بالرغم مما تحقق من تقدم باهر في ميدان الطب علي مدي السنوات الخمسين الماضية لا يزال مرض القلب سببا رئيسيا للوفيات في العالم قاطبة والمسبب الرئيسي للوفيات في الولايات المتحدة.
يمثل مرض القلب أو مرض الأوعية القلبية نسبة حوالي 30 في المائة من الوفيات في العالم أجمع, استنادا لمنظمة الصحة العالمية. وفي الولايات المتحدة يتوفي حوالي 700 ألف شخص من هذا الداء في كل عام. وفي 2006 قدرت جميعة القلب الأمريكية أن الخسارة الفادحة الناجمة عن أمراض القلب تكلف الأمريكيين أكثر من 258 بليون دولار.
ويشمل مرض القلب عددا من الامراض المحددة المتصلة بالقلب والشرايين. ومن بينها مرض الشريان التاجي الذي تسبب بنسبة 71 في المائة من الوفيات بداء القلب في الولايات المتحدة في عام 2002 حسبما جاء في تقرير لمؤسسة مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها. ومن الأمراض الأخري الشائعة المنبثقة عن القلب والشرايين مرض القلب الخلقي, والسكتة القلبية بسبب الاحتقان, ومرض القلب الرئوي ومرض القلب الرثيي.
ومما يسبب مرض الشريان التاجي تضييق الأوعية الدموية التي ترفد إلي القلب وهذا يحدث حينما تتشكل ترسبات دهنية تعرف بتصلب الشرايين وتصبح من السماكة بحيث إنها توقف تدفق الدم فيحصل احتشاء لعضلة القلب ما قد يؤدي إلي الوفاة أو العجز.
ويمكن تقليص أخطار مرض القلب من خلال تغيير النمط الحياتي واعتماد حمية صحية والتمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين. ومن دلالات وجود خطر بحدوث مرض القلب هو مستويات الكوليستيرول وارتفاع ضغط الدم التي يمكن أن تقاس لتقييم نجاعة العلاج بالعقاقير وتغيير نمط الحياة لخفض فرص الإصابة بمرض القلب. كما أن مرض السكري والبدانة هما من الأخطار المسببة لمرض القلب.
* التعاون الدولي حول الأبحاث الطبية
أطلقت منظمة الصحة العالمية والمنتدي العالمي للأبحاث الصحية مبادرة أبحاث حول أمراض القلب والأوعية في نوفمبر .1998 وتفرعت عن المبادرة ستة مشاريع أبحاث ومن بينها علاجات يرعاها المجتمع وبرامج إدارة سريرية. ويشارك باحثون من أستراليا وسويسرا وفنلندة والولايات المتحدة في هذا المجهود.
وترعي منظمة الصحة العالمية كذلك مشروعا يعرف بـ القلب البيني أو INTER-HEART وهو بمثابة دراسة عالمية النطاق تسعي لتحديد عوامل خطر تقليدية وناشئة مسببة للسكتة أو الذبحة القلبية ولاستخدام تلك المعطيات للمساعدة في تطوير سياسات صحية أكثر نجاعة.
اما المعهد القومي للقلب والرئة والدم المنبثق عن المؤسسات القومية للصحة فيعكف علي إجراء برامج أبحاث سريرية وأساسية. والأبحاث الاساسية تتسم بطبيعة استكشافية وتشمل تجارب ودراسات في مختبرات. أما التجارب السريرية فتطال متطوعين يجربون عقاقير ووسائل أخري لغرض التيقن من كفائتها وسلامتها.
وينطوي أحد مشاريع الأبحاث علي تحسين التصوير بالأشعة الممغنطة لرصد القلب. ويعكف الباحث إليوت ماكفي من المعهد القومي للقلب والرئة والدم علي تطوير استراتيجيات للتغلب علي عقبتين في وجه الحصول علي صور واضحة. وإحدي هاتين العقبتين هي أن القلب يتحرك,فيما الثانية هي أن الحاجة للتصوير كثيرا ما تتزامن مع حالة صحية طارئة.
ويساعد التصوير مرضي القلب لأنه يتيح للأطباء أن يحددوا بصورة أفضل أي علاج سيكون الأمثل لكل مريض. وأحيانا فإن العلاج نفسه يمكن أن يقدم بصورة أدق وأنجع بموجب إرشادات التصوير المباشر.##
ويشمل أحد مشاريع أبحاث ماكفي السعي لتبيان ##الجرح المندمل## أو الإنسداد في القلب الذي يتأتي بعد إصابة الشخص بذبحة قلبية. ويقول ماكفي إن الصلة بين شكل ذلك الجرح ونزوع حصول عدم انتظام ضربات القلب لاحقا مما قد يؤدي إلي الوفاة لا تزال مجهولة,ونحن نود أن نكتشف تلك الصلة كي يمكننا أن نحدد علي الوجه الأفضل أيا من المرضي سيحتاجون لأجهزة لتنظيم ضربات قلوبهم##.
وعدم انتظام ضربات القلب يمكن معالجته بجهاز منظم يستخدم إشارات كهربائية لمساعدة القلب علي استعادة نمط ضرباته الصحي.
* الوقاية من مرض القلب
إن علاج مرض القلب والإشراف علي هذا العلاج يمكن أن يساعدا في معالجة مشكلة مرض القلب. إلا أن الاستراتيجية البديلة لكبح هذا المرض المزمن تتمثل في الوقاية.
وفي الولايات المتحدة تشرف مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها علي برامج تتوخي الوقاية من مرض القلب في 33 ولاية أمريكية وهي تروج لصحة القلب من خلال توعية الجمهور ورصد عوامل الخطر وتحديد استراتيجية واعدة لتشجيع العلاجات.
ويقول الدكتور دارون لابارث, مدير شعبة مراكز الأمراض الخاصة بمرض القلب والوقاية من الجلطات الدماغية: ##تدور أبحاثنا حول مرض القلب والوقاية من السكتات الدماغية وهي تبدأ بالوقاية من عوامل الخطر بالذات. ونحن نعمل مع منظمة الصحة العالمية في جهود تتوخي خفص استهلاك الملح للوقاية ضد ارتفاع ضغط الدم وخفضه##.
كما أن استراتيجيات الوقاية وخيارات علاج مرض القلب كان لها وقع ايجابي,ففي الولايات المتحدة تراجع معدل الوفيات من مرض القلب منذ الستينيات من القرن المنصرم, إلا أن هذه المكاسب تتباين وفقا للفئات الديموجرافية.
مثلا, والكلام للابارث, فإن ##الفجوة بين المواطنين السود والبيض اتسعت في الولايات المتحدة. وطبقا لتقرير مراكز ضبط الأمراض فإن معدل الوفيات من مرض القلب لدي السود في 2002 كان أعلي بنسبة 30 في المائة منهم للبيض في هذه البلاد.
خلص الباحث لابارث إلي القول: ##التحديات التي نواجهها في يومنا هذا تتمثل في التخلص من كافة النوبات القلبية والجلطات الدماغية التي يمكن منعها ابتداء بعوامل الخطر نفسها وتحقيق ذلك لكافة الشرائح السكانية##.
*يو.إس.جورنال