونسيان أثرها في تشكيل وعي وخيال الطفل المصري.وذلك من خلال مشاركة باحثي الأطلس مع الأطفال المترددين علي مخيمات وبيوت وقصور الثقافة في مهرجان القراءة للجميع.
ثالثا:راوي من بلدنا:
-أما برنامجراوي من بلدنافهو يولي اهتمامه بالمبدعين والفنانين الشعبين يوثق لتاريخهم وتجاربهم الإبداعية التي توجز مجمل ثقافتنا الشعبية عبر النصر الأدبي المغني موالا وقصة وسيرة وأغنية مناسبات وذلك بالجمع والتوثيق المباشر من خلال عدد من الرواة ممن ينتمون إلي فرق الآلات الشعبية المعتمدة ببيوت وقصور الثقافة وذلك بالتنسيق بين الإدارة والإدارة العامة للمهرجانات ومن ثم توثيق بيانات عن تلك الفرق والتصوير الفوتوغرافي وتصوير بالفيديوديجيتال لما تقدمه هذه الفرق.
رابعا:مكتبة الدراسات الشعبية:
وفي البرنامج الخامسمكتبة الدراسات الشعبيةتواصل إدارة الأطلس استكمال ما بدأته العام الماضي بمناقشة أهم الإصدارات الفلكلورية الحديثة,مركزا علي ما تصدره الهيئة العامة لقصور الثقافة من كتب في هذا الإطار.
خامسا:الأولياء والقديسون في قاعدة البيانات:
ويضيف الشاعر مسعود شومان أن انخراط الباحثين في تقديم الخدمة الثقافية التي تقدمها الهيئة والتي بدأت مع الحملة القومية لمهرجان القراءة للجميع بالعام الماضي يتم بالتوازي مع قيام الإدارة بمهامها العلمية والبحثية المنوطة بها حيث انتهت الإدارة من التحضيرات لإصدار(أطلس الفخار) كذلك يتم استكمال الجمع الميداني لأطلس الأزياء المزمع إصداره لاحقا.
بالإضافة لرصد وتوثيق عدد من العناصر الفولكلورية التي تدخل ضمن الفنون القولية الشعبية مثل (الأمثال الشعبية) و(أغاني هدهدة الأطفال).
كما وأن العمل جاري لاستكمال قاعدة بيانات الاحتفاليات الشعبية بموالد الأولياء والقديسين والتي تم من خلالها توثيق مادة ميدانية ثرية بعناصر فولكلورية يصعب توثيق سياقاتها في غير تلك الاحتفالات حيث إن بعضا من تفاصيل الاحتفالية سرعان ما تختفي أو تحل عليها عناصر جديدة تزيح معها أخري ,لذا تم توثيق وجمع بعض تلك الاحتفاليات منذ يوليو2008 أي من قبل إتمام الخريطة الزمانية والمكانية كاملة وهو ما تسعي له الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية.